انطلقت، أمس الطبعة الثالثة من فعاليات الأيام المفتوحة للترقية الصحية لمناطق الظل، حيث استفاد عدد من سكان قرية تافرنت بأعالي بلدية قسنطينة من فحوصات في مختلف التخصصات، فيما أكدت مديرة الصحة بأن هذه الطبعة ستتميز بتكفل أكبر بسكان هذه المناطق من خلال تمكينهم من علاج وفحوصات فورية، أو التنقل إلى منازلهم من خلال تسخير فرق الاستشفاء المنزلي. ووفق المكلف بالإعلام بمديرية الصحة، أمير عيدون، فقد حملت هذه الطبعة شعار خدمتكم واجبنا وصحتكم مسؤوليتنا، حيث ستمتد على مدار 15 يوما كما ستشمل العديد من المناطق والقرى النائية، إذ سيتم نقل الكشوفات الطبية وفحص الأشخاص من طرف متخصصين في طب النساء والأطفال وكذا جراحة الأسنان والأمراض العقلية والقلب، فضلا عن الأمراض الصدرية وعلم النفس العيادي، بالإضافة إلى العمل على تطبيق البرنامج الوطني لتلقيح الأطفال، لاسيما وأن جل هذه المناطق تفتقر لهياكل صحية دائمة. ورافقت النصر مديرية الصحة في اليوم الأول لفعاليات الأيام المفتوحة للترقية الصحية لمناطق الظل، حيث تم التوجه إلى منطقة تافرنت وهي قرية تابعة للحيز الجغرافي لبلدية قسنطينة، كما أنها مصنفة ضمن مناطق الظل، في حين تمت الاستعانة بطواقم طبية من المستشفى الجامعي والمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشير منتوري، كما سخرت مديرية الصحة إمكانيات بشرية ومادية معتبرة، فقد عرفت الخرجة الميدانية مشاركة أطباء متخصصين في الجراحة والطب الداخلي والأمراض العقلية والمسالك البولية والنساء والتوليد وكذا الأطفال فضلا عن أطباء عامين وجراحي أسنان وقابلات وممرضات وعياديين نفسانيين، كما تم توفير كميات من لقاحات الأطفال. واتجهت القافلة الطبية صوب منطقة الظل تافرنت، حيث وصلنا في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، أين انقسمت القافلة إلى مجموعات صغيرة كل واحدة منها اتجهت إلى مكان، في حين رافقنا إحدى الفرق المتكونة من طبيبات وممرضات من مختلف التخصصات. وقد التقت الفرقة الطبية، بكهل قال بأنه مصاب بمرض السكري وعاد لتوه من عيادة حي بومرزوق بعد أن أجرى فحصا روتينيا، لكن وبعد الحديث مع الطواقم الطبية كان على غير علم بالبرتوكولات العلاجية بشكل دقيق، قبل أن تقدم له متخصصة في التغذية نصائح ومعلومات عن التغذية السليمة. وقد طرحت سيدة أخرى، مشكلة تعرضها لسيلان الدم من الأنف بشكل مفاجئ، قبل أن يتم فحصها بدقة من طرف طبيب متخصص في الأمراض الداخلية، في حين أجريت لها فحوصات سكري إذ أنها مصابة بهذا الداء منذ سنوات لكنها تجد صعوبة في التنقل إلى العيادات القريبة من مقر سكناها ولهذا فإنها تجري فحوصات بشكل غير منتظم، فيما واصلت الفرقة فحوصاتها حيث مست أكبر قدر ممكن من سكان تلك المنطقة، قبل أن يكتشف لدى أحد الأشخاص بأنه مشتبه في إصابته بالسكري بعد أن كان مستوى القياس غير عادي، كما تم منح أدوية وأجهزة قياس سكري للعديد من السكان. وذكرت مديرة الصحة بوبقيرة ليندة في تصريح لوسائل الإعلام، أنه وفي حال أنجزت قاعة علاج بالمنطقة من طرف السلطات المحلية، فإن المديرية على أتم الاستعداد لتجهيزها بالعتاد وتوفير الطاقم الطبي، كما لفتت إلى أن إنجاز مثل هذه المرافق، لا يخضع فقط لمعيار الكثافة بل يوجد أيضا معيار المسافة حيث كلما كانت هذه المناطق بعيدة ومنعزلة، كلما تطلب الأمر إنجاز هياكل صحية، مشيرة إلى أهمية تنظيم خرجات ميدانية طبية إلى هذه المناطق. وتابعت المتحدثة، أنه وبعد انقطاع استمر لفترة طويلة، فقد تم استئناف هذه الخرجات ضمن المرحلة الثالثة، التي تتميز مثلما قالت بتنظيم أكبر، إذ تم الاتفاق مع كل المستشفيات وعلى رأسها المستشفى الجامعي، من أجل التكفل بالمرضى في مناطق الظل بشكل أكبر وفوري وفي نفس اليوم سواء من خلال إجراء التحاليل أو الأدوية أو الفحص بالأشعة، في حين سيتم العمل على متابعتهم بشكل دوري، مع تفعيل دور الاستشفاء المنزلي للحالات الخاصة، إذ سيتم تدعيم مختلف المؤسسات بسيارات الإسعاف، مشيرة إلى أن مختلف المؤسسات ستمنح لسكان هذه المناطق الأولوية، حين التحاقهم بمختلف المرافق الصحية. وذكر مدير المستشفى الجامعي، برانية حسن، أن المؤسسة تواكب مطالب سكان هذه المناطق، حيث تم تسخير عدد من الأطباء في 7 تخصصات من بينها الطب الداخلي الجهاز الهضمي، الغدد وأمراض السكري، وفي حال احتاج أي شخص إلى تكفل فإنه سيحول إلى المصلحة المعنية، أما من هو في حاجة إلى عناية في المنطقة التي يقطنها، فإنه سيتم تفعيل دور الاستشفاء المنزلي لاسيما وأن المستشفى الجامعي قد دعم بشكل أكبر هذا النشاط. لقمان/ق