وليد صادي يزكى رئيسا للفاف انتزع وليد صادي رئاسة الفاف، بعد حصوله على التزكية بالأغلبية الساحقة من طرف أعضاء الجمعية العامة، وهذا خلال الدورة الانتخابية المنعقدة أول أمس بمركز سيدي موسى، ليكون الرئيس الأصغر سنا في تاريخ الفاف منذ تأسيسها قبل 6 عقود من الزمن أمام مسؤولية إنهاء العهدة الأولمبية الجارية، لفترة لن تتجاوز 18 شهرا على أقصى تقدير. دورة أول أمس، ميزها حضور «دولي» للمراقبة، مما أضفى عليها «الشرعية»، بالحصول على تزكية فورية من الفيفا، الكاف واتحاد شمال إفريقيا تواليا، لأن الأشغال كانت تحت أعين ممثلين عن الاتحاد الدولي، ويتعلق الأمر بجيلسون فيرنانديز كونسيساو من الرأس الأخضر والسنغالية فاتو بينيطو با نداي، في حين كانت الكونغولية سارة ماكونا حاملة راية تمثيل الاتحاد الإفريقي ضمن طاقم المراقبة، بينما أوفد اتحاد شمال إفريقيا المدير التنفيذي التونسي محمود الهمامي، وهو «إنزال» دولي غير مسبوق في تاريخ انتخابات الفاف، لكنه أعطى المزيد من الشرعية القانونية للطاقم الجديد، سيما وأن موفدي مختلف الهيئات الكروية، كانوا عشية تنظيم الانتخابات قد عقدوا جلسات عمل مع طاقم لجنة الإشراف على العملية الانتخابية، برئاسة علي مالك، وكذا مع الأمين العام للفاف منير دبيشي، في اجتماعات خصصت بالأساس للوقوف على مدى تطابق الخطوات التي تم القيام بها منذ استقالة زفيزف مع القوانين المعمول بها، وقد استوجب الأمر حتى تمديد دائرة المناقشات إلى استدعاء أحد الأعضاء الذين كانوا قد أبدوا رغبتهم في الترشح، إلا أن ملفه كان مصيره الرفض، بسبب عدم استيفاء كامل الشروط، إلا أن المعني بالأمر اكتفى بالاعتذار عن الحضور. تنظيم صارم أبطل كل المناورات على صعيد آخر، فقد تكفل المراقبون الدوليون بمعاينة الظروف التي جرت فيها الانتخابات، ولو أن القرار الذي كانت الأمانة العامة للفاف قد اتخذته، والقاضي بتغيير المكان من فندق «الماركير» إلى مركز سيدي موسى كان له مفعول كبير في هذا الجانب، لأن التحكم في الأمور التنظيمية كان بصرامة، من خلال حصر الحضور في الأعضاء الذين يحوزون على حق الانتخاب دون غيرهم، بدليل أن بعض رؤساء الرابطات والنوادي، الذين كانوا قد منحوا تفويضات لممثلين آخرين، تقرر منعهم من الدخول إلى مركز سيدي موسى، الأمر الذي أبطل مفعول المناورات التي كانت قد أثارت لجنة الإشراف على الانتخابات، على اعتبار أن جناح «المعارضة» كان يسعى لاستغلال الخطوات القانونية، التي قام بها إيغيل مزيان في الدفاع عن ملف ترشحه، سيما بعد لجوئه إلى «الطاس»، والاستثمار فيها بحثا عن دعم أكبر لمخطط عدم تزكية صادي بالأغلبية، وبالتالي التواجد أمام حتمية فتح باب الترشيحات من جديد، لكن هذا المخطط سرعان ما سقط في الماء. وعرفت الجمعية الانتخابية حضور 81 عضوا من أصل 98 مسجلا، الأمر الذي يعني توفر النصاب القانوني، ليتناول بعدها رئيس لجنة الإشراف على الانتخابات علي مالك الكلمة، حيث قدم عرضا مفصلا عن الخطوات التي قامت بها اللجنة بفرعيها، منذ استقالة جهيد زفيزف من رئاسة الفاف في 16 جويلية، مع تأكيده على أن هدف