استهل سهرة أمس المنتخب الوطني مشاركته في النسخة 34 من نهائيات كأس أمم أفريقيا المقامة بكوت ديفوار بتعادل مع نظيره الأنغولي، في مباراة كان لكل منتخب شوط منها، ولو أن النخبة الوطنية كان باستطاعتها حسم الأمور في الشوط الأول، بالنظر إلى السيطرة المطلقة التي فرضتها، لكن المنافس تدارك الوضع في المرحلة الثانية، مما أجبر «الخضر» على الاكتفاء بنقطة في افتتاح مشاركتهم رقم 20 للكرة في «الكان»، والبقاء دون فوز للمباراة الرابعة تواليا في هذه المنافسة، بعد دورة الكاميرون 2021. المقابلة التي احتضنها ملعب السلام بمدينة بواكي، سارت على وقع انطلاقة قوية من المنتخب الوطني، الذي انتهج طريقة هجومية، فرض من خلالها ضغطا مكثفا على المنافس في منطقته، بالاعتماد على الرواقين لصنع الخطر، لأن منتخب أنغولا اعتمد خطة دفاعية، بالمراهنة على 5 عناصر في الخط الخلفي، ويتقدمها رباعي في وسط الميدان، مع ترك العمل الهجومي لرأس الحربة لوفومبو، في الوقت الذي اعتمد بلماضي على التمريرات في العمق لصنع الخطورة في الهجوم، مع التركيز أكثر على الجهة اليسرى حيث كان الثلاثي آيت نوري، بن ناصر وبلايلي كثير النشاط. تحكم «الخضر» في زمام الأمور جعل مجريات اللعب تسير في اتجاه واحد، وقد كانت أولى الفرص عند الدقيقة السابعة، بعد تمريرة في العمق من بلايلي باتجاه شعيبي، الذي سدد على الطائر، إلا أن كرته اعتلت العارضة الأفقية، ليعيد بلايلي نفس «السيناريو» بعد دقيقتين فقط، بقذفة في القائم الثاني، غير أن الحارس نيبلو تدخل، وأنقذ مرماه من هدف محقق. سيطرة النخبة الوطنية وجدت طريقها إلى التجسيد عند الدقيقة 18، بعد مرتدة هجومية سريعة، قدم على إثرها بلايلي تمريرة في العمق إلى بونجاح، الذي استغل سوء تعامل المدافع الأنغولي غاسبار مع الكرة، ليتخلص من المراقبة، فسدد في الزاوية البعيدة، فاسكنها في عمق الشباك، مانحا الأسبقية للمنتخب الجزائري. بعد هذا الهدف انخفض إيقاع اللعب نسبيا، ولو أن العناصر الوطنية اعتمدت على التسديد من خارج منطقة العمليات، خاصة عند طريق بلايلي وشعيبي، في حين خرج الأنغوليون من قوقعتهم تدريجيا، فكان أول رد فعل لهم عند الدقيقة 30، لما تدخل ماندريا لانقاذ مرماه، بعد محاولة فريدي، كما حاول المدرب غونسالفيز تفعيل خط هجومه بإقحامه مابولولو كمهاجم إضافي، مما جعل الحارس ماندريا يتدخل في بعض المناسبات خلال الدقائق الأخيرة من الشوط الأول. «فيزيونومية» اللعب تغيرت مع بداية النصف الثاني من المقابلة، لأن منتخب أنغولا حاول العودة في النتيجة، بالتكثيف من عمله الهجومي، بالمراهنة على 3 عناصر، والاعتماد على الكرات العرضية الطويلة، والتي اضطر الحارس ماندريا على التدخل في العديد من المرات. مع حلول الدقيقة 64 أعلن السنغالي عيسى ساي ضربة جزاء لمنتخب أنغولا، بعد تدخل بن طالب على المهاجم الأنغولي مابولولو، وهي الركلة التي تولى تنفيذها نفس اللاعب، معدلا النتيجة، ولو أن «شرعية» الهدف وضعت طاقم التحكيم على المحك، لأن تسديدة مابولولو اصطدمت بالعارضة الأفقية، والمساعد الثاني لم يقر بشرعية الهدف، بدليل أنه بقي في مكانه، ليعود اللاعب ذاته، ويودعها في الشباك، دون أن يلمسها أي لاعب آخر، وهو ما يتنافى ونص القانون 14 من قوانين اللعب، على اعتبار أن المهاجم الأنغولي لمس الكرة مرتين متتاليتين، لكن الحكم السنغالي احتسب الهدف. هذا الهدف دفع بالناخب الوطني بلماضي إلى القيام ببعض التغييرات التكتيكية، بحثا عن خلق توازن أكثر على مستوى خطي وسط الميدان والهجوم، وذلك بإقحام كل من زروقي وكذا وناس وسليماني للتنشيط الهجومي، ثم راهن على عوار سعيا لتفعيل القاطرة الأمامية، ولو أن كل المحاولات كانت عبارة عن عرضية باتجاه سليماني، الذي كان معزولا وسط الدفاع الأنغولي، سيما وأن المنافس عاد في الدقائق الأخيرة كلية إلى الوراء، واعتمد على 5 عناصر في الخط الخلفي، فسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى نيبلو، الذي كان له تدخل ساخن في آخر اللحظات، بتصديه لكرة عوار، مما مكنه من المحافظة على التعادل إلى غاية إطلاق الحكم السنغالي صافرة النهاية بتعادل، هو رقم 23 للمنتخب الجزائري في تاريخ مشاركاته في «الكان».
