المديرية توافق على عقد جلسة صلح مع منادي و جماعته لسحب الشكوى أفضت جلسة الإستماع التي جرت صبيحة أمس السبت بالقسم الإستعجالي لمحكمة الحجار الإبتدائية إلى توصل المديرية العامة لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة إلى اتفاق مبدئي مع جماعة منادي يقضي ببرمجة جلسة صلح بين الطرفين، تعقد في حدود الساعة الثانية من زوال اليوم الأحد ، على أن يتم سحب الدعوى التي كانت مديرية الموارد البشرية قد تقدمت بها ضد 18 شخصا من المحسوبين على جناح الأمين العام السابق للفرع النقابي، مع تجميد قرارات التوقيف التحفظي التي كانت المديرية قد اتخذتها في حق مجموعة من العمال، على خلفية الصراع القائم داخل المركب من أجل زعامة النقابة. و حسب ما كشف عنه مصدر موثوق للنصر، فإن قاضي القسم الإستعجالي ترأس الجلسة و استمع إلى أقوال و تصريحات عيسى منادي برفقة 17 عاملا من مؤيديه، بخصوص التهم التي تضمنتها عريضة المديرية العامة، خاصة منها قضية عرقلة السير الحسن للمركب، و التأثير بطريقة مباشرة على العملية الإنتاجية، إضافة إلى قضية التهديد الذي استهدف مدير الموارد البشرية فريديك بايل، و محاصرته داخل مكتبه، لكن دفاع جماعة منادي يضيف مصدرنا ركز في مرافعاته على لغة الأرقام، و المنحنى التصاعدي الذي أخذته حصيلة الإنتاج بورشات مركب الحجار في الأسبوعين الأخيرين، لأن الأزمة كانت قد انفجرت في 20 ماي المنصرم. و كان الإنتاج حينها قد توقف عند عتبة 1070 طنا يوميا، لكن انشغال العمال بالصراعات النقابية لم يؤثر إطلاقا على سير العملية الإنتاجية، لأن المؤشر أخذ في التصاعد، و قارب في بعض الأحيان 2700 طن يوميا. في سياق ذي صلة، تمت مواجهة طاقم دفاع مديرية المؤسسة بشريط فيديو يخص أشغال الجمعية العامة التي أشرف عليها منادي، و الذي تضمن تهجمه الشخصي على الإطارات الأجنبية، بانتقاده سياسة العمل التي أصبحت منتهجة في المركب منذ انضمام الشريك الفرنسي ، و التي انعكست بصورة مباشرة على الإنتاج، من دون أن تكون هناك تهم موجهة إلى مدير الموارد البشرية فريديك بايل بالتجسس لصالح دولة أجنبية. و هو الشريط الذي أسقط التهمة التي كانت موضوع شكوى تقدم بها بايل في القسم الإستعجالي بمحكمة الحجار ضد منادي و جماعته.و حسب ذات المصدر، فإنه و بعد الإستماع إلى كل المتهمين و مرافعات دفاع كل طرف وافق محامي المديرية العامة للمركب على الاقتراح الذي تقدم بها دفاع منادي و جماعته و القاضي بعقد جلسة صلح بين الطرفين. و قد حددت ظهيرة اليوم الأحد موعدا لعقدها بمقر محكمة الحجار من أجل وضع نقطة نهاية للأزمة القائمة بين إدارة أرسيلور ميطال و جماعة منادي. و انطلاقا من هذه المعطيات، أبدت المديرية العامة استعدادها لتليين موقفها مع العمال المحسوبين على صف منادي، بعدما كانت في نهاية الأسبوع الفارط قد قررت فصل 17 عاملا كإجراء تحفظي، وأصدرت تعليمات صارمة تقضي بمنعهم من الدخول نهائيا إلى المؤسسة . على صعيد آخر، عاد الهدوء كلية إلى المركب، ببقاء العشرات من أتباع منادي يحكمون سيطرتهم على مقر الفرع النقابي، في انتظار كشف الإتحاد الولائي للعمال الجزائريين بعنابة عن موقفه الرسمي من عريضة سحب الثقة التي وقعت من طرف 3900 عامل، و أرفقت بلائحة تضمنت 17 مطلبا تتعلق بالأوضاع الاجتماعية و المهنية للعمال، لأن منادي كان قد رمى بالكرة في معسكر هذه الهيئة بعد عقده جمعية عامة طارئة الخميس الماضي، في حين يواصل مراد ضيف الله مهامه كأمين عام مؤقت للفرع النقابي بعد تكليفه منذ الأربعاء المنصرم من طرف قوادرية الذي استقال من منصبه بسبب إرتباطاته البرلمانية. ص / فرطاس