فنانون يتحولون إلى طباخين مهرة في رمضان الكثير من الفنانين يتجاوزون مرحلة مطالبة زوجاتهم وبناتهم بتحضير ما يشتهون من أطباق أو حلويات رمضانية، ليدخلوا المطبخ قبل موعد الافطار، ويحضرونها بأنفسهم على طريقتهم.. وكم يفتخرون بتحضير "المقروظ" وهريسة اللوز والبوراك والشخشوخة والتليتلي والكسكسي وحتى الشاي بالنعناع.. ويقولون بأنهم يتحدون كل منافسة نسوية محتملة طيلة أيام الشهر الفضيل! اتصلنا بمجموعة منهم، فلم يترددوا في تسليط الضوء على نشاطاتهم المطبخية ويومياتهم الرمضانية الساخنة... المخرج عمر تريباش: لا أحد يحضر مثلي "مقروظ اللوز".. قال المخرج عمر تريباش بأنه طباخ ماهر خاصة في رمضان، ولا أحد يمكن أن يحضر مثله "مقروظ اللوز".. كما أن الهريسة التي يحضرها من حين لآخر تتحدى كل منافسة في حلاوتها وطعمها المميز... مؤكدا بأن الحرارة التي تميز الشهر الفضيل لا تزعجه لأنه من "قدامى" الصائمين في الصيف اذ يبلغ حاليا ال 57 من عمره. واعترف بأنه يزعج و"يكسر راس" زوجته "بوحمه" الرمضاني الذي ينصب على الأطباق التقليدية، وقد ورث ابنه المهاجر الذي يقضي حاليا شهر الصيام في بيت العائلة هذا "الوحم". فان كان الأب يعشق شربة "الفريك" "الجاري" ويطالب بها يوميا، فان ابنه المقيم بفرنسا لا يفطر إلا على شربة "لسان الطير".. وتتعاون زوجاتهما لتلبية طلباتهما وكذا البنات والأخوات.. أما "البوراك"، فيحول المطبخ الى ما يشابه المطعم... اذ يتكفل كل فرد من عائلة عمر تريباش في تحضير "بوراكته" بالمكونات التي يريد ويشتهي. وأضاف محدثنا: "لأول مرة ومنذ سنوات، لا أعمل في رمضان وسأغتنم الفرصة لكي استمتع بالراحة والأجواء العائلية، في النهار أنا في المطبخ "يضحك" أو السوق لاختيار أفضل أنواع زلابية بوفاريك وأجود "القطايف"... أما السهرات الرمضانية، فأقضيها في الصلاة والتعبد ثم لقاء الأصدقاء. أو مطالعة الصحف والكتب. وكذا متابعة المسلسلات في التلفزيون الجزائري والنشرات الاخبارية في "الجزيرة" و"تي اف 1".. وبخصوص المسلسل الذي سبق وأن أعلن بأنه سيحضره ليبث في رمضان، قال بأن تجسيده تأجل إلى ما بعد الشهر الفضيل عندما يحصل على ا لضوء الأخضر من التلفزيون الجزائري، مما يتيح له فرصة الاستمتاع بيوميات رمضان المليئة بالعبادة والتقوى والتوبة كما أكد لنا. الممثل حسان بن زراري: تخصصي الكسكسي والشخشوخة.. كشف الممثل حسان بن زراري بأنه متخصص في تحضير أصناف العجائن التقليدية على الطريقة القسنطينية ويملك مهارات فائقة في تحضير الكسكسي و"التليتلي" و"الشخشوخة" على وجه الخصوص...ومن حين لآخر يتفنن في تحضير طبق الكفتة دائما على الطريقة القسنطينية والكثير من أصدقائه كما قال يعلمون بأنه يتميز ب 'كل صبع بصنعة" وأسر إلينا بأنه لم يتعود على الطبخ العصامي ولا يحبه رغم أنه يقيم منذ سنوات بالعاصمة، ويغتنم حلول الشهر الكريم، ليقضي وقتا ممتعا في المطبخ يحضر ما يشتهيه من أطباق قسنطينية تقليدية على طريقته وأضاف: "نحن أولاد الجاري والكسرة والذهاب إلى الخباز خاصة في رمضان من الأمور المعيبة بالنسبة إلينا"...واستطرد قائلا: أتدفق نشاطا وحيوية طيلة أيام الشهر الفضيل خاصة بين العاشرة صباحا والرابعة مساء وبعد ذلك تنطفئ الأضواء (يضحك) اغتنم هذه المدة في العمل وإنجاز المهام والإتصالات المؤجلة، وكذا التسوق ثم دخول المطبخ من حين لآخر لأشارك في تحضير أطباق مائدة رمضان، كما أهوى متابعة برامج رمضان في التلفزيون الجزائري". وأشار محدثنا إلى أنه سيقضي النصف الثاني من هذا الشهر المبارك وعيد الفطر في البقاع المقدسة حيث يؤدي مناسك العمر وهو سعيد جدا بذلك. الملحن محمد بوليفة: لا مفر من شاي بوليفة! قال مدير المعهد العالي للموسيقى، الموسيقار والملحن محمد بوليفة بأنه يدخل المطبخ في رمضان لغاية واحدة وهي تحضير أكواب من الشاي الأخضر بالنعناع على طريقة أهله بمسقط رأسه بجنوب شرق البلاد (بولاية الوادي) والتي لا تحلو سهرات رمضان بالنسبة له ولأفراد عائلته دونها...