منحة أرملة الشهيد تتحول إلى مصدر فتنة داخل الأسر لا زالت منحة أرملة الشهيد تثير الكثير من المشاكل بين أفراد الأسرة الواحدة سواء في وجود الأم أو بعد رحيلها ، و التي تأزمت أكثر بعد دخول المادة 25من قانون المجاهد و الشهيد حيّز التنفيذ على حد تصريح بعض المصادر من داخل منظمة أبناء الشهداء بقسنطينة، حيث لا يكاد بيت يستفيد أهله من منحة أرملة أو أبناء الشهداء يخلو من التوتر و الحساسيات بعد أن تحوّلت هذه المنحة إلى مصدر مشاكل و مشاحنات مستمرة بين الأشقاء و الأبناء و حتى الأحفاد الذين انضموا هم أيضا لقائمة المتنازعين بحجة الدفاع عن حقوق أمهاتهم المطلقات أو الأرامل ممن يخوّل لهم القانون حق الاستفادة منها و هو ما تسبب في خلق العداوة و الفرقة بين الأشقاء، و أدخل البعض أروقة العدالة أو استدعى تدخل الوجهاء و الوسطاء لفض نزاعات معقدة. و هذه عيّنة من أهم المشاكل المسجلة بأسر الشهداء و التي استقيناها من شهادات المقربين منهم و بعض من يعتبرون أنفسهم محرومين من إرث الوالد أو الوالدة. بعض ربائب أرامل الشهداء يستفيدون أكثر من الأبناء "خبز الدار كلاه البراني" قال ابن شهيد أسر لنا بأنه لم ينتفع من منحة الشهيد لأن والدته التي لا زالت على قيد الحياة حرمته منها بعد ارتباطها و اختيارها العيش مع عائلة أخرى غير عائلتها، مسترسلا أن والدته و هي أرملة شهيد فضلت بسبب مشاكل مع شقيقي زوجها الارتباط و الانتقال للعيش بمدينة أخرى للابتعاد عن الأجواء المشحونة و هو ما حرمه و شقيقته المتزوجة من الاستفادة من المنحة التي تقبضها والدتهما بانتظام و التي تصرفها حسبه على ربائبها لنيل رضاهم، و هو ما جعله ينقطع عن زيارتها لتجّنب الشعور بالاستفزاز على حد تعبيره. و قصة مشابهة سردها علينا أحد أقرباء عائلة شهيد أكد أن أرملة شهيد أرسلت زوجها الجديد لأداء مناسك الحج بأموالها التي جمعتها من منحة أرامل الشهداء و هو ما أثار غضب الأبناء. و لفت انتباهنا خلال قيامنا بهذا الاستطلاع تكرّر ذكر الأمثلة عن زواج أرامل الشهداء و حرمان الأبناء بفعل ذلك و استفادة الغرباء من مستحقات وجدت في الأساس لإعالة أسر الشهداء الأبرار و توفير العيش الكريم لهم. إخوة يرفضون القيام بالفريضة لحرمان الأشقاء من المنحة و من أغرب ما سجلناه من شهادات المحرومين من حق منحة أبناء الشهداء، امتناع الإخوة غير المعنيين بالمنحة لعدم توّفر شروط الاستفادة فيهم، عن القيام بالفريضة و بالتالي حرمان إخوتهم من حق الاستفادة من المنحة و الذي لا يتم دون هذا الإجراء الأساسي. و ذكرت إبنة شهيد عانت الطلاق و لم تجد من يعيلها و أطفالها سوى والدتها، أرملة الشهيد التي لم تحرمها من شيء إلى أن توفيت، لتجد المسكينة نفسها تحت رحمة شقيقها الذي رفض التعجيل بإجراءات الفريضة لمنحها فرصة الاستفادة من المنحة التي كانت تقبضها والدتها و التي ليست من حقه لأنه يعمل و ظروفه الاجتماعية و المادية جيّدة مثلما قالت و أسرت بأنها تعاني الأمرين بسبب تعنت شقيقها. و قالت أم عبد الرحمان أن علاقتها بشقيقتها الوحيدة تأزمت بعد استفادتها من منحة والدتها أرملة الشهيد باعتبارها تعيش معها بعد وفاة زوجها، فحرمتها من كل الحقوق و المساعدات التي كانت والدتها تقدمها لها من حين إلى آخر، بعد أن استحوذت هي و أبناؤها على كل شيء مثلما قالت. و علّقت "الطمع أعمى عيون شقيقتي و أبناءها و هكذا قرابة لا تشرفني". قصة قريبة الشبه من تلك التي سردتها علينا أم عبد الرحمان التي التقيناها في تجمع على هامش الحملة الانتخابية التشريعية التي تحتضنها قسنطينة ،و التي روت صاحبتها أنها لم تتصالح مع شقيقها منذ سنوات بسبب رخصة سيارة أجرة التي رفض منحها لإبنها البطال، قائلة أنها لم تطلب يوما من شقيقها ماذا فعل بمال والدتها التي وكلته على كل شيء، و هو ما جعله يستفيد من كل الامتيازات و الإعانات التي قدمت لوالدته حسبها. و أكد عدد من أبناء الشهداء الذين تحدثنا إليهم أن منحة أرملة الشهيد خلقت الفرقة بين الكثير من الإخوة خاصة داخل العائلات التي تشهد ميل الأم إلى أحد الأبناء أو البنات و تدليلها له أكثر من غيره، مستشهدين بحقائق من الواقع عن أبناء قطعوا صلتهم بوالدتهم لأنها فضلت العيش مع الابن الأصغر و أخرى بسبب اختيارها للعيش ببيت زوج ابنتها الوحيدة. و قال آخرون أن حمى العداوات بسبب هذه المنحة امتدت حتى إلى الأحفاد الذين دخلوا هم أيضا في نزاعات الأخوال أو الأعمام بحجة صيانة حقوق الأم بشكل خاص. الأمين الولائي لمنظمة أبناء الشهداء بقسنطينة: تدخلت مرارا لفض النزاع بين الإخوة أكد السيد رشيد مرغيد الأمين الولائي لمنظمة أبناء الشهداء أنه تدخل مرارا لفض النزاع بين بعض الإخوة المتنازعين على منحة أرملة الشهيد، و أوضح بأن المادة 25من قانون المجاهد و الشهيد رغم النية الحسنة التي سنت لأجلها حسبه لم تحد من النزاعات الأسرية بين أبناء الشهداء بقدر ما أزمتها، مشيرا إلى مطالبة الكثيرين بضرورة تعميم الاستفادة من المنحة بعد وفاة أرملة الشهيد على كل أبناء الشهيد دون استثناء بدل حصرها في الشروط المسطرة في المادة المذكورة و التي تقول أنه وحده ابن الشهيد العاطل عن العمل و الابنة المطلقة أو الأرملة من لديهم الحق في الاستفادة من المنحة، و هو ما اعتبروه إجحافا في حق باقي أبناء الشهيد لأن ذلك يحرمهم حسبهم حتى من حق الانتساب إليه طالما يمنعون مما اعتبروه إرثا عائليا و ليس مساعدة لعائلات من دفعوا أرواحهم لتحرير الوطن على حد قوله.