أبو جرة يدعو لحل البرلمان وتشكيل حكومة وفاق وطني موسعة صفحة المنشقين طويت وبئس الحركة إذا بنت مجدها على أربعة وزراء دعا أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى ما أسماه إعادة الأمل بخطاب مشابه لخطاب 15 أفريل من العام الماضي يكون متبوعا بآليات عمل ميدانية لتجاوز حالة الترقب الحالية، وطالب بحل المجلس الشعبي الوطني الحالي وانتخاب مجلس جديد سواء بعد تعديل الدستور أو قبله، كما طالب بتشكيل حكومة وفاق وطني واسعة القاعدة، واعتبر ا صفحة المعارضين الذي انشقوا عن الحزب قبل أيام مطوية، مؤكدا أن حركة مجتمع السلم هي حركة مؤسسات وعلى الجميع احترام قرارات هذه المؤسسات، لكنه أوضح أن المساعي قائمة مع جماعة عمار غول من أجل العودة وانتظار المؤتمر السادس بعد ثمانية أشهر فقط. اعتبر أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم صفحة عمار غول وزملائه الذي استقالوا قبل أيام من الحزب "مطوية" ، وقال في الكلمة الافتتاحية للدورة العادية لمجلس شورى الحركة التي افتتحت أمس بالعاصمة " البعض لم تعجبهم قرارات مجلس الشورى فاتخذوا طريقا آخر، نتأسف ونذكر هؤلاء بأن حمس هي حركة مؤسسات وعندما يصدر أي قرار عن مجلس الشورى على الجميع الالتزام والتسليم، أما من يقرر طريقا آخر فليتحمل وحده المسؤولية التاريخية والسياسية والأدبية فالحركة أوسع من الأشخاص"، وواصل يقول في ذات الاتجاه " إذا كان الله قد قال لا إكراه في الدين فكيف نكره نحن الناس على السياسة.. هذه صفحة نعتبرها مطوية لكن الجهود تبقى متواصلة لان أمامنا تحديات اكبر من أن يواجهها حزب أو تحالف". ولم يعط المتحدث حيزا كبيرا في كلمته لما حدث داخل بيت حمس عكس ما كان ينتظره الجميع، لكنه قبل ذلك فضل التذكير بمسار المشاركة السياسية للحركة مند يناير 1994 والى غاية الانتخابات التشريعية الأخيرة، كما ذكّر أيضا بالكيفية التي تتخذ بها القرارات داخل حمس ومنها قرار عدم المشاركة في الحكومة المقبلة الذي اتخذه مجلس الشورى في دورته الطارئة أيام 18، 19 و20 ماي الماضي مباشرة بعد الانتخابات التشريعية الذي دفع غول وبعض القيادات للتمرد. وفي تصريح هامشي له عقب كلمة الافتتاح اعتبر سلطاني ما حصل داخل بيت حمس من "إفرازات الديمقراطية"، لكنه أبدى نوعا من الاستياء من سلوك عمار غول وزملاء له في الحركة عندما قال انه "ليس طيبا أن كل من لم تعجبه قرارات المؤسسات ينفصل عنها.. لقد رسمنا قواعد اللعبة وإذا لم تحترم ما قيمة المؤسسات والديمقراطية ككل". وعاد الرجل الأول في حمس ليقول إن الحركة لا تخضع للأشخاص بل حركة مؤسسات، مشيرا إلى تواصل الجهود والمساعي مع جماعة المنشقين من اجل العودة خاصة وان المؤتمر السادس على بعد ثمانية أشهر، وقال في هذا الصدد انه طلب من المنشقين انتظار المؤتمر وطرح كل ما يرغبون فيه بما في ذلك تغيير الخط السياسي للحركة، وعندما سئل سلطاني عن مدى تجاوب المنشقين مع المساعي التي تحدث عنها رد بأن البعض تجاوب والبعض لم يجد ما يقول عندما سئلوا عن سبب استقالتهم، ملمحا انه من الصعب على البعض أن يقول إما أن أكون في الحكومة أو أستقيل، ليخلص إلى أن حمس حركة لا تخضع للأشخاص بل حركة مؤسسات بل وذهب إلى ابعد من ذلك عندما قال " بئس الحركة إذا بنت مجدها على أربعة وزراء". كما قال سلطاني أيضا انه يتحمل مسؤولية ما يحدث داخل حزبه مائة بالمائة، وانه لن يستقيل إلا في المؤتمر.. وانه ليس من أولئك الذين يرمون المنشفة بل سيقدم عهدته للمؤتمر المقبل، جازما أنه لن يكون ي هناك مؤتمر استثنائي كما يطالب البعض لأن المؤتمر الخامس على بعد ثمانية أشهر فقط. وقد جرت جلسة افتتاح الدورة العاجية لمجلس الشورى الوطني في أجواء عادية بحضور جميع الأعضاء عدا غياب العناصر التي قدمت استقالتها منها ثلاثة من المكتب الوطني هم محمد جمعة، أحمد لطيفي والحاج حمو مغارية، وثلاثة أيضا من مجلس الشورى منهم الوزير السابق عمار غول، اما عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام كمال ميدة فقد استقال من منصبه حسب عبد الرحمان سعيدي رئيس مجلس الشورى وقد حضر الدورة. في الجانب السياسي استعرض سلطاني الوضع السياسي في البلاد بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة وقال بشأنه انه حخلق حالة من الجمود في البلاد، وان الإصلاحات أخذت مسارا مغايرا لما كان يحلم به الشعب، وانه أريد لها أن توضع في وعاء واحد وان يعاد الوضع السياسي إلى ما قبل أكتوبر 1988 مع فارق واحد هو وجود تعددية لا تضيف شيئا، وبعد هذا العرض دعا سلطاني إلى حل المجلس الشعبي الوطني الحالي وإعادة الانتخابات إما بعد تعديل الدستور الذي طالب بأن يعرض على الاستفتاء الشعبي أو قبله، كما طالب بتشكيل حكومة وفاق وطني واسعة القاعدة، وتشكيل هيئة وطنية توكل لها مهمة مراجعة الدستور، ولجنة وطنية محايدة للإشراف على الانتخابات المحلية، مبديا استعداد حركته مناقشة فكرة الماركة في حكومة وفاق وطني موسعة اذا طرحت من اجل الجزائر فقط كما شدّد على ذلك. كما عاد سلطاني إلى الربيع العربي ليقول إن الجزائر لا تزال تتحرك في رواق مريح وان قرار إعادة ترتيب أوراقها لا يزال بيد أبنائها، لكن حذر من أن للوقت حساب آخر وما هو متاح اليوم قد لا يكون متاحا غدا أو بعد غد، وستختتم دورة مجلس الشورى اليوم بعد مناقشة العديد من الملفات منها على الخصوص ملف المنشقين والملف السياسي الذي اعتبره رئيس المجلس ملف الدورة بالنظر لما هو سائد في الساحة السياسية وبالنظر للاستحقاقات المقبلة.