وأضاف مازحا: "لو أدخل إلى المطبخ لأغراض أخرى، فسيفسد!" في إشارة إلى أنه لا يحسن الطبخ، ولا يتدخل في شؤونه ويترك الحرية الكاملة لأم العيال مع إبداء بعض الملاحظات من حين لآخر. وعاد ليؤكد بأن الشاي الذي يحضره له نكهة ومذاقا مميزين ولا يشبه ذاك الذي يحضر في المغرب أو العراق حيث قضي سنوات طويلة في دراسة الموسيقى، لذلك لا ينافسه أحد في بيته في طقوس تحضيره! واستطرد قائلا بأن مائدة رمضان في بيته تتميز بالبساطة وتتكون أساسا في الإفطار من الشربة والحليب والتمر وفي السحور من الكسكسي أو "المسفوف" التقليدي، وبخصوص نشاطاته المهنية والفنية قال بأنه يفضل في عطلة رغم أنه يفضل العمل ولا تعتريه أعراض الوحم الرمضاني عكس الكثيرين، أما التلحين والتأليف الموسيقي فيؤجلان إلى ما بعد الصيف، فهو كما أكد في هذا الموسم الإنصات إلى ألحان الآخرين أكثر مما يبدع ألحانه الخاصة. ويقضي يومياته الرمضانية في متابعة مستجدات الساحة الفنية والإبحار عبر شبكة الإنترنيت والمطالعة، خاصة مطالعة كتب التاريخ والجغرافيا والقواميس اللغوية، إلى جانب متابعة المسلسلات الدينية القوية أو الأعمال الكوميدية الهادفة وحضور بعض الحفلات الموسيقية. الممثل مراد خان: أكتفي بتحضير البوراك يتنفس الممثل مراد خان الصعداء لأن زوجته طباخة ماهرة جدا، تتقبل وحمه الرمضاني المستمر بصدر رحب وتساعدها إبنتهما الكبرى في تحضير ما يريد ويشتهي، وخلال 21 عاما من الحياة الزوجية المشتركة لم تنس إلا مرتين إضافة الملح إلى طعام الإفطار، مما يجعله يقدم لها اقتراحاته اليومية ويتشاور معها بكل ثقة حول مكونات المائدة السحرية". وأضاف نجم "الكاميرا الخفية" في المواسم الفارطة بأن مهارة زوجته لا تمنعه من اختراق مملكتها من حين لآخر...حيث يدخل المطبخ خصيصا لتحضير البوراك والتفنن في إعطائه شكلا جذابا، واعترف بأنه يستفيد من عطلته السنوية في رمضان منذ سنوات طويلة جدا، حتى لايصطدم بأحد أو يستفزه أحد...ويقضي معظم وقته في البيت في متابعة برامج التلفزيون ومجالسة أبنائه الذين يعتبرهم أفضل أصدقائه. ويصر على مرافقتهم في رحلة التسوق اليومي بين العصر والظهر، وأفضل الأطباق بالنسبة إليه في رمضان: "الجاري بالفريك" على الطريقة الجيجلية والقسنطينية، وكذا شطيطحه كبدة أو كبدة مشرملة، الجديد بالنسبة لخان هذا الموسم هو عرض مسرحية "الميزيرية على الموضة" التي يقوم ببطولتها عبر عدة ولايات في سهرات رمضان المبارك. الممثل جمال دكار: طعامي ناقص ملح أسر إلينا الممثل جمال دكار بأن أيام رمضان هذا الموسم مختلفة عن سابقاتها، فقد استقبل ضيوفا من المغرب الأقصى ويترقب زيارة شقيقه حكيم وأسرته، وبالتالي تتكفل زوجته و بناتهما وضيفاتهما في تحضير كل الأطباق التي "توحد" المغرب العربي...لكنها لا تتضمن الكميات المناسبة من الملح، فهو يخضع لحمية تتطلب إنقاص الملح من الطعام الذي يتناوله بسبب معاناته من ارتفاع ضغط الدم ونفس الشيء بالنسبة لأم العيال، والملاحات تنقذ الموقف على مائدة الإفطار لمن أراد إضفاء المزيد، وبالتالي يقتصر دوره على التسوق ثم التسوق، ويشتري أحيانا الغرض الواحد مرتين قال ضاحكا واستدرك بأنه يتحكم جيدا في أعصابه ويحافظ على هدوئه حتى لا يقع في فخ الإستفزازات التي تزداد في الأسواق والمحلات في الشهر الفضيل، مؤكدا بأنه لا يعرف شيئا اسمه وحما رمضانيا وهو راض كل الرضا على ما تقدمه زوجته سوء جاري الفريك أو الحريرة المغربية وغيرهما، أما سهرات رمضان، فيخصص أغلبها لمطالعة كتب التاريخ والسير الذاتية والمسرح باللغتين... ومتابعة برامج التليفزيون الجزائري. وبعيون الفنان الناقد، يتابع دوريه في مسلسلي "جحا" و"مصطفى بن بوالعيد"... في انتظار انطلاق تصوير عمل جديد يشارك في تجسيده حول المرحلة التي سبقت اندلاع الثورة الجزائرية للمخرج أحمد راشدي. المطرب سليم الفرقاني: أنا ولوع بالقطايف قال المطرب سليم الفرقاني بأنه لا يدخل المطبخ إلا نادرا في رمضان، وان حدث وأن دخل فلا يسمح لأحد غيره بتحضير الأطباق التقليدية والعصرية معا مؤكدا بأنه ليس نهما ولا يشتهي إلا الحلويات التقليدية في رمضان خاصة القطايف وأحيانا الزلابية. لكنه يفضل على مائدة الإفطار طاجين "المشماش" أو الكفتة الى جانب الجاري. ويقضي السهرات في تبادل الزيارات مع أقاربه ومتابعة برامج التليفزيون أو احياء حفلات. وروزنامته مليئة هذا الموسم، حيث سيحيي العديد من الحفلات الساهرة في قسنطينة والعاصمة وأم البواقي وسطيف وبجاية وسكيكدة كما قال لنا.