اللجنة كان منصبا في تفادي حالة الانسداد، والعمل على إيجاد السبيل الكفيل بضمان إجراء الانتخابات في موعدها، وقطع الطريق أمام المخطط الرامي إلى تمديد الأزمة الإدارية للكرة الجزائرية، كما كشف علي مالك في مداخلته عن تركيبة لجنتي الانتخابات والفرز، وذلك بالمراهنة على نفس الأعضاء الذين تابعوا مختلف مراحل الرزنامة الانتخابية، ويتعلق الأمر بالسادة قاسحي، محمودي، سمرة، بوخالفة، حمري، عبيد ولقباني، وهذا كله تحت إشرافه، ليذهب رئيس لجنة الترشيحات، إلى التأكيد على أن موفدي الفيفا والكاف تلقوا كامل التفسيرات بشأن الخطوات التي تم قطعها. بعد ذلك تمت إحالة الكلمة إلى المترشح الوحيد للرئاسة وليد صادي من أجل استعراض برنامجه، إلا أن المعني فضل تلخيص مخطط عمله في بعض النقاط، التي تشكل المحاور الأساسية للمشروع الذي يعتزم تجسيده، من خلال المراهنة على لم شمل كل الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية الوطنية، وفتح الأبواب أمام كل من هو قادر على تقديم الإضافة المرجوة، إضافة إلى السعي لإيجاد مصادر تمويل للفاف، من خلال البحث عن عقود شراكة ورعاية، والعمل على تفعيل النشاط الميداني للمديرية الفنية وكذا لجنة التحكيم، موازاة مع مرافقة الدولة في الجهود التي تقوم بها لإعادة تأهيل الملاعب والمرافق الرياضية، سيما منها تلك الموجهة للمنتخبات الوطنية. رفض طلب بن حمزة ومكفة والملفت للانتباه أنه وقبل الشروع في العملية الانتخابية، تدخل رئيس رابطة سعيدة الجهوية بن حمزة، ونظيره لرابطة سوق أهراس الولائية رضا مكفة وطلبا من الحضور اقتراح الاحتكام إلى التزكية برفع الأيدي بدلا من الصندوق، وهذا في ظل وجود مترشح وحيد، لكن مسؤول لجنة الإشراف على الانتخابات علي مالك ألح على ضرورة إتباع الإجراءات المنصوص عليها في القوانين المعمول بها، خاصة الفقرة 1 من المادة 26 من القانون الأساسي للفاف، معتبرا اللجوء إلى الصندوق خيارا حتميا، لتسير بعدها عملية الاقتراع السري في هدوء تام، تحت أنظار المراقبين الدوليين، وسط مؤشرات أولية كانت توحي بحصول صادي وقائمته على التزكية بالأغلبية الساحقة، وهو الأمر الذي ارتسمت معالمه عند الشروع في عملية فرز الأصوات، لأن ورقة «نعم» كانت قد صنعت الفارق مبكرا، فكانت النتيجة النهائية حصول صادي على تزكية 76 عضوا، مقابل 5 أصوات ضده، مع تسجيل حالة واحدة ملغاة. كتلة النوادي تستأثر بمنصب الرئاسة مجددا انتخاب صادي أبقى رئاسة الفاف من نصيب كتلة النوادي للمرة الرابعة تواليا، على اعتبار أنه دخل هذا المعترك الانتخابي حاملا راية تمثيل وفاق سطيف، وقد تسلم المشعل من جهيد زفيزف، ولو أن الرئيس الجديد للاتحادية يعد الثالث في العهدة الأولمبية الحالية، التي كانت قد عرفت استقالة شرف الدين عمارة، ممثل شباب بلوزداد، بعد فترة لم تتجاوز 380 يوما قضاها في رئاسة الفاف، وزفيزف قضى في الاتحادية مدة 374 يوما، بينما كان رئيس نادي بارادو زطشي قد أكمل عهدته الأولمبية، ما بين سنتي 2017 و2021، لتصبح رئاسة الفاف من نصيب كتلة رؤساء النوادي، رغم أن هذا الجناح لا يمثل سوى