يحذر مختصون في الأمراض العصبية و جراحة الأعصاب من اضطرابات عصبية متباينة الخطورة، أصبحت تسجل عند المصابين بفيروس كورونا، ظهرت أكثر خلال الموجة الثالثة من الجائحة. يلحق تخثر الدم أضرارا مباشرة، و أخرى غير مباشرة بالجهاز العصبي و الدماغ، حيث تنتج عنه أعراض خفيفة عند الإصابة بالوباء، من فقدان حاستي الشم و الذوق و الصداع و غيرها، و قد يأخذ منحنى خطيرا، يصل حد الشلل الكلي و الجلطة الدماغية و حتى الموت المفاجئ، و تستدعي هذه المشاكل في الجهاز العصبي، علاجا و متابعة مكثفة، عند مختصين. قد يتطلب الأمر استمرار المتابعة الطبية، حتى بعد الشفاء من فيروس كورونا، حيث أكد المختصون أن هذه الاضطرابات، قد تظهر مباشرة أثناء الإصابة بالوباء، أو بعد الشفاء بشهر أو شهرين، كأقصى تقدير. * وهيبة عزيون * الدكتور أحمد عليوش أخصائي أمراض الأعصاب و العضلات نسجّل زيادة في حالات الاضطراب العصبي بسبب كورونا أكد الأخصائي في الأمراض العصبية و العضلات الدكتور أحمد عليوش للنصر، أن كوفيد 19، يترك آثارا مباشرة على المناعة العصبية للمصابين، وهي للأسف في تزايد كبير. و أضاف أن 3 إلى 4 مرضى يقصدون العيادة للعلاج، بعد ظهور اضطرابات عضلية لديهم، أثناء الإصابة بالفيروس أو بعد الشفاء. و شدد أن تأثير كورونا على الجهاز العصبي، يكون إما خلال فترة الإصابة، أو بعد الشفاء في الشهر الأول أو الثاني كأقصى تقدير، و يكون التأثير مباشرا على الجهاز العصبي الداخلي ، و يسبب الصداع و الآلام المتواصلة في الرأس أو طنين في الأذنين، و كذا اضطراب النوم و ظهور مشاكل في الذاكرة، كنقص التركيز والنسيان ، أو تأثيرات على الجهاز العصبي الخارجي ينجم ينجم عنها الفشل العضلي و الجلطات الدماغية، و كذا نوبات الصرع، كما يمكن أن يتسبب فيروس كورونا في اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل المعدة و القولون. و أوضح المتحدث أن آخر الدراسات، أظهرت أن فقدان حاسة الشم عند الإصابة بكورونا، يؤثر على الشرايين الدقيقة بمركز التنفس والأعصاب التي تتحكم في حاسة الشم في منطقة المخ الأمامي، و حتى بعد الشفاء من الإصابة بالوباء، تظل المناعة العصبية ضعيفة، و تؤثر بشكل كبير على الأعصاب و الشرايين داخل المخ، وتؤدي إلى حدوث نوبات صرع أو شلل، خصوصا لمن لديهم مشاكل عصبية سابقة . و تابع المتحدث أن الاضطرابات العصبية أصبحت منتشرة كثيرا عند المصابين بكورونا، و هي ناجمة عن مشكل تخثر الدم في الأوعية الدقيقة، تحديدا الموجودة في القلب و الرئتين و الكلى، و تلحق أضرارا مباشرة بالشرايين و الأعصاب، فتنتج عنها اضطرابات عصبية. و اعتبر الأخصائي أن كل الأمراض الفيروسية تترك آثارا متباينة على الجهاز العصبي للإنسان، من بينها كورونا التي لها تبعات وخيمة على كل وظائف الجسم بما فيها التأثيرات النفسية، التي تؤثر سلبا على المناعة العصبية ،إلى جانب التأثيرات الوظيفية للأعصاب و الأوعية الدموية التي تتحكم في عمل الجهاز العصبي و الأطراف و الأجهزة الأخرى. أما عن نسب الشفاء من هذه الاضطرابات، قال المتحدث أنها مرتبطة بمدى متابعتها و علاجها عند بداية ظهور أولى المؤشرات، خلال الإصابة بفيروس كورونا، و كذا المتابعة الصحية عند أخصائي بعد الشفاء من الوباء، و الشرط الثالث وجود هذه المشاكل مسبقا ما قد يزيد من احتمال بقاء الاضطرابات العصبية عند المريض، لفترة طويلة أو لمدى الحياة. * رئيس مصلحة الإنعاش عمر بودهان كورونا تسبب تلف الأوعية و الشرايين العصبية أكد البروفيسور عمر بودهان، رئيس مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس قسنطينة، أن المصابين بكوفيد19 ، ظهرت لديهم اضطرابات