ياسمين وضرار يعانيان بسبب فقدان دواء مرض "الويل براند" النادر تواجه عائلة بوشفرة بمنطقة صالح باي بقسنطينة وضعية صعبة جراء عجزها في تأمين الدواء الضروري لابنيها ياسمين و ضرار اللذين يعانيان من مرض نادر يعرف بإسم " الويل براند" أحد أخطر أنواع مرض الهيموفيليا الوراثي، وذلك بسبب كلفة علاجهما الباهظة الغير متوفرة في أرض الوطن. تنقلنا إلى مسكن عائلة محمد الشريف بوشفرة، الكائن بمنطقة صالح باي بمدينة قسنطينة من أجل الإطلاع على معاناتها ونقل استغاثتها للجهات المعنية بما فيها الخيرين من ذوي البر والإحسان لمساعدتها على تجاوز محنتها ، بعد اتصال والدهما بالنصر الذي أكد لنا خطورة الوضع الصحي لطفليه ، خاصة بعد أن طرق كل الأبواب بما فيها المستشفى الجامعي بالولاية، دون أن يتمكن من تأمين دواء " الويل براند" الذي تبلغ ثمن العلبة الواحدة منه ما يعادل 25 مليون سنتيم. قال والدهما أن الأطباء شخصوا مرض ابنه ضرار ( 6 سنوات ) عندما كان رضيعا عمره لا يتجاوز 6 أشهر على أنه مرض" الهيموفيليا " من نوع " الفاكتور 8 " المعروف في الجزائر ، إلا أن حالته الصحية لم تتحسن أبدا، إلى أن تم التحقق لاحقا من طبيعة مرضه النادر جدا و هو " الويل براند" حيث يعتبر الأخوان ضرار و ياسمين الحالة الوحيدة من هذا النوع في ولاية قسنطينة كما قال لنا حسبما أخبره الأطباء. و ما زاد الأمر سوء كما أضاف هو تسوس أسنانه اللبنية التي تؤلمه بشدة منذ أكثر من أربعة أشهر ، و لم يتمكن من اقتلاعها إلى حد الآن بسبب عدم توفر الدواء، بالإضافة إلى عدم تمكنه من الختان كباقي أقرانه، و هو على أبواب الدخول المدرسي في سبتمبر القادم. بعد الكثير من الإتصالات و المراسلات مع مختلف المؤسسات الإستشفائية في قسنطينة و العاصمة، استطاع الأبوان بعد جهد كبير توفير 10 علب من دواء " الويل براند " عن طريق الصيدلية المركزية للمستشفى الجامعي بقسنطينة التي ستتكفل أيضا بحقنها عند الضرورة، أولا في علاج أسنانه الأكثر تضرار بمعهد طب الأسنان الكائن بحي الأمير عبد القادر، الذي أجل أطباؤه علاجه إلى غاية شهر سبتمبر بسبب الإرتفاع الكبير في درجة الحرارة ، و الإحتفاظ بالعلب المتبقية في حال حدوث طارئ ما، لأن هذه العلب القليلة هي الوحيدة المتوفرة في الوقت الحالي. حالة ياسمين ( 5 سنوات) الصحية و إن كانت أقل خطورة من شقيقها إلى أنها تحتاج هي الأخرى بصورة ملحة إلى هذا الدواء كلما تقدمت في السن و إقتربت من مرحلة البلوغ، حيث أكد الأطباء أنها ستنزف حتى الموت في أول حيض لها، إذا لم تأخذ الدواء بصورة مستمرة لأشهر طويلة قبل وصول مرحلة البلوغ. مع مرور الوقت يزداد وعي ياسمين و ضرار بحقيقة مرضهما، كما أكدت الأم التي أخبرتنا أنهما حذرين أكثر فأكثر أثناء لعبهما في الخارج مخافة الوقوع و التعرض لجروح و لو في حوادث بسيطة لتجنب النزيف، فيما رفض بعض المعلمين في المدارس القرآنية قبولهم في صفوفهم مخافة تعرضهم لحادث ما و عدم قدرتهم على التحكم في الوضع. ولم يجد والدهما إلا طرق أبواب جريدة النصر من أجل إيصال صرخته إلى كل الجهات الصحية المعنية للتكفل بتأمين الدواء الذي من شأنه الحفاظ على حياة فلذات أكباده، بسبب ندرة هذا الدواء الغير متوفر في الوطن بسبب ندرة المرض، و يتم إحضاره حصريا من المخابر الصيدلانية الفرنسية بتكلفة باهظة تفوق بكثير إمكانياته المعدمة، لاسيما بعد أن أصبح عاطلا تماما عن العمل بعد وفاة والده الذي كان يعمل معه في رعي البقر و بيع الحليب، مناشدا كل الجهات العليا للتدخل، بالإضافة إلى ذوي القلوب الرحيمة الذين بإمكانهم مساعدته و لو بعلبة واحدة قد تنقذ حياة طفليه.