شرع الهلال الأحمر الجزائري، أمس، في عملية شحن 150 طنا من المساعدات الإنسانية نحو مطار العريش بجمهورية مصر العربية بأوامر من رئيس الجمهورية، لتنقل بعدها عبر معبر رفح الحدودي نحو سكان قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوان همجي صهيوني منذ ستة أشهر. وأوضح الهلال الأحمر الجزائري في بيان له أمس أنه وبأوامر من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، السيد عبد المجيد تبون، شرع الهلال الأحمر الجزائري في شحن 150 طنا من المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين عبر القاعدة العسكرية بوفاريك بولاية البليدة. وأضاف الهلال الأحمر الجزائري أن العملية ستكون عبر جسر جوي مكون من ثماني طائرات تابعة للقوات الجوية الجزائرية. كما أكدت وزارة الدفاع الوطني في بيان لها أمس أنه وبأمر من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، تم أمس شحن طائرتان تابعتان للقوات الجوية بمساعدات ممنوحة من طرف الهلال الأحمر الجزائري بحمولة 48 طنا تمثلت في مواد غذائية، تمور، حبوب جافة عجائن وكذا حليب الأطفال، والتي ستنطلق صبيحة اليوم الاثنين من القاعدة الجوية بوفاريك إلى مطار العريش بجمهورية مصر العربية. من جانبه أكد التلفزيون الجزائري أن العديد من المساعدات الإنسانية انطلقت أمس من مطار بوفاريك العسكري متوجهة نحو مطار العريش بجمهورية مصر العربية ليتم نقلها نحو غزة من معبر رفح الحدودي، حيث تقدر هذه المساعدات ب 118 طنا محملة بالمواد الغذائية ليتم نقلها عبر جسر جوي بمعدل طائرتين يوميا. وتعبر هذه المساعدات العاجلة- يضيف التلفزيون عن التزام الجزائر قيادة وشعبا بالتضامن اللامشروط واللامحدود مع الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لعدوان متواصل سيما في قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال في ظل حصار شامل جائر. وليست هذه المرة الأولى التي تقرر فيها الجزائر إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين وبخاصة سكنا قطاع غزة، وهذا منذ بداية العدوان وحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة في أكتوبر الماضي. ففي 21 أكتوبر الماضي وبأمر من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قررت الجزائر إرسال مساعدات إنسانية هامة واستعجالية إلى مطار العريش بجمهورية مصر العربية الشقيقة لإدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، و تمثلت تلك المساعدات في مواد غذائية وطبية وألبسة وخيم، وقد تم نقلها عن طريق جسر جوي مكون من طائرات عدة تابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي. وبعد ذلك واصلت الجزائر عبر الهلال الأحمر الجزائري إرسال عشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة التي جمعت في ولايات عدة عبر الوطن في إطار عمليات التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الهمجي الصهيوني في ظل الحصار المفروض عليه. وكانت الجزائر من أوائل الدول التي قررت إرسال مساعدات إنسانية إلى سكان قطاع غزة مباشرة بعد بداية العدوان الصهيوني الظالم على سكان القطاع في أكتوبر الماضي وذلك رغم صعوبة إيصالها على الأرض إلى غزة بسبب الحصار المفروض على القطاع وكذا قرار سلطات الاحتلال باستهداف كل قوافل المساعدات المتجهة إلى هناك. وفي إطار عمليات التضامن هذه كان رئيس الجمهورية قد قرر أيضا تقديم مساعدات مالية للطلبة الفلسطينيين الذين يتابعون دراستهم في مختلف الجامعات الجزائرية وقد تم صرف هذه المساعدات. وتعبر هذه المساعدات عن الموقف المبدئي والثابت للجزائر اتجاه قضية الأشقاء الفلسطينيين والتزامها الأبدي بالتضامن غير المحدود معهم، خاصة في ظل الظروف الحالية التي يمر بها سكان غزة، وهي تضاف للدعم السياسي والدبلوماسي الكبير الذي تبذله الجزائر في مجلس الأمن الدولي و في غيره من المنابر الدولية من أجل وقف فوري للعدوان. وفيما تتواصل حرب الإبادة ضد سكان غزة للشهر السادس على التوالي يعاني السكان خاصة في شمال القطاع من سياسة تجويع ممنهجة يفرضها الاحتلال الصهيوني عليهم، إذ وفضلا عن منع وصول كل المساعدات الغذائية و الإنسانية إلى هناك فقد ارتكب العديد من المجازر المروعة في حق الفلسطينيين الذين هرعوا لالتقاط المساعدات الغذائية التي تسقط من الجو، وهي المجازر التي راح ضحيتها المئات من سكان القطاع.