أكدت الندوة الدولية حول «حق الشعوب في المقاومة» للتضامن مع الشعب الصحراوي إلى ضرورة الإسراع في وضع آلية أممية لحماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، وطالب المشاركون الضمير الدولي والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية المعنية لوضع حد لهذا الوضع اللاأخلاقي وتكريس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير كمعيار أساسي وضروري لهذه المشكلة التي تنفرد وللأسف بكونها الأخيرة من نوعها في القارة الإفريقية. وأدان بقوة محرز لعماري، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي في مداخلته،الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة داعيا إلى التطبيق الصارم للقانون الإنساني الدولي في هذه الأراضي. وأعرب لعماري عن أسفه للوحشية التي لا تزال قوات الاحتلال المغربية ترتكبها في حق الشعب الصحراوي في ظل اللاعقاب التام لها، مؤكدا حق الشعب الصحراوي في المقاومة من اجل الاستقلال. وأكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي والمشرفة على فعاليات الندوة المنظمة بالجزائر بفندق دار الضياف بالمناسبة، أن الجزائر وباحتضانها هذه الندوة تؤكد موقفها الثابت العلني و المنسجم مع حق الشعب الصحراوي في المقاومة من اجل الاستقلال. وابرز محرز لعماري موقف المملكة المغربية التي تغذي إستراتيجية المواجهة وتمارس سياسة الهروب إلى الأمام والتعنت بمواصلتها عسكريا الاحتلال والإدارة الاستعمارية للأراضي الصحراء الغربية وممارسة سياسة القمع في حق المواطن الصحراوي. وأكد ممثل الجزائر من هذا المنبر على ضرورة تمسك الشعب الصحراوي بمبادئ التحرر والحرية والاستقلال والمقاومة من اجل الاستقلال، مذكرا بالتضحيات الجسام التي عرفتها ثورة نوفمبر المجيدة، ومقاومة الشعوب المستعمرة وتضحيات الشهداء والكفاح الطويل لشعوب إفريقيا لنيلها الاستقلال . وانتهى بدوره سعيد عبادو رئيس المنظمة الوطنية للمجاهدين إلى التأكيد بأن نزاع الصحراء الغربية هو نزاع إفريقي بالدرجة الأولى، حيث يشكل الاحتلال المغربي اكبر تحد قائم اليوم للقاعدة الذهبية التي على أساسها تأسست منظمة الوحدة الإفريقية وهي احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، مؤكدا أن قبول الأمر الاستعماري الواقع في الصحراء الغربية، سيشكل سابقة خطيرة على مستقبل الأمن والاستقرار القاري. و يشارك في الندوة التي تستمر فعالياتها على مدار يومين أكثر من 70 مقاوما من الصحراء الغربية و مناضلي حقوق الإنسان و ممثلي جمعيات مساندة للقضية الصحراوية قدموا من عدة دول لمختلف القارات كما ويحضر أشغال الندوة ممثلي لجان المساندة لكل من فرنسا وايطاليا واسبانيا والهند وموريطانيا وروسيا والمكسيك والشيلي والمجر والنمسا ونيجيريا واليابان والسويد تيمور الشرقية وكذا جامعيين من لبنان والولايات المتحدةالأمريكية وكذا مناضلين من فلسطين و نكاراغوا وجنوب إفريقيا.