تأجل موعد تسليم تليفيريك قسنطينة إلى إشعار آخر، وذلك بسبب عطب مس المحرك الرئيسي لهذه الوسيلة الحضرية، حيث قدمت المؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية طلبا لاقتناء محرك آخر لجلبه من خارج الوطن. وذكر نائب مدير للمؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية، بومدين العربي، في اتصال بالنصر، أنه كان من المفروض أن يسلم مشروع التيلفيريك في 19 من مارس الجاري، لكن حدث طارئ يتمثل، كما صرح، في عطب مس المحرك الرئيسي، إذ سيتم استبداله بعد اقتناء محرك جديد من فرنسا، مشيرا إلى أن إعادة تشغيل هذه الوسيلة غير معلوم حاليا إذ يتعلق الأمر بموعد جلبه من خارج الوطن، مؤكدا أن إجراءات طلب الاقتناء قد تمت. وقد بلغ مشروع إعادة الاعتبار للتليفريك، وفق المتحدث، مراحل جد متقدمة، فقد انطلقت مؤسسة النقل بالمصاعد الهوائية، في ضبط ومعالجة ما يتعلق بالمراقبة الإلكترونية ، باعتبار أن كل الأشغال الميكانيكية قد انتهت، كما شرع في الضبط الإلكتروني للعلاقة بين المحطات الثلاث، في حين أن أشغال الهندسة المدنية بالمحطات قد انتهت تماما. وانطلقت بإشراف من والي قسنطينة، التجارب التقنية قبل أزيد من شهر ونصف، إذ كان منتظرا أن يدخل حيز الخدمة التجارية بداية مارس الجاري، فيما تم رفع الطاقة الاستعابية اليومية، لهذه الوسيلة الحضرية إلى 4 آلاف شخص ذهابا وإيابا في ساعة واحدة، بينما حدد سعر التذكرة بثلاثين دينارا. ويقدر عدد العربات ب 4 عربات جديدة، قدرة كل واحدة منها الاستيعابية عشرة أشخاص، أما السرعة فتقدر ب 6 أمتار في الثانية ، أما على مستوى المحطة، فيما تصل فترة الاستغلال اليومية إلى 10 ساعات ، كما سيصل عدد مستخدميه إلى 20 ألف شخص يوميا، علما أن تكلفة المشروع قد وصلت إلى حدود 300 مليار سنتيم ، وحدد سعر التذكرة ب 30 دينارا ، كما لا تتجاوز مدة الانتظار بين العربة والتي تليها 20 ثانية. ومن المنتظر أن يساهم التليفيريك بتحسين خدمة النقل العمومي لفائدة سكان مدينة قسنطينة، لاسيما سكان الجهة الشمالية على غرار أحياء الفوبور والزيادية وغيرها، كما من شأنها أن تقل من حدة الازدحام المروري. ودخلت المصاعد الهوائية بمدينة قسنطينة، التي أنجزت بتكنولوجيا سويسرية حيز الخدمة في شهر أفريل من عام 2008، كما كانت تسير من طرف المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري لمدة تزيد عن 10 سنوات، قبل أن يتم استحداث المؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية وتتولى تسييرها لمدة عام فقط قبل أن تتوقف عن الخدمة شهر أفريل من عام 2018 بعد أن تجاوز الاستغلال الساعي الحدود التقنية الموصى بها في هكذا تجهيزات، حيث تخطى عدد ساعات العمل 36 ألف ساعة، علما أن هذه الوسيلة لم تكن تستغل سياحيا فقط بل كان يعتمد عليها سكان المدينة كوسيلة نقل حضري أساسية من أحياء باب القنطرة والفوبور وإلى وسط المدينة كما كان وسيلة ناجعة جدا في نقل المتوجهين إلى المستشفى الجامعي، إذ أن الوصول إليه انطلاقا من المدينة القديمة يستغرق دقيقتين على الأكثر. وعرفت إعادة تأهيل المشروع تأخرا، حيث توقف لفترة طويلة لاسيما خلال فترة جائحة كورونا، فيما تطلب المشروع تغييرا لهيكلة الكلفة، وتم إضافة مبلغ يزيد عن 180 مليار سنتيم، إثر مراسلات حثيثة من كل الولاة المتعاقبين على الولاية في ال 5 سنوات الأخيرة، فضلا عن نواب البرلمان، لتخصص وزارة النقل ميزانية خاصة بالمشروع شهر جانفي من السنة الماضية.