توقيف 5 أشخاص في اليوم الثاني من الإحتجاجات في خرازة أوقفت وحدات التدخل السريع التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة صباح أمس ء خمسة أشخاص، إثر حملة التوقيفات و الإعتقالات التي قامت بها، على خلفية الحركة الإحتجاجية العارمة التي قام بها المئات من سكان حي خرازة التابع إداريا لبلدية وادي العنب، لأن مجموعة من المقيمين بهذه القرية جددوا منذ الساعات الأولى لفجر أمس خروجهم إلى الشارع، مع إقدامهم على قطع الطريق الوطني رقم 44 في محوره المؤدي من عنابة إلى سكيكدة و قسنطينة، الأمر الذي جعل وحدات الدرك على التدخل الفوري. و شن حملة من الإعتقالات في أوساط المحتجين، فكانت الحصيلة توقيف 5 شبان ممن كانوا يحرضون على شل حركة المرور عبر هذا الطريق الإستراتيجي، و قد ضبطت بحوزة الموقوفين اسلحة بيضاء، لتتم إحالتهم على التحقيق الأمني، في إنتظار تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة برحال الإبتدائية في نهاية هذا الأسبوع. و حسب المعلومات التي إستقتها النصر من مصدر أمني فإن الموقوفين تتراوح أعمارهم ما بين 23 و 29 سنة، كانوا يقومون بالتحريض على ضرورة منع أصحاب السيارات و المركبات من المرور عبر محور خرازة، و ذلك بعد تجدد موجة الإحتجاجات على مستوى هذا الحي لليوم الثاني على التوالي، لأن سكان خرازة أقدموا منذ فجر الأمس على غلق الطريق في وجه حركة المرور للمطالبة بضرورة التدخل الفوري و العاجل لوالي عنابة من أجل الإستجابة لجملة من الإنشغالات التي ما فتئوا يطرحونها، و التي يتقدمها مشكل السكن، لأن المحتجين أوضحوا بأن بعض الجهات كانت قد كشفت لهم عن تسجيل مشروع إنجاز 500 وحدة سكنية، يندرج في إطار حصة الولاية من برنامج القضاء على السكن الهش، ، مع تخصيص150 وحدة سكنية من المشروع المسجل لفائدة قاطني البيوت القصديرية بحي سيدي سالم، الأمر الذي جعلهم يطالبون بتوجيه مختلف المشاريع السكنية المسجلة بإقليم قريتهم لطالبي السكن على مستوى هذه المنطقة، رغم أن مصالح دائرة البوني فندت أن تكون مديرية السكن بالولاية قد سجلت مشروع ا بقرية خرازة، و الإقتراح المسجل يقضي ببرمجة حصة بها 80 وحدة للسكن الريفي، من أجل التخفيف من حدة الطلبات المسجلة في هذا الإطار بهذه المنطقة. هذا و قد أثار المحتجون عند إقدامهم على التجمهر وسط الطريق المزدوج العابر لقريتهم جملة من الإنشغالات و المطالب التي لها علاقة مباشرة بحياتهم اليومية، و منها مشكل البطالة التي يعاني منتها شبان هذه القرية، الأمر الذي جعل مطلب توجيه حصة إضافية من عقود الإدماج المهني للشريحة الشبانية المقيمة بهذه المنطقة يطفو على السطح عند طرح الإنشغالات، إضافة إلى مشكل الإضطرابات التي تشهدها عملية توزيع الماء الشروب، لأن سكان خرازة يلجؤون إلى الإستعانة بصهاريج البلدية لتغطية حاجياتهم من المياه، لأن هذا الإشكال تفاقم مع حلول فصل الصيف، حيث يبلغ الطلب على هذه المادة الحيوية ذروته.و في سياق ذي صلة فقد أعرب المحتجون عن تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها حيهم جراء الظلام الدامس الذي يخيّم على معظم أزقته وشوارعه، في ظل عدم الاستفادة من مشاريع التغطية بالإنارة العمومية، وهو الوضع الذي عمدت جماعات الأشرار والمنحرفين إلى الاستثمار فيه بارتكاب جرائم واعتداءات على أشخاص وممتلكات تحت طائلة التهديد بأسلحة بيضاء، حيث إعتبروا قضية الإنارة العمومية في صدارة المطالب التي ما فتئوا يطرحونها على طاولة السلطات المحلية، لأن الحي يعاني جملة من المشاكل العويصة والمتشعبة، منها على وجه الخصوص تدهور وضعية الطرقات الداخلية، إضافة إلى قضية انسداد قنوات الصرف الصحي وكذا غياب النظافة وانتشار القمامات والمزابل، هذا فضلا عن مطلب استفادة القرية من برنامج استعجالي لتهيئة الطرقات والأرصفة، مادام الحي يصبح شبه معزول عن العالم الخارجي في فصل الشتاء بسبب الوضعية الراهنة لشوارعه، التي تغطيها أكوام بقايا البناء و أشغال الحفر.هذا و قد ظل المحور الإستراتيجي الرابط بين عنابة و برحال مشلولا طيلة نهار أمس، بسبب إقدام المحتجين من سكان خرازة على غلق المحور العابر لقريتهم بإستعمال الحجارة و المتاريس، مع إضرام النيران في العجلات المطاطية، مع تسجيل 6 حالات إعتداء إستهدفت بعض اصحاب السيارات و المركبات، لأن توقيف 5 من المحتجين عند تدخل وحدات الدرك الوطني صعد من موجة غضب السكان، لكن الإحتجاجات تواصلت إلى غاية ساعة متأخرة من مساء الأمس، على إعتبار أن المحتجين ألحوا على ضرورة التفاوض مع الوالي بخصوص الإنشغالات التي طرحوها، مما تسبب في تشكيل طوابير طويلة من السيارات و المركبات التي كانوا آلاف المواطنين على متنها بصدد زيارة عنابة أو مغادرتها عبر محوري سكيكدة و قسنطينة.و في نفس الإطار فإن أصحاب السيارات و المركبات ممن كانوا متوجهين إلى عنابة تحاشوا المسلك العابر بمحاذاة قرية خرازة، و سلكوا الطريق السيار في شطره الممتد من عين شرشار بولاية سكيكدة إلى مدخل بلدية الذرعان بولاية الطارف، قبل التوجه إلى عنابة. ص / فرطاس