أكد أول أمس، دكاترة ومختصون خلال فعاليات الدورة السادسة عشرة من المؤتمر الدولي لجمعية أطباء الأعصاب الأحرار لناحية الشرق الجزائري بقسنطينة، أن أمراض باركنسون و الزهايمر والصرع تصنف ضمن قائمة الأمراض العصبية الأكثر انتشارا في الجزائر مشيرين إلى تسجيل حالات إصابة بين شباب في مقتبل العمر، لأسباب كثيرة غير مباشرة تتعلق بالمشاكل النفسية والاجتماعية و الاستخدام المفرط للوسائل التكنولوجية. و أوضح للنصر الدكتور أحمد عليوش، رئيس جمعية أطباء الأعصاب الأحرار للشرق الجزائري، أن المؤتمر الذي نظم حول آخر المستجدات التشخيصية والعلاجية للأمراض العصبية، خصص دورته لمناقشة العديد من المحاور الهامة بما في ذلك الجلطات الدماغية، و الحالات العصبية التي تتطلب تدخلا علاجيا مثل الصرع الحساس للضوء و الصداع النصفي، و تضيق الشريان السباتي المصحوب بأعراض وبدون أعراض، و دور الروبينيرول في علاج مرض باركنسون وغيرهم من المواضيع الهامة. وأكد عليوش، أن الملتقى عرف مشاركة أطباء من جميع أنحاء الوطن وخارجه، وذلك بهدف تبادل الخبرات بين المختصين في المجال، وعرض آخر المستجدات والتقنيات الحديثة في الجراحة، بالإضافة إلى تدريب وتكوين الأطباء، موضحا أن مستوى علاج الأمراض العصبية في الجزائر من ناحية توفر المهارات اللازمة والوسائل التكنولوجية الأكثر تقدما لراعية مختلف أمراض العصر، أصبح متقاربا جدا مع ما هو موجود في الخارج، وذلك بفضل مختصين جزائريين أثبتوا قدرتهم على علاج أصعب الحالات. أمراض شائعة خلفياتها جينية و وراثية و ترتبط بنمط المعيشة وأضاف المتحدث، أن نسب نجاح الجراحة العصبية متقدمة جدا في الجزائر مقارنة بالسنوات الفارطة، بدليل تراجع نسبة المرضى الذين يسافرون إلى الخارج من أجل العلاج، كما أن إجراء العمليات الجراحية الصعبة والدقيقة جدا صار أمرا ممكنا و مضمونا في مستشفياتنا، موضحا، أن الزهايمر، و مرض النوبات الصرعية و الجلطة الدماغية والشقيقة، إضافة إلى الباركينسون، هي أبرز الأمراض العصبية الشائعة بين الجزائريين، و مؤكدا بأن العامل الجيني والوراثي والنمط المعيشي بشكل عام، من بين المسببات الرئيسية للإصابة بهده المشاكل الصحية. إصابة متزايدة بين الشباب بالباركنسون و الزهايمر وأشار الطبيب، إلى أن الباركنسون والزهايمر، من الأمراض التي أصبحت تصيب مؤخرا فئة الشباب، ويعود ذلك إلى عدة أسباب أبرزها الحالة النفسية المتقلبة و المشاكل الاجتماعية، إلى جانب استهلاك الدواء دون استشارة الطبيب، و إدمان المهلوسات و استخدام الوسائل الإلكترونية بشكل مفرط. وأضاف من جهة ثانية، أن مرض الصداع الذي يعاني منه غالبية الأشخاص، ويكتفون بعلاجه عن طريق تناول مسكن وأخد قسط من الراحة، قد يكون مؤشر خطر وعلامة على احتياج المريض إلى عناية طبية عاجلة، خصوصا إذا كان مصحوبا بأعراض أخرى أهمها تشوش في الرؤية و صعوبة في الكلام، وعدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي وفقدان التناسق بين حركات اليدين والقدمين. 