عصبية خلال مكوثهم بمصلحة الإنعاش، من بينها جلطات دماغية، حالات شلل نصفي، و فقدان القدرة على الحركة، و هي حالات قليلة. و تتباين الحالات المسجلة في حدتها بين البسيطة إلى المزمنة، بسبب مشكل تخثر الدم في الشرايين و الأوعية و انسدادها، مما يؤثر على حركة الدورة الدموية ، و يترك آثار على مستوى الشريان العصبي. و في الحالات التي تكون فيها نسبة دخول الفيروس للجسم مرتفعة، تكون الآثار الجانبية وخيمة على الرئة و الكلى، و تتلف الأوعية الدقيقة، ما يؤدي إلى تذبذب عمل الدورة الدموية، خاصة في القلب، و الشريان العصبي الذي له علاقة مباشرة بالحركة و التحكم في عمل الأطراف، حيث أن بعض المرضى الذين مكثوا في الإنعاش، فقدوا التحكم في الحركة بنسبة كبيرة. و أكد البروفيسور أنه من الضروري المتابعة عند أخصائي في أمراض الأعصاب، بعد ظهور هذه الاضطرابات العصبية، خلال فترة العلاج من كورونا و بعد الشفاء منه. * الدكتور خالد بوناموس، أخصائي جراحة المخ و الأعصاب و العمود الفقري ثلث المصابين بكورونا تظهر لديهم مشاكل عصبية خطيرة أكد أخصائي جراحة المخ و الأعصاب و العمود الفقري الدكتور خالد بوناموس للنصر، أن ثلث المرضى المصابين بكوفيد19 ، تظهر لديهم اضطرابات عصبية متفاوتة الخطورة، في بداية الإصابة بالوباء، أو بعد شهور من الشفاء. حسب الأخصائي، فإن المشاكل العصبية تنقسم إلى نوعين، منها الخفيف كفقدان حاستي الشم و الذوق، الصداع، اضطرابات النوم، حالات القلق و الارتباك، و تظهر عموما خلال فترة الإصابة بكورونا، و قد تتخذ منحنى خطيرا كالجلطات الدماغية و متلازمة «قوليان باري» و هي عبارة عن اضطراب مناعي يصيب الأعصاب،مسببا الشلل و أحيانا الموت. و أضاف المتحدث أن الدراسات الحالية، لم تتمكن من تحديد المسببات البيولوجية أو النفسية لهذه الأعراض، لذلك هناك حاجة ماسة لبحث عاجل و دقيق لمعرفة أسباب هذه الاضطرابات العصبية بشكل دقيق، خاصة الخطيرة منها، من أجل الوقاية منها و معالجتها . * الدكتورة منال هجريس، أخصائية أمراض عصبية كورونا يخلف مشاكل عصبية مميتة أكدت من جهتها أخصائية الأعصاب بمصلحة أمراض الأعصاب بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس في قسنطينة في حديثها للنصر، أن فيروس كورونا غالبا ما يستهدف الأعصاب الحركية و الحسية و العضلية و النخاع الشوكي، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حيث يلحق بها الضرر و يخترق الحاجز الدموي الدماغي، المسؤول في العادة عن حماية الدماغ من الفيروسات، هذا الاختراق الفيروسي يؤدي إلى نزيف داخلي في الدماغ بسبب انسداد الأوعية الدموية، فتحدث السكتة الدماغية، خاصة عند أصحاب الأمراض المزمنة و كبار السن. و أضافت الأخصائية أن الجهاز العصبي المركزي يتأثر عند الإصابة بالوباء ، ما يسبب اضطرابات و مضاعفات خطيرة تصل حد الموت، و يقوم الجسم بإنتاج جزيئات مضادة للوباء ، تعمل على إتلاف الفيروس، لكن في نفس الوقت هذه الجزيئات تتلف الخلايا ، و يسبب ذلك مضاعفات خطيرة منها نوبات الصرع. كما يمكن لفيروس كورونا، أن يلحق أضرارا بالحركة، بسبب التهاب الدماغ و تلف الأعصاب، و حدوث شلل بنسبة متفاوتة، إما في الأرجل أو الأيدي، وحتى الإصابة بشلل نصفي في عضلات الوجه. كما أن تلف الأعصاب المسؤولة عن التنفس خلال الإصابة بكورونا، قد يعقد مشكل التنفس عند المريض، ما يتطلب وضعه تحت جهاز التنفس، وقد يفارق الحياة في حال تأزم وضعه الصحي.و قد يصيب الفيروس النخاع الشوكي، فيؤدي إلى شلل رباعي عندما يستهدف الفيروس الجزء العلوي، أو شلل سفلي بالرجلين، إذا أصاب المنطقة السفلية، بسبب التهاب حاد في المخ و النخاع الشوكي.