قام صباح أمس العشرات من سكان حي الجذور ببلدية قسنطينة بغلق جميع منافذ الحي للمطالبة بالتعجيل في ربطهم بشبكة مياه الشرب و تسوية عقود الملكية. سكان الجذور الذي أصبح يطلق عليه "حي البيادن" حسب بعضهم، طالبوا السلطات الولائية و كافة المصالح المعنية بالتعجيل في عملية ربط الحي بشبكة مياه الشرب، حيث أكدوا بأن الماء غائب عن الحي منذ الستينيات، إذ لم يتم ربطه بهذه المادة الحيوية بالرغم من وجوده داخل محيط حضري و رغم الشكاوي المتكررة للجهات المسؤولة. المحتجون الذين تفاوتت أعمارهم بين شباب و شيوخ، أغلقوا مداخل الحي باستعمال أغصان الأشجار و الأحجار كبيرة الحجم، رفعوا أيضا مطلب تسوية عقود الملكية خاصة و أنهم يسكنون الحي منذ سنوات طويلة و قاموا بوضع ملفاتهم على مستوى الإدارات المعنية، إلا أنها ما تزال مجمدة حسب تعبيرهم. مشكل التحسين الحضري أيضا طرح من قبل المحتجين الذين استمروا في حركتهم لأزيد من ساعتين من الزمن، حيث طالبوا بالتعجيل في تهيئة الحي الذي يغرق في الأوحال عند تساقط أولى قطرات المطر، مما يصعب تنقلاتهم خاصة بالنسبة للأطفال و الاساتدة الذين غالبا ما يغيبون عن عملهم بسبب الصعوبات التي تواجههم في وصولهم إلى المؤسسات التربوية. و تحدث المحتجون أيضا عما أسموه بحالة التهميش و العزلة التي يعيشونها خاصة فئة الشباب منهم، الذين طالبوا بملعب و مركز ثقافي يجمعهم عوضا عن التجمع داخل المقاهي أو في أماكن تدفعهم إلى القيام بأعمال مشبوهة، كما أشاروا إلى مشكل عدم ربط عدد كبير من السكنات بالكهرباء و الغاز، مما دفع بأصحابها إلى اللجوء للتوصيلات العشوائية التي تبقى تشكل خطرا على السكان. و ندد سكان الجذور من جانب آخر بحالة الفوضى التي يغرق فيها حيهم بسبب الانتشار الواسع للنفايات، حيث أكدوا بأن مصالح البلدية لا تتدخل في الأوقات المحددة لجمع النفايات مما يجعلها تتكدس و تشوه المحيط فضلا عن الروائح الكريهة، و هو الإشكال الذي قالوا بأنه امتد إلى مدرسة مختار فيلالي الابتدائية التي أصبح اساتذاتها من يقوم برمي القمامة عوضا عن أعوان النظافة. و قد تنقل رئيسا دائرة و بلدية قسنطينة إلى مكان الاحتجاج و وعدوا السكان بالشروع في تجسيد مطالبهم بداية من يوم غذ و ذلك بتشكيل ما يشبه اللجنة لتحديد الأولويات. و كانت مديرية الري قد شرعت في إجراء دراسة خاصة لربط حي الجذور و الأحياء المجاورة له بشبكة مياه الشرب، حيث سيتم تزويده من خزان يجري إنشاؤه بحي القماص بسعة 50 ألف متر مكعب يرتقب تسليمه الشهر المقبل على أبعد تقدير. إيمان زياري * تصوير : الشريف قليب