10 بالمائة من مرضى الأعصاب يعانون من الصرع بأنواعه من جانبه، أكد أخصائي أمراض الأعصاب بباتنة، الدكتور عبد السلام بن المجات، أن غالبية مرضى الأعصاب في الجزائر يعانون من مرض الصرع بأنواعه، وكذلك الجلطات الدماغية كالنزيف و انسداد الشرايين في المخ، والتهاب العضلات و الضمور العضلي، و الجهاز العصبي الخارجي، زيادة على متلازمة غينا مباري. وكشف الطبيب، أن حوالي 10 بالمئة من المصابين بمرض الأعصاب يعانون من مرض الصرع بأنواعه، مؤكدا في ذات السياق أن التشخيص المبكر لبعض الأمراض العصبية قد يساهم في علاجها والحد من تفاقمها كما هو الحال بالنسبة لمرض الزهايمر، مضيفا أن الجراحة العصبية تشمل مختلف الحالات المستعجلة للأمراض العصبية مثل حوادث السقوط وحوادث المرور الخطرة و الأورام الحميدة و الخبيثة في المخ، فضلا عن النزيف الدموي في الدماغ و النخاع الشوكي، و الصدمات الدماغية وكسور في الجمجمة. وأشار، إلى نسبة نجاح التدخلات الجراحية العلاجية في بلادنا، وقال إنها أصبحت متقدمة جدا بفضل التكوين الدوري للأطباء، وتوفر الأجهزة المتقدمة وأوضح، أن الأشخاص الذين يعانون من مرض عصبي معين يحتاجون إلى رعاية صحية محددة، خصوصا إذا تم تشخيصهم مبكرا مشددا في ذات السياق، على ضرورة توعية المجتمع، بعدم إغفال بعض الأعراض المرضية التي قد تكون مؤشرا لوجود مرض خطير كورم دماغي أوغيره من المشاكل، مشددة، على توفر الوسائل الحديثة في مجال طب الأعصاب وفائدتها في الكشف و العلاج المبكر عن بعض الأمراض العصبية، والمساهمة في إنجاح العمليات الدقيقة. أما أخصائي جراحة الأعصاب بروفيسور أحمد أيت قاسي، فتطرق إلى مرض النوم القهري والمسمى أيضا بالسبخ أو التغفيق، وهو داء عصبي مزمن، يعيق صاحبه على المستوى الشخصي والاجتماعي، فيتسبب له في مواقف محرجة أو خطرة، وحسب الطبيب فإن 13 بالمائة من حوادث المرور سببها النوم أثناء القيادة، و 10 بالمئة من الضحايا مصابون بالمرض، مضيفا أن نسبة كبيرة من المصابين به يتجاهلون خطورته على الرغم من تشخصيهم به. وأوضح أيت قاسي، أن هذا المرض يؤثر على قدرة الدماغ على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي، بحيث يعاني المصابون به من نعاس شديد في النهار يشبه النعاس الذي يحدث بعد حرمان من النوم لمدة تتجاوز 48 ساعة، و من الأعراض الشائعة لمرض التغفيق، النعاس المفرط نهارا وفقدان شد العضلات فجأة و الهلوسة و اضطراب النوم وسلوكيات تلقائية. وأوضح المتحدث، أن النوم القهري هو مرض قد يستمر مدى الحياة إن لم يتم علاجه وتشخيصه جيدا، مؤكدا بأن هناك أدوية يمكن أن تساعد في تغيير نمط حياة المصابين من خلال التحكم في الأعراض، ناهيك عن الدعم الذي يمكن أن يقدمه الأصدقاء وأصحاب العمل للمصاب من أجل التأقلم مع الاضطراب. وفي مداخلة للبروفيسور سيباستيان ريشارد بقسم الأعصاب بالمستشفى الجامعي نانسي بفرنسا، تم التطرق إلى مشكلة نقص تروية الحبل الشوكي وكيفية تشخيصه عند الأطفال، وقال الطبيب، بأن من بين مظاهر خطر نقص تروية النخاع بسبب جراحة الأبهر، تقطع الشريان، انخفاض مستوى ضغط الدم، نقص الاكسجين.