دعا الأفارقة والخبراء المشاركون في الندوة الإفريقية المناهضة لعودة الاستعمار إلى إفريقيا أمس الأحد إلى ضرورة تظافر وتكثيف الجهود من أجل وضع حد للأطماع الغربية في القارة الافريقية، وكذا وضع آليات موحدة لمواجهة كل أشكال الاستعمار الذي بدأ يظهر بأساليب جديدة والذي يهدد استقلال شعوب القارة السمراء. وتهدف هذه الندوة التي نظمها التجمع الجزائري للمجتمع المدني بفندق الاوراسي بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، والتي تجمع مكونات المجتمع المدني الإفريقي والذين يمثلون 31 دولة، إلى التصدي بصوت واحد وبيد واحدة في جبهة موحدة وهي جبهة المواطنة الإفريقية من أجل الديمقراطية لوضع حد لكل أشكال الاستعمار الجديد والتي تم خلقها في إطار هذه الندوة حسبما أكده رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز لعماري وشدد محرز لعماري على محاولة رجوع الاستعمار الذي تمكنت شعوب القارة الإفريقية من هزمه وطرده من أراضيها بشتى الوسائل وبلباس جديد من خلال اعتماد طرق مفبركة وظروف مصطنعة لزعزعة السيادات الوطنية والوحدات الترابية للقارة مضيفا أن هذه الندوة تمثل منبرا للوفاء للقيم النبيلة وللمقاومة التاريخية الشعبية الإفريقية ضد الاستعمار والتمييز العنصري وتبرز القناعة والعزيمة الكبيرة لمواصلة الكفاح ومواجهة الاستعمار من أجل إفريقيا شامخة متماسكة وحرة مستقلة . وجدد رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي تأكيده على موقف الجزائر التي تحتفل بخمسينية استقلالها الداعم لكل قضايا التحرر وتقرير المصير والاستقلال الذي يبقى ناقصا ما دامت الصحراء الغربية لم تنل استقلالها بعد. من جهته، ابرز إبراهيم غالي السفير الصحراوي لموقع الإذاعة الجزائرية أن موضوع هذه الندوة مهم جدا في الظروف الحالية والتي نلمح فيها عودة الاستعمار بشتى الطرق إلى قارتنا الإفريقية التي طالما عانت من ويلات الاستعمار ولكن تبقى أهم خطوة وحجر الزاوية في مواجهة الاستعمار استكمال تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة افريقية وهي الصحراء الغربية التي لا زال يعاني شعبها من ويلات المحتل المغربي . ودعا غالي إلى ضرورة توحيد تكثيف الجهود للخروج بآلية عمل لدعم القضية الصحراوية من أجل تحرير الشعب الصحراوي من براثن الاستعمار واستكمال تحرير القارة الإفريقية حتى نتمكن من محاربة المخططات الجديدة التي تهدف إلى عودة الاستعمار. كما أكد السفير الصحراوي على الدور البارز للجزائر التي تحتفل بخمسينيتها في استكمال تحرير القارة السمراء . من جانبها،اعتبرت الوزيرة الصحراوية للتربية والتعليم وعضوة الأمانة العامة لجبهة البوليساريو مريم السالك أن تحقيق التنمية الشاملة في الدول الإفريقية ومواجهة كل المحاولات الأجنبية التي تهدد سلامتها لا يتأتى إلا ببذل جهود كبيرة من الناحية الأمنية تخلصها من النزاعات والحروب المسلحة. وأضافت مريم السالك أنه للحصول على الاستقلال والحفاظ عليه يجب على الدول الإفريقية وضع خطة عاجلة لضمان التنمية ومحاربة الفقر والبطالة حتى لا تجد الدول الأجنبية ذريعة للتدخل في شؤونها الداخلية. كما أشارت الوزيرة الصحراوية إلى الظروف الصعبة والمزرية التي يعيشها الشعب الصحراوي سواء في المناطق المحتلة أو في مخيمات اللاجئين بسبب احتلال أراضيه من طرف المغرب والذي يعد بلد شقيق وكان يفترض أن يسانده في عملية التنمية والبناء بعد تخلصه من الاستعمار الاسباني. ونددت مريم السالك بموقف فرنسا تجاه قضية الصحراء الغربية حيث قالت "إن فرنسا التي تدخلت عسكريا في ليبيا باسم الدفاع عن حقوق الإنسان هي نفسها التي تهدد باستخدام حق النقض" في مجلس الأمن ضد أي قرار يقضي بوضع آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وفي تدخله أكد الوزير الأول المالي السابق ابراهيم أبو بكر كايتا على ضرورة أن تبقى إفريقيا يقظة أمام أطماع استعمار له وجه جديد سيظهر من خلال آليات موضوعية واقتصادية مستشهدا بما يحدث في بلده مالي. وأشار كايتا إلى أن مالي تشهد الآن أخطر أزماتها وتجاوز هذه الأزمة يكون من داخل مالي مشيدا بموقف الجزائر على أن الحل لا يمكن أن يكون خارجيا. واعتبر المتحدث في ذات السياق أن حل الأزمة المالية لا يمكن له أن ينجح إلا إذا صنعه الماليون بأنفسهم سلميا كونهم الأدرى بمشاكلهم.