أكّد أمس، أساتذة خلال ندوة علمية احتضنتها جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، أن الحرب على غزة وما رافقها من كشف للوجه البشع للكيان الصهيوني ونسف للصورة المشوهة التي رُسمت عن المسلمين، أعادت للواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تعاني منها الأقليات المسلمة في الدول الغربية، كما ذكروا أن العدوان الصهيوني بيّن مرة أخرى عجز المجتمع الدولي عن مساءلة هذا الكيان المحتل. وفي ندوة علمية وطنية نظمت تحت عنوان «إعادة تشكيل الوعي بالقضية الفلسطينية إعلاميا، بين إكراهات ظاهرة الإسلاموفوبيا والجهود الإسلامية»، ذكر أستاذ الشريعة عبد الرحمان خلفة أن الفعالية تأتي عشية اليوم العالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا، الذي يتزامن هذا العام مع الحرب على غزة، أين تم تصوير الفلسطيني على أنه وحش يقتل الأطفال ضمن سردية مخطط لها من أجل تجاوز القانون الدولي، رغم ذلك تشكّل وعي بالقضية الفلسطينية إعلاميا، ما يعتبره الدكتور خلفة، مكسبا للقضية وللمسلمين ككل، إذ أصبحت مسألة تأسيس دولة فلسطينية أمرا مسلّما بعدما نسيت مع إمضاء اتفاق أوسلو، إلا أنه ما يزال من الصعب إقناع الغرب بأن الإسلام دين السلام بعدما رُوج له لعقود على أنه دين اضطهاد ورمز للتخلف، وهو ما تُرجم بتحيز وسائل الإعلام الغربية للسردية الصهيونية في تغطية حرب غزة، ليضيف المتحدث أن صعود اليمين المتطرف للحكم في البلدان الغربية أدى إلى تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تعاني منها الأقليات المسلمة. كما قدّم أستاذ القانون بجامعة الأمير عبد القادر، سبتي بن ستيرة، مداخلة عن جهود الأممالمتحدة في مواجهة الإسلاموفوبيا، أبرز فيها اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2022، ل 15 مارس يوما عالميا لمكافحة كراهية الإسلام، إلى جانب إبراز العمل الذي قام به المقرّر الأممي الخاص بحرية الدين والمعتقد مع تبيين خطورة هذه الظاهرة من حيث الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتشكيلها تهديدا صريحا للسلم والأمن الدوليين، مضيفا بهذا الخصوص أن الأممالمتحدة كان عليها أن تعتمد نهج المساءلة لكنها مكبّلة، بحسب وصفه، والدليل على ذلك أنها لم تستطع إنقاذ سكان غزة في خضم «نظام عالمي ظالم». وتطرقت أستاذة الإعلام في جامعة باجي مختار بعنابة، الدكتورة حسينة بوشيخ، في محاضرة ألقتها عن بعد، إلى دور شبكات التواصل الاجتماعي في نفي السرديات الإسرائيلية المضللة عن أحداث غزة والاحتلال بعد طوفان الأقصى، رغم التضييق الذي مارسته شركة «ميتا» على المحتوى المساند للفلسطينيين، مقابل السماح بانتشار المغالطات الصهيونية، مؤكدة أن الأمر يتعلق بحرب موازية للحرب الحقيقية. وقدّمت صحافية النصر، ياسمين بوالجدري، مداخلة حول التغطية الإعلامية للحرب على غزة في جريدة النصر، قدمّت فيها نماذج عن أعداد احتلت فيها كل الأخبار المتصلة بالعدوان الصهيوني، الصفحات الأولى للجريدة، مع التركيز على الانتهاكات المرتكبة ضد أهالي القطاع وإبراز الجهود الدبلوماسية للجزائر من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار. كما تم تقديم نماذج لحوارات أجريت مع خبراء ومحللين قدّموا قراءات سياسية واقتصادية واجتماعية في الحرب، إلى جانب صحافيين نقلوا تجاربهم المهنية في الميدان والمشهد الإنساني الكارثي، وكذلك محاورة أصحاب قرار محليين ودوليين وممثلي هيئات أممية، مع تناول زوايا متعددة تخص تأثيرات الحرب على الجوانب الثقافية ومواكبة التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضا نقل التطورات الميدانية ساعة بساعة عبر المنصات الرقمية للجريدة. وقد شهد الملتقى المنظم عشية اليوم العالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا، تقديم مداخلات من قبل أساتذة جامعيين شرحوا بإسهاب الأبعاد القانونية والسياسية والتاريخية لحرب الإبادة المرتكبة ضد سكان غزة، مع إبراز جهود المنظمات الإسلامية والدولية.