أكدت وزيرة التعليم والتربية الصحراوية مريم السالك حمادة على أن إستقلال الجزائر يحمل أكثر من مغزى لأنه كان الخطوة الأولى بإتجاه تحرير العديد من الشعوب المستعمرة ليس فقط بالقارة الإفريقية ولكن في كل المعمورة. وجاءت تصريحات الوزيرة الصحراوية خلال حفل نظمته اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي أمس بمناسبة الذكرى الخمسين لإستقلال الجزائر حضرته جالية واسعة من الطلبة الأفارقة المزاولين دراستهم بالجزائر. وقالت الوزيرة أن الجزائر ضحت بمصالح كبيرة للدولة الجزائرية ودفعت الثمن باهظا بإستشهاد مليون ونصف مليون شهيد من أجل الكرامة الإنسانية ومبادئ الحرية ولا زالت إلى يومنا هذا تسير على نفس النهج المدافع عن كرامة الشعوب وحريتهم وحقوقهم المشروعة في تقرير مصيرهم. وهو ما جعل المسؤولة الصحراوية تبقي على أمل الصحراويين قائما في تحقيق إستقلالهم وهم الذين تشكل قضيتهم آخر مسألة تصفية إستعمار في القارة الإفريقية. وإعتبرت أن نضال وكفاح الشعب الصحراوي يشبه كثيرا نضال وكفاح الجزائريين إبان حرب التحرير من حيث الإفتقاد للإمكانيات ولكن بحضور إرادة قوية وعزم وإصرار على إفتكاك الحقوق المغتصبة. وبخصوص القضية الصحراوية إعتبرت السيدة مريم السالك حمادة أن هناك مؤشرات إيجابية على صعيد تسوية هذه القضية خاصة في سياق ما أصبح يعرف ب "الربيع العربي" الذي قالت أنه أثبت أنه لا يمكن فرض أي حل على الصحراويين دون استشارتهم من خلال تنظيم استفتاء لتقرير المصير. وقالت أن هذه المؤشرات أفرزها تقرير الأمين العام الأممي الأخير حول الصحراء الغربية الذي فضح خروقات حقوق الإنسان التي يقترفها النظام المغربي ضد السكان الصحراويين. وأضافت أن القضية الصحراوية هي حاليا في وضع مريح خاصة بعد الضربة الموجعة التي تلقتها الرباط بتجديد كل من الولاياتالمتحدة والأمين العام الاممي الثقة لمبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس بعد قرار المغرب العدواني بسحب الثقة منه. ورغم أن المسؤولة الصحراوية لم تشأ الرد على سؤال حول رد العاهل السعودي الملك عبد الله على دعوة جبهة البوليوزاريو بالتوسط في تسوية النزاع في الصحراء الغربية فإنها أكدت أن الدعوة الصحراوية جاءت من منطلق أن خادم الحرمين الشريفين هو رمز لكل المسلمين ومن بين مهامه التوسط بين فئتين مسلمتين متنازعتين. وفي حديثها عن دور الإعلام في التعريف بالقضية الصحراوية أعابت السيدة مريم سالك حمادة على وسائل إعلام عربية إنتهاجها منطق الإزدواجية في التعامل مع الأحداث بحيث تقوم بنشر ما تراه مناسبا ويخدم مصالحها وتعتم الخبر الذي يناقض توجهاتها ومصالحها. ولكن الوزيرة الصحراوية أكدت أن جبهة البوليزاريو تتبع خطة دبلوماسية تعمل على فضح أساليب وخروقات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام المخزن في المدن المحتلة ولحمله على فتح هذه المناطق أمام وسائل الإعلام الدولية والمراقبين الدوليين. من جانبه إعتبر السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي أن الإحتفال بالذكرى ال 50 لإستقلال الجزائر فرصة لإستلهام العبر من كفاح الشعب الجزائري لتحقيق الإستقلال مشيراً إلى أن الشعب الصحراوي سيقتدي بثورة نوفمبر لتحقيق حريته مهما طال الأمد. للإشارة فإن الحفل أقيم على شرف 300 طالب إفريقي يزاولون دراستهم بالجزائر بمناسبة خمسينية إستقلال الجزائر ينتمون إلى دول إفريقيا الوسطى والغربية والشرقية وجنوب الصحراء والذين تقاطعت تصريحات ممثليهم خلال تناولهم الكلمة بأن الجزائر تستحق كل التقدير والعرفان كون إستقلالها مهد لتحرير العديد من الشعوب الإفريقية وعبر المعمورة التي عانت من ويلات الإستعمار .