المئات من التجار الفوضويين يتوافدون على مقاولات البناء بقالمة انتعشت سوق العمل بمشاريع البناء بقالمة مباشرة بعد إزالة الأسواق الفوضوية التي كانت تستقطب عددا كبيرا من ممارسي التجارة الموازية و الذين كانوا يعتبرون أنفسهم في عداد البطالين لتبرير الفوضى التي خلقوها بكبرى أسواق الولاية و داخل الأحياء السكنية و على الطرقات العامة حيث بدأت أعداد معتبرة من هؤلاء التجار بالتوافد على مقاولات البناء للحصول على منصب عمل مؤقت إلى غاية تسوية وضعيتهم في إطار الإجراءات الجديدة التي أقرتها الحكومة لتطهير المدن من الأسواق الفوضوية التي ظلت تشكل تحديات كبيرة أمام الاقتصاد الوطني و الأمن العمومي . و قال أصحاب مقاولات بناء بقالمة بأنهم بدؤوا بالفعل يستقبلون العديد من طالبي العمل و خاصة من الشباب الذين قضوا سنوات طويلة خلف طاولات بيع السجائر و الخضر و الملابس على الطرقات و نقاط البيع الفوضوية حيث دفعتهم التحولات الجديدة التي يعرفها قطاع التجارة الى البحث عن مصادر عيش أخرى بعيدا عن المطاردة و الفوضى و لم يجدوا أحسن من مشاريع البناء القادرة على استقطاب أعداد هائلة من اليد العاملة التي كانت تشتغل بالتجارة الفوضوية. و لا يستبعد بعض المقاولين استقرار بعض الوافدين الجدد إذا ما تلقوا أجورا محترمة تغنيهم عن العودة الى التجارة و متاعبها التي لا تنتهي. و كانت مقاولات البناء بقالمة قد اشتكت مرات عديدة من ندرة اليد العاملة سواء البسيطة أو المتخصصة الأمر الذي دفع بالكثير من أصحاب المشاريع الكبرى الى جلب العمالة من الولايات المجاورة لتغطية العجز الذي تعرفه ولاية قالمة في مجال اليد العاملة التي تحولت الى عملة نادرة بسبب عزوف القالميين عن التوجه الى قطاع البناء الذي يرونه قطاعا غير مجد و خاصة من الناحية المادية حيث تبقى أجور عمال البناء بقالمة الأضعف حتى الآن مقارنة بباقي القطاعات الأخرى سواء العمومية أو الخاصة. و قد ظل أصحاب مقاولات البناء بقالمة يشتكون من ندرة اليد العاملة و ذهب البعض منهم الى إلقاء اللائمة على مشاريع «أنساج» و الأسواق الفوضوية التي تحولت الى قبلة للباحثين عن العمل السهل و الربح السريع حتى و إن كان مصدره غير قانوني و معرض للزوال في أية لحظة كما حدث في الأيام الأخيرة بعد القضاء على مظاهر الفوضى التجارية التي ظلت سائدة بأسواق ولاية قالمة حتى كاد الأمر أن يخرج على نطاق السيطرة. فريد.غ