أكد، أمس السبت، االمؤرخ محمد الأمين بلغيث، أن مساهمة الطالب الجزائري في الثورة وتأييدها، لم يكن وليد تاريخ 19 ماي 1956، وإنما كانت مبكرة مع الرعيل الأول المفجر لثورة التحرير، مقدما في السياق ذاته، عدة أمثلة، كما تطرق لدورهم بعد الاستقلال في معركة البناء والتشييد. وأشار بلغيث لدى تنشيطه لندوة ولائية، حول إسهامات الطلبة الجزائريين في الثورة، المنظمة من طرف الاتحاد العام للمجتمع المدني، وبإشراف المرصد الوطني للمجتمع المدني بتبسة، إلى أنه عندما يتحدث عن مساهمة الطالب والتلميذ، فإنه يتحدث عن نشر الوعي والمعرفة، حيث صنعها أولئك الطلبة القادمين من الزيتونة والأزهر والقرويين بفاس، وكذا خريجي المعهد الباديسي بقسنطينة، وبرأي منشط الندوة فإن معلم القرآن والكتاتيب كان لهم دور في نشر الوعي بالقضية الوطنية، ولكنهم ظلوا مغيبين في الأدبيات الجزائرية، كما قال المتحدث بأن الكشافة الإسلامية التي تأسست بمليانة لم تأخذ حقها في أدبيات الجزائر . واعتبر بلغيث أن انضمام الطالب الجزائري للثورة كان بمثابة الهزيمة المدوية لفرنسا، رغم ترويجها لأطروحاتها القديمة، بأن المجاهدين ما هم إلا قطاع طرق أو لصوص أو إرهابيون، وبرأي المحاضر، فإن الدولة الجزائرية قد استفادت أيما إفادة من هذه الفئة، بحيث استطاعوا أن يعيدوا للجزائر مجدها في 10 سنوات الأولى من عمر الاستقلال، كما استفادت الدولة من آلاف المعلمين من أبناء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الذين لعبوا دورا مهما في معركة التعريب، والتصدي للاطروحات التغريبية، كما ذكر أن الجزائر استفادت من ما يزيد عن 140 مدرسة، من مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بكل من تبسة، والشريعة وقسنطينة والعاصمة وغيرها.