محكمة الحجار تصدر أمرا بمنع منادي و 17 من اتباعه من الدخول إلى مركب أرسيلور ميطال أصدر قاضي القسم الإستعجالي لدى محكمة الحجار الإبتدائية في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد أمرا يقضي بإلزام البرلماني السابق عيسى منادي و 17 عاملا من المحسوبين على جناحه بتنفيذ التعليمات التي كانت المديرية العامة لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة قد أصدرتها نهاية الأسبوع المنصرم، و المتضمنة قرار منع العمال المعنيين بالإجراءات العقابية التحفظية من الدخول إلى مركب الحجار، و تحذيرهم من إعتراض سير العملية الإنتاجية على مستوى مختلف الورشات فضلا على إلزامهم بتفادي التهجم على الإطارات الأجنبية العاملة بالمركب. و كان من المقرر أن يتم أمس عقد " صلح " بين الطرفين، لكن الإدارة تراجعت عن الموقف الذي كانت قد بادرت إلى إتخاذه عند تقديم المتهمين في جلسة السماع التي كانت أول أمس السبت، و قد أكد ممثل الإدارة بأن المديرية العامة لم تكن لها اية علاقة بالصراع الذي ظل قائما في المركب من أجل زعامة الفرع النقابي، غير أن الإدارات الأجنبية كانت عرضة لحملة إنتقادات شرسة من طرف الأمين العام السابق للفرع النقابي عيسى منادي و العشرات من العمال المحسوبين على جناحه، مما دفع بالإطارات الأجنبية إلى مغادرة المركب لمدة 5 ايام على خلفية التجمعات العمالية التي كان ينظمها منادي أمام مبنى الإدارة، فضلا عن تهجم بعض العمال على مدير الموارد البشرية فريديريك بايل يوم الخميس الفارط، عند إستلامهم قرارات الفصل التحفظي من المؤسسة. و حسب ما كشف عنه مصدر موثوق للنصر فإن المديرية تراجعت عن قرار " التصالح " مع جماعة منادي بعد التشريح الدقيق لتطورات الوضع الراهن، لأن إنسحاب قوادرية من منصب الأمين العام للفرع النقابي و تكليف نائبه مراد ضيف بشغل هذا المنصب بصفة مؤقتة إلى غاية إنتهاء العهدة النقابية في شهر سبتمبر القادم كفيل بتواصل الخلافات بين الجناحين، سيما و أن الإتحاد الولائي للعمال الجزائريين لم يفصل في قضية عريضة سحب الثقة التي تقدم بها جناح منادي، الأمر الذي جعل قاضي القسم الإستعجالي في جلسة مساء أمس الأحد يفصل في الشكوى التي تقدمت بها إدارة المركب، و يلزم منادي و 17 عاملا من جماعته على تطبيق تعليمات المديرية بحذافيرها، و ذلك بتفادي تنظيم تجمعات عمالية أمام البوابة الرئيسية للمركب، أو الدخول إلى المؤسسة طيلة الفترة التي يكون فيها كل عامل تحت طائلة العقوبة. إلى ذلك شرعت إدارة أرسيلور ميطال منذ صبيحة الأمس في إتباع جملة من التدابير الجديدة تتعلق بدخول العمال إلى المؤسسة، حيث كثفت من أعوان الأمن الداخلي على مستوى البوابة الرئيسية المحاذية لملعب سيدي عمار، مع إلزام كل عامل بإظهار بطاقته المهنية، و معاينتها من طرف فرق الحراسة، قبل الإطلاع على قائمة العمال الممنوعين من الدخول إلى المركب، و هذا تفاديا لتواجد منادي و جماعته داخل المؤسسة، كون منادي سيحال على التقاعد في أواخر الشهر الجاري و 17 من أتباعه صدرت في حقهم إجراءات عقابية بالفصل التحفظي من العمل، على خلفية إثارة الفوضى و التسبب في التأثير على سير العملية الإنتاجية. على صعيد آخر كشفت مصادر مطلعة للنصر بأن المدير العام لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة الأمريكي جو كازادي متواجد منذ نهاية الأسبوع المنصرم بالعاصمة الفرنسية باريس، حاله حال مدير الموارد البشرية فريديريك بايل، و كذا إطار ثالث يحمل الجنسية الفرنسية، و غياب هذا الثلاثي دفعة واحدة عن المركب فتح باب التأويلات على مصراعيه في أوساط العمال، في ظل أحاديث عن فرار المدير العام على خلفية التهديدات التي كانت الإطارات الأجنبية قد تلقتها من منادي و جماعته، لكن مصدر " النصر " أشار إلى أن هذا الثلاثي قرر الإستفادة من عطلة في هذا الظرف، مع تكليف محمد قدحة بالأمور الإدارية إلى حين عودة كازادي و جماعته من العطلة في نهاية هذا الأسبوع. على صعيد آخر فقد عاد الهدوء كلية إلى المركب، بعدما أخلت جماعة منادي في ساعة مبكرة من صبيحة أمس الأحد مقر الفرع النقابي الذي كانوا يسيطرون عليه، و في الوقت الذي توجهت مجموعة منهم أمس إلى مقر الإتحاد المحلي للعمال الجزائريين بالحجار من أجل المطالبة بوثيقة تثبت الموقف الرسمي لهذه الهيئة من عريضة سحب الثقة التي كانت موقعة من طرف 3900 عامل، لكن مقر الإتحاد ظل مغلقا، و هواتف مسؤوليه بقت خارج مجال التغطية، الأمر الذي يجعل مراد ضيف الله يواصل مهامه كأمين عام مؤقت للفرع النقابي بعد تكليفه منذ الأربعاء المنصرم من طرف قوادرية الذي إستقال من منصبه بسبب إرتباطاته البرلمانية. ص / فرطاس