دخلت السلطات بولاية تبسة، في سباق مع الزمن للانتهاء من تحديث ازدواجية خط السكة الحديدية الرابط بين بلاد الحدبة بتبسة ووادي الكباريت بسوق أهراس. وتراهن السلطات بولاية تبسة، على عقد اجتماعات وخرجات ميدانية لورشات الإنجاز، لمعاينة الوضعية الفيزيائية لمفاصل مشروع الفوسفات المدمج، انطلاقا من مد وتحديث السكة الحديدية على مسافة 177 كلم، مرورا بإنجاز المنشآت الفنية، وصولا إلى بناء المحطات الخاصة بنقل المواد الفوسفاتية والمسافرين وفي الوقت نفسه، والوقوف على مدى تنفيذ التعليمات السابقة. وفي هذا الصدد، أشرف الأمين العام لولاية تبسة، معطلي بوحجر، على اجتماع، مساء الثلاثاء، بمختلف المتدخلين، مؤكدا بعد تلقيه تقريرا مفصلا عن سير الأشغال، على ضرورة مضاعفة الجهود وتسخير الإمكانات اللازمة، بما يسمح بتسليم المشروع في آجاله المحددة قبل 31 ديسمبر المقبل والتركيز على ما تم معالجته، عقب التحفظات التي سجلها والي تبسة في خرجته الميدانية في 20 من الشهر الماضي، داعيا إلى دعم التقارير المرفوعة للولاية بنسب الإنجاز وكذا بالمعوقات، قصد معالجتها، كما ذكر بأهمية مشروع بلاد الحدبة للفوسفات المدمج الذي سيرفع من طاقة الإنتاج الوطني ومن مداخيل الجزائر من العملة الصعبة، حيث يمكن استغلال احتياطه الذي يقارب 2.2 مليار طن في حدود 80 سنة، حسب تقديرات المختصين. وفي سياق التحضيرات المحلية، كان والي تبسة، سعيد خليل، قد أوضح أن نسبة إنجاز ازدواجية السكة الحديدية، بين بلاد الحدبة ووادي الكباريت على مسافة 177 كلم، قد فاقت 70 بالمائة، وأن هناك اجتماعات يومية وأسبوعية لمتابعة سير عمل مختلف الورشات، للانتهاء منها قبل نهاية 2023. أما بالنسبة لتواجد الآثار بمحيط الإنتاج، نبه والي تبسة إلى أن موقع بلاد الحدبة يمتد على مساحة 3800 هكتار ودلت الخبرة التي قدمتها وزارة الثقافة والفنون وكذلك الدائرة الأثرية، إلى إحصاء 62 موقعا أثريا أغلبه مدفون في هذا الموقع، وقد أعدت الدراسات ووضعت الآليات الإدارية والمالية من أجل تحويل تلك الآثار إلى متحف خاص بمدينة بئر العاتر. وبالنسبة لأهمية المشروع لولاية تبسة، فيراهن المواطنون على خلق 1200 منصب شغل التي ستصاحب دخوله الخدمة، تضاف إليها اليد العاملة المتخصصة وما ستأتي به المرافق الخدماتية المحاذية للمواقع الإنتاجية وكذلك المتواجدة بقرب محطات النقل. ويعد مشروع تحويل فوسفات بلاد الحدبة للفوسفات المدمج، من بين أكبر المشاريع الصناعية الاستثمارية التي تبنتها الجزائر في السنوات الأخيرة، حيث قدرت كلفة إنجازه بحوالي 6 ملايير سنتيم واختارت الجزائر تنفيذه بالشراكة مع الصين، بناء على الاتفاق الموقع بين مجمعي سوناطراك واسميدال ميتال، عن الجانب الجزائري ومجمعي سيتيك ووانق فو من الجانب الصيني. وينتظر أن يرفع المشروع القدرات الإنتاجية الوطنية من 1.2 مليون طن سنويا إلى حدود 3 ملايين طن، مع العمل على بلوغ 10 ملايين طن في سنوات لاحقة، ولا يقتصر تجسيده على إنجاز ازدواجية خط السكة الحديدية بولاية تبسة وتجاوز مشكلة تعويض ملاك الأراضي وكذلك تطهير محيط الإنتاج من الآثار، وإنما يتطلب كذلك إنجاز مواقع صناعية بولايات سوق اهراس، سكيكدة وعنابة. وبعد دخول المشروع حيز الإنتاج، سيتم نقل الفوسفات المخصب من بلاد الحدبة إلى وادي الكباريت بسوق أهراس، عن طريق السكة الحديدية المستحدثة، وهنالك يتم تحويله إلى أحماض أمينية في مجمع صناعي بقدرة إنتاج تصل إلى 5 ملايين طن سنويا من حمض الكبريت ومليون ونصف المليون طن من حمض الفوسفوريك، أما المرحلة الإنتاجية الثالثة، فتتم بموقع حجر السود بولاية سكيكدة، أين سيتم تحويل الغاز الطبيعي إلى أمونيا، بالإضافة إلى عمليات إنتاج أخرى بعنابة. وسيتم تسويق مختلف هذه المنتجات بعد تلبية الطلب الداخلي، ومن المتوقع أن يضع هذا المصنع، الجزائر ضمن البلدان الهامة في إنتاج الفوسفات عالميا وبعائدات مالية قد تصل إلى 2 مليار دولار سنويا، وفق تقديرات المختصين والخبراء، حيث توليه الحكومة أهمية بالغة في إطار المشاريع الرامية لبعث قطاع المناجم.