تباينت أمس آراء المترشحين لنيل شهادة التعليم المتوسط حول مضمون موضوع امتحان مادة الرياضيات، بين من وجده صعبا نوعا ما، وفي المتناول بالنسبة للبعض، في حين أجمع الكثير من التلاميذ على سهولة باقي المواد، آملين أن يكون التصحيح في صالحهم. واصل تلاميذ السنة الرابعة متوسط اجتياز امتحانات شهادة التعليم المتوسط في يومها الثاني عبر أزيد من 2900 مركز موزع على التراب الوطني، في ظروف أقل ما يقال عنها حسنة، بفضل تسخير الموارد البشرية والمادية لضمان راحة أزيد من 800 ألف مترشح، يطمحون جميعهم لبلوغ الطور الثانوي، و إكمال المشوار الدراسي في إحدى التخصصات المتاحة. وأجرى التلاميذ الامتحان في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية في الفترة الصباحية، والتاريخ والجغرافيا في الفترة المسائية، وسط تباين الآراء والمواقف حول مضمون موضوع مادة الرياضيات، بين من وجده صعبا نوعا ما، لا سيما بالنسبة للجزء المتعلق بالوضعية الإدماجية الذي احتوى حسبهم، على أسئلة غير مباشرة أو مفخخة، وبين من رآه في المتناول وأنه يتطلب فقط التركيز والتحضير الجيد. وأجمع المترشحون على المستوى الجيد لباقي المواد المقررة في اليوم الثاني لامتحانات شهادة التعليم المتوسط، الخاصة بمواد الإنجليزية والتاريخ والجغرافيا، وأكدوا بأن المحتوى كان مستمدا من البرنامج الدراسي، وتفاءل الكثيرون بإمكانية تدارك ما يكون قد فاتهم في امتحان مادة الرياضيات، بهدف تحقيق معدلات مرتفعة، والانتقال إلى الطور الثانوي في أريحية تامة. وسارت الامتحانات في ظروف جيدة، دون تسجيل أي خلل أو إشكالات تذكر، في غياب تام لأي محاولات للغش، أو نشر للمواضيع على منصات التواصل، أو حالات إقصاء بسبب التأخر عن الوصول في الموعد إلى مراكز الإجراء، كما كانت المواضيع واضحة خالية من الأخطاء في الكتابة أو الطباعة، جعلت المترشحين يركزون فقط على المضمون، والبحث عن الإجابات الصحيحة. كما تواصلت نفس الإجراءات التنظيمية المحكمة، لضمان السير الحسن للامتحانات الرسمية، على غرار الأجواء التي طبعت اليوم الأول، سواء ما تعلق بتوفير الأمن وتجنيد المصالح الصحية للتكفل بالحالات الطارئة، وتنظيم حركة الطرقات للتقليل من الاكتظاظ، فضلا عن التأطير المتكامل لمراكز الإجراء، والمرافقة الأمنية لعملية نقل المواضيع وأوراق الإجابة. مترشحون يأملون تحقيق الأفضل فيما تبقى من الامتحانات ولم تختلف أراء ومواقف المترشحين لنيل شهادة التعليم المتوسط عبر عدد من مراكز الإجراء بولاية قسنطينة عما عبر عنه أمس باقي الممتحنين في مناطق عدة، فقد أبدى مترشحون عدم ارتياحهم لموضوع مادة الرياضيات، ولم يخف ممتحنون من ثانوية ابن تيمية استياءهم عقب انهاء الامتحان، بسبب صعوبة بعض التمارين. وعلى العكس، أظهر المترشحون ارتياحهم لمضمون موضوع مادة اللغة الانجليزية، بعد أن وجدوا سهولة في الإجابة عن الأسئلة التي كانت في المتناول حسب تأكيدهم، كما لقي موضوع مادة الاجتماعيات استحسان المترشحين الذين أبدوا رضاهم عن مستوى الأسئلة، وأكد في هذا الصدد مترشحون بثانوية «سمية» بأن الأسئلة كانت في المتناول، مستمدة من المقرر الدراسي، ما سيضمن نتيجة إيجابية في مادة الحفظ المزدوجة. وبولاية برج بوعريريج أثار مترشحون بمتوسطة بن معمر الربيع، ممن التقت بهم «النصر»، بعض الانشغال بخصوص موضوع امتحان مادة الرياضيات، وأكدوا بأنه يحتاج إلى التركيز والذكاء، وأن بعض الأسئلة تحتوي على تعقيدات تتطلب وقتا اضافيا لتفكيكها من قبل متوسطي المستوى، في حين يسهل حلها بالنسبة للتلاميذ الأذكياء.وعبر بدورهم المترشحون بولاية تبسة عن ارتياحهم لمضمون موضوع مادة اللغة الإنجليزية، واصفين إياه بالسهل، عكس مادة الرياضيات التي تباينت حولها الآراء، بين من رأى بأن الموضوع كان في متناول الجميع ومن المقرر الدراسي، ومن وصفه بالصعب، لاسيما ما تعلق بالوضعية الادماجية. وأفاد في هذا السياق أستاذ اللغة الإنجليزية « محمد لمين بلقاسم» للنصر، بأن موضوع الامتحان في هذه المادة كان في متناول الجميع وبإمكان التلاميذ باختلاف مستوياتهم الإجابة عليه بكل سهولة والحصول على علامات جيدة. فيما أكد الأستاذ «جلول ص»، بأن أسئلة موضوع مادة الرياضيات صيغت بطريقة جيّدة وبإمكان التلاميذ الإجابة عليها، في حين كانت الوضعية الإدماجية صعبة نوعا ما بالنسبة لبعض التلاميذ. ويذكر بأن عدد المترشحين بالولاية بلغ أزيد من 15 ألف تلميذ، من ضمنهم حوالي 300 مترشح من نزلاء المؤسسات العقابية، موزعين على 60 مركز إجراء، يؤطرهم أزيد من 6700 حارس، إلى جانب تجنيد فرق مكونة من أطباء عامين ومختصين نفسانيين. وبولاية الوادي، أكد عدد من التلاميذ الذين تحدثت إليهم «النصر» على مستوى عدد من المراكز، بأنهم وجدوا صعوبة كبيرة في موضوع الرياضيات، كما أفاد بعض الأولياء وأساتذة المادة بأن الأسئلة كانت في مستوى فئة من التلاميذ الممتازين، عكس ما تعود عليه المترشحون في مواسم سابقة، حيث كانت المواضيع في متناول متوسطي المستوى. وعبر تلاميذ عن أملهم في تعديل سلم التنقيط، بما يمكنهم من الحصول على علامات مقبولة في المادة، في حين تم الاتفاق على سهولة موضوع مادة التاريخ والجغرافيا، وتوقعوا بأن يتمكنوا من تعويض النقاط التي قد تضيع عليهم في مادة الرياضيات، كما أجمعوا أيضا على سهولة امتحان اللغة الإنجليزية، الذي اجتازوه في الفترة الصباحية. وينهي اليوم تلاميذ السنة الرابعة متوسط آخر الامتحانات الرسمية، باجتياز مادتي اللغة الفرنسية وعلوم الطبيعة والحياة في الفترة الصباحية، واللغة الأمازيغية بالنسبة للمعنيين بها في الفترة المسائية، على أن تنطلق الإجراءات التي تسبق عملية التصحيح، من تجميع وإغفال على مستوى المراكز المخصصة لهذا الغرض، في ظل نفس الإجراءات التنظيمية.