عرقلوا "فرسان الأهقار" وأعلنوا الحرب ضدي لإعتمادي الفصحى في أعمالي قالت المنتجة سميرة حاج جيلاني بأنها ضحية التهميش و الاقصاء لحد إعلان الحرب ضدها،و أنه قد تمت عرقلة مشروعها الجديد "فرسان الأهقار" و حرمت من تجسيد فيلم حول الشهيد العربي بن مهيدي رغم أنها كما شددت كانت سباقة لكتابة سيناريو حول مساره النضالي و الانساني و اقتراحه على وزارتي الثقافة و المجاهدين و سباقة للدعوة بإلحاح إلى إنجاز أعمال كثيرة تخلد الثورة التحريرية المجيدة و رموزها بالصوت و الصورة ،كما اشتكت من منع عرض فيلمها الثوري"عيسات إيدير"بالتظاهرات السينمائية على غرار أيام السينما و الثورة التي احتضنتها مؤخرا قسنطينة. مديرة شركة "فضاء لقاء" للإنتاج السمعي البصري الحاصلة على جائزة أفضل مسيرة و رئيسة مؤسسة في جانفي 2010 إثر انتاجها للفيلم و المسلسل الثوري حول مسار المجاهد النقابي الشهيد "عيسات إيدير"،أوضحت في اتصال بالنصر،بأنها تشعر بالإهانة و "الحقرة"و الاستياء و سوء تقدير جهودها بعد أن أفنت - على حد تعبيرها - عمرها في العمل من أجل الارتقاء بالفن و الثقافة كمسؤولة بوزارة الثقافة ثم كمنتجة . و شرحت بأن مشروع "فرسان الأهقار"حصل على كافة ترخيصات الانجاز لكنه معلق و لا تفهم أين يكمن الخلل و أين تم توقيفه ليصطدم بترسانة من الحواجز البيروقراطية رغم أنه كان مبرمج ضمن الأعمال التي من المقرر أن تجسد في إطار خمسينية الاستقلال. مشيرة بأن المخرج الذي أسندت له مهمة تجسيد مشروعها الجديد وهو الأردني كمال اللحام الذي سبق لها و أن تعاملت معه في فيلم ومسلسل "عيسات إيدير" ،حضر إلى الجزائر منذ خمسة أشهر و لا يزال هنا رهين الانتظار و الترقب ،و قد انتقل طاقم العمل إلى الجنوب الجزائري لاختيار أماكن التصوير و الديكور و بدأ عملية ال"كاستينغ" لاختيار الممثلين المناسبين لكن تم "توقيفه نظرا لكثرة العراقيل لتكسير الإرادات " على حد تعبيرها و تساءلت:"قدمت عملا ناجحا بشهادة الجمهور و المتخصصين هو عيسات إيدير و لا أفهم لماذا أعامل بهذه الطريقة المهينة؟". و أضافت :"أنا مستاءة من الظروف التي يمر بها الانتاج الجزائري و يعيشها المنتجون الجزائريون...لقد كنت سباقة إلى الدعوة إلى انجاز الكثير من الأعمال حول الثورة و رموزها بعد أن غبنت و غيبت طويلا و سرعان ما أصبحت هذه النوعية من الأعمال بمثابة موضة تستقطب من هب و دب من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بتاريخ الجزائر و الثورة ناهيك عن الانتاج. و أنا جد مستاءة لأن وزيرة الثقافة حرمتني من إنجاز عمل حول البطل العربي بن مهيدي لقد كنت سباقة إلى كتابة السيناريو بعد اتصالي بعائلته و أنفقت مالا من جيبي ثم تقدمت بسيناريو فيلم ومسلسل حول هذه الشخصية الفذة في 2009 إلى وزارة المجاهدين و وزارة الثقافة لكن الوزارة الأخيرة أسندت مهمة انجاز هذا العمل لمنتج آخر كتب السيناريو في وقت قياسي .فمن يحك رأسه كما يبدو يمكن أن يستولي على أفكار الآخرين و يصبح منتجا. لقد كتبت رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية و عقدت ندوة صحفية و طلبت من القاضي الأول للبلاد أن يأمر بتكوين لجنة للتحقيق حول توقيف المشاريع من طرف وزارة الثقافة." و أشارت إلى أن المدير العام للتليفزيون ربط إعطاء الضوء الخضر لتصوير "فرسان الأهقار"بترخيص من وزير الإعلام... و "تتواصل سلسلة العراقيل و تبقى المبالغ المالية المخصصