الشيخ "باباعبيد" ترك مخطوطات موسيقية و "سفاين" نادرة قال العازف و الأستاذ الموسيقي رشيد رقيق المعروف في الوسط الفني باسم”باجين” أن جده قارة بغلي المعروف ب”باباعبيد” أحد مشايخ المالوف الذي كان له أثرا كبيرا في الحفاظ على هذا التراث العتيق ترك بعض المخطوطات الموسيقية الفنية النادرة المكتوبة على الجلد بمادة الصمغ. و ذكر أستاذ الموسيقى بجمعية فنون قسنطينة بأن جده “بابا عبيد” الذي كان له الفضل في تعليم الكثير من الفنانين القسنطينيين المعروفين بما فيهم الفنان اليهودي “ريمون”، ترك وراءه مكتبة فنية سمعية و خطية ثرية منها عدد من "السفاين”النادرة في الزجل و التي قال أنها قد تكون تكملة لما هو موجود لدى بعض المشايخ الآخرين من رفاق دربه. و قال الفنان المعروف بمهاراته في عزف الآلات الوترية و بالأخص الكمان و العود أن رغم الموت الذي غيّب جده في ستينات القرن الماضي غير أنه ورث عنه عشق الموسيقى و الموهبة التي صقلتها في الأجواء الفنية الملائمة التي كبر فيها بفضل ما تركه من مكتبة فنية سمعية و خطية ثرية غرف منها الفنان ما استطاع لصقل موهبته التي أدرك تمتعه بها منذ سن السادسة حسبه . كما كان لباجين حظ التعلم على يد الشيخ براشي أحد رواد الموسيقى القسنطينية خاصة الأزجال التي أكد أنه يحفظ منها حوالي 30زجلا، معتبرا ذلك نقطة في بحر شاسع من أشعار الحكمة و المدح و الغزل... حيث كان الشيخ براشي كما قال حريصا على تلقينهم و تذكيرهم بضرورة الحفاظ على العادات المميّزة لآداء هذا النوع من الموسيقى المحلية و على رأسها الاعتماد على الصوت بدل الآلات، لما يفرضه فن الزجل من أجواء للتمعن و التأمل وسط طقطوقات الطار و الناقرات و التصفيقات التي تتبع بانتظام إيقاع الدربوكة. و باجين المعروف في الأوساط الفنية بعزفه المميّز و إتقانه المحكم لأكثر من أربع آلات موسيقية هي الناي”لفحل” العود، الكمان و المندولين يكرّس وقته اليوم لتعليم الصغار و الكبار من هواة و عشاق الموسيقى القسنطينية أسرار و أبجديات هذا الفن الأصيل معتبرا رسالة التعليم أنبل رسالة يقدمها عرفانا للشيوخ و ما نجحوا في الحفاظ عليه من تراث عريق يعود تاريخه لقرون بعيدة، و هو اليوم يؤطر عدد من العازفين من مختلف الفئات العمرية. مريم/ب