تشهد شعبة زراعة الزيتون بولاية تبسة، تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث بدأت تستقطب اهتمام عديد الفلاحين خاصة في جنوبها، المتوائمة جينيا مع طبيعة المناخ الصحراوي الجاف والحار صيفا اللذين تتميز بهما المنطقة، فزيادة على غراسة أشجار الزيتون، ظهرت فاكهة كعب الغزال «بوطبقاية»، اللوز، المشمش، وغيرها من الثمار التي نجح الفلاحون في زراعتها. النصر قادتها زيارة ميدانية إلى منطقة عقلة أحمد وبالضبط إلى مستثمرة الأخوين، علي بن يونس بن محمد و أخيه بنور بن يونس، حيث تتواجد المستثمرة على مستوى الحدود التونسية الجزائرية ببلدية صفصاف الوسرى وقد تحدث الأخوان للنصر على أن الأخوان تحدثا للنصر على النشاط الرئيسي لهما في هذه المستثمرة الفلاحية والمنصب على زراعة الزيتون بالأساس، الأشجار المثمرة وزراعة الصفصفة، حيث تتوفر على 2300 شجرة زيتون و 800 شجرة من اللوز، التين، الرمان، فضلا عن زراعة التين الشوكي الذي يتربع على مساحة 4 هكتارات وتتواجد هذه الأشجار في حالة جيدة ومردودها مرتفع، بفضل استعمال مياه الآبار للسقي، حيث تتوفر المستثمرة على بئرين عميقين، بعد استفادة أحدهما من الدعم الفلاحي الموجه للفلاحين وبناءات ريفية، زيادة عن ربط المستثمرة بالكهرباء الفلاحية، في انتظار ربطهم بشبكة الغاز الطبيعي التي هي في طور الانجاز، في حين تبقى وضعية المسلك الريفي المهترئة من الأسباب التي تعيق تنقلهم، مناشدين السلطات الوصية للإسراع في تعبيد الطريق وتكثيف حملات الإرشاد الفلاحي. المستثمران أعربا عن طموحهما في تسويق هذا المنتوج وطنيا ودوليا، مؤكدين أنه وبالإضافة إلى استخدامه في المجال الغذائي، فإنّ زيت الزيتون مطلوب بكثرة في الصناعات الصيدلانية لإنتاج المكملات الغذائية باستعمال جزيئاته المعروفة بفوائدها الثمينة. رئيس قسم الفرعي الفلاحي بدائرة أم علي «فردي حسان»، أوضح للنصر، أن مستثمرة الأخوين تشكل واحدة من التجارب الفلاحية الواعدة في زراعة الزيتون بالولاية واللذين يستغلان أرضا فلاحية معتبرة، تتميز بتربتها الغنية وقد انطلق هذان الفلاحان في نشاطهما منذ سنوات، بعدد قليل من أشجار الزيتون، ليحوزا حاليا على أزيد من 2300 شجرة زيتون، حيث استفادا من دعم من الدولة المتمثل في حفر بئرين، مضيفا أن هذه المستثمرة الفلاحية، شكلت مع مرور الوقت، عاملا محفزا لفلاحي المنطقة التي باتت تتميز بإنتاجها الوفير لزيت الزيتون، لاقتحام الاستثمار في هذه الشعبة الفلاحية الهامة. وفي سياق ذي صلة، أعرب المتحدث أن المصالح الفلاحية بالولاية، تواصل مرافقتها للقطاع الفلاحي وتقدم كل الدعم لنشاط هذه المستثمرة الفلاحية الناجحة، في الوقت الذي يطمح فيه الفلاحان لتحقيق مزيد من التطور لهذه التجربة الفلاحية الناجحة في شعبة زراعة الزيتون، الأمر الذي يتوقف، حسبهما، على توفر عدة عوامل ولعل من أهمها إعادة الاعتبار لوضعية الطريق. ويبقى قطاع الفلاحة في ولاية تبسة، الوعاء الذي يمكنه استيعاب اليد العاملة، خاصة مع إدخال المناهج الحديثة من مكننة وتكثيف الإنتاج وحسب الأرقام التي قدمتها مديرية المصالح الفلاحية، فإن المساحة التي تم تخصيصها لزراعة أشجار الزيتون خلال الموسم الفلاحي، بلغت 11 ألف هكتار، فيما تحصي ما مجموعه 1 مليون و641 ألفا و534 شجرة مثمرة، مشيرة إلى أن أزيد من 70 بالمائة من هذه المساحة، تتوزع عبر بلديات بئر العاتر، أم علي، صفصاف الوسرى، العقلة المالحة، بما يفوق 1 مليون شجرة زيتون. وتحصي ولاية تبسة، 6 معاصر لإنتاج أجود أنواع زيت الزيتون، مجهزة بأحدث الوسائل، فيما تعمل مديرية المصالح الفلاحية، على حث المستثمرين في مجال إنتاج الزيتون، على إنشاء معاصر لاستخلاص زيت الزيتون، تعتمد على طرق حديثة، من خلال إقحام التكنولوجيا والمعدات المتطورة والتخلص التدريجي من المعاصر التقليدية.