نسبة 21 بالمئة من التركيبة الإجمالية، في وجود 20 فريقا يحوزون على صفة العضوية، ويتعلق الأمر بكل الأندية الناشطة حاليا في الرابطة المحترفة، إضافة إلى هلال شلغوم العيد، أمل الأربعاء، نصر حسين داي وأولمبي المدية من الرابطة الثانية للهواة. صالح فرطاس 4 أسماء في المكتب الفيدرالي معنية بمنع الازدواجية رسم الرئيس الجديد للفاف وليد صادي، المعالم الأولية للتغيير الشامل الذي يعتزم القيام به من خلال القائمة التي راهن عليها للتواجد إلى جانبه، والتي شذت عن المألوف، وسجلت غيابا كليا للأعضاء الذين سبق لهم المرور عبر مناصب في الفاف، ولو أن قضية «الازدواجية» مازالت مطروحة، خاصة بالنسبة للأعضاء المنبثقين عن كتلة رؤساء الرابطات، رغم أن صادي أكد بأنه سيعمل على استكمال خطوات استعجالية للحسم في هذا الإشكال، مع ضرورة التقيّد بالنصوص القانونية. رياح التغيير الذي هبت على الفاف أنهت «هيمنة» بعض الأشخاص على صفة العضوية في المكتب الفيدرالي، لأن هذه الوضعية كانت قد سجلت منذ 2017، بتواجد عضوين في الاتحادية لثلاث عهدات متتالية، مع كل من زطشي، عمارة وزفيزف، وذلك من خلال الاحتفاظ بصفة العضوية رغم تغّير الرؤساء، لكن صادي كسر هذه القاعدة، وفضل الاعتماد على قائمة لم تضم أي عضو كان قد سجل مروره عبر المكتب الفيدرالي، ليبقى هو الوحيد الذي يصنع الاستثناء، بحكم أنه كان عضوا فاعلا في الفاف، خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2009 و2017، بعدما تكفل بمهمة المدير العام للمنتخب الأول. والملفت للانتباه أن تركيبة المكتب الفيدرالي التي ستعمل إلى جانب صادي عبارة عن مزيج بين كتلة الرابطات ونظرائهم من مفوضي النوادي، في وجود 4 رؤساء رابطات ولائية، كلهم من الجهة الجنوبية، إضافة إلى 4 أعضاء آخرين نالوا العضوية بتفويضات الرابطات، في حين سيسجل جناح «الأندية» حضوره في المكتب الفيدرالي الجديد برباعي، عن كل من اتحاد الجزائر، نجم بن عكنون، شبيبة القبائل ومولودية وهران، دون احتساب منصب الرئاسة المنبثق عن هذه الكتلة، لأن صادي دخل المعترك الانتخابي كمفوض من وفاق سطيف. وتظهر القراءة الأولية في هذه القائمة بأن «إشكالية» المنع من الإزدواجية في المهام لن تكون مطروحة بحدة، لأن الأمر قد ينحصر في 4 أعضاء من رؤساء الرابطات. وكشف صادي في الندوة الصحفية التي نشطها على هامش أشغال الجمعية الانتخابية بأنه سيعمل على طلب ترخيص استثنائي من الوزارة يسمح لكامل التركيبة بمزاولة مهامها دون أي اعتراض مقترن بقانون «منع الإزدواجية»، لأن العهدة انتقالية، ولا تدوم سوى 18 شهرا، وعلى ضوء ذلك فإننا كما قال « سنرسم خارطة طريق مستقبلية، مع التقيّد بكامل النصوص القانونية، لأن الاختيار سيكون إجباريا للجميع في حال كان رد الوصاية على طلبنا بالرفض». ص / فرطاس صادي أصغر رئيس في تاريخ الاتحادية أصبح وليد صادي أصغر شخصية تتولى رئاسة الاتحادية، لأن الرئيس الجديد من مواليد 25 نوفمبر 1979 بوادي سوف، وتواجده على رأس الهرم الكروي الوطني جعله الرقم رقم 31 الذي يشغل هذا المنصب، مع احتلال المرتبة 24 في قائمة الرؤساء، الذين ظفروا بكرسي الزعامة عبر الصندوق، نتيجة عملية انتخابية. والشيء المميز أن انتخاب صادي جاء في ظروف استثنائية تمر بها الاتحادية، لأن حالة الاستقرار طبعت مسيرة الفاف منذ بداية العهدة الأولمبية الحالية، ليرتدي ثوب رجل الإنقاذ، سعيا لإخراج الكرة الجزائرية من الفراغ القانوني الذي عاشت على وقعه، على اعتبار أن شرف الدين عمارة كانت قد اضطر إلى رمي المنشفة في ماي 2022، بعد فترة لم تدم سوى 380 يوما قضاها في رئاسة الفاف، وكانت على وقع مشاكل «داخلية» تسببت في انقسامات بين أعضاء المكتب التنفيذي، تجلت في استقالة 6 أعضاء، بسبب رفض تطبيق قرار المنع من «الإزدواجية»، قبل أن يصطدم خليفته جهيد زفيزف بنفس الإشكال، بعد استقالة أعضاء من المكتب التنفيذي، لكن انسحابه من رئاسة الاتحادية كان في 16 جويلية الفارط، على خلفية إخفاقه «الشخصي» في الظفر بمقعد في المكتب التنفيذي للكاف، وعليه فإن صادي سيتولى قيادة الكرة الجزائرية إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية الجارية، لمدة لن تتجاوز 18 شهرا على أقصى تقدير، وتجديد الاتحادية مقرر في مارس 2025. ص / فرطاس ممثل الفيفا يؤكد سنعمل على مرافقة مسؤولي الكرة الجزائرية أقر ممثل الفيفا جيلسون فيرنانديز كونسيساو، بالشفافية الكبيرة التي جرت فيها انتخابات الفاف، وسارع إلى تهنئة وليد صادي وطاقمه، مع تأكيده على أن أبواب الاتحاد الدولي مفتوحة للجميع، وأن الفيفا ستعمل على مرافقة مسؤولي الكرة الجزائرية في العمل الذين يعتزمون تجسيده، ولو أنه ألح على ضرورة ضمان الاستقرار، والذي اعتبره مفتاح النجاح في جميع المستويات. جيلسون فيرنانديز، وفي الكلمة التي ألقاها خلال أشغال الجمعية العامة، أثنى على تحلي كل الأطراف الفاعلة في المنظومة الكروية الوطنية بروح المسؤولية، وأكد بأن الجزائر بلد يشتهر بكرة القدم، وأن له مكانة مرموقة في الساحة الكروية الإفريقية، لكن تنظيم انتخابات تجديد المكتب الفيدرالي للمرة الثالثة منذ بداية العهدة الأولمبية الجاري، يبقى أمرا يثير حسبه «الكثير من التساؤلات، لأننا نراهن كثيرا على الاستقرار لنجاح أي اتحاد وطني، وأملنا أن يتمكن كل رئيس من إنهاء عهدته على أقل تقدير، حتى يتوفر على الوقت الكافي الذي يسمح له بتجسيد نسبة كبيرة من برنامج العمل الذي سطره، وبالتالي قطف الثمار». وذهب موفد الفيفا إلى التأكيد على أن الاتحاد الدولي، لن يتردد في مرافقة الفاف، بهدف العمل على تطوير الممارسة الكروية، لكننا على حد قوله « نبقى بصدد البحث عن السبل التي تسمح بالحصول على النتائج الميدانية بنجاعة أكبر، وهذا الموضوع كان محل نقاش ثري في جلسة عمل عقدتها مع مسؤولين في الاتحاد الجزائري عشية تنظيم الجمعية الانتخابية، حيث وقفت من خلال التشريح الأولي على الصعوبات التي تعترض الممارسين للنشاط الكروي، سواء في المستوى الأول أو الأقسام السفلى، دون تجاهل الشبان وكذا كرة القدم النسوية. وخلص جيلسون فيرناديز إلى القول بأن تهاني الفيفا للرئيس الجديد للفاف وطاقمه إقرار بالشرعية، في انتظار الترحيب به رسميا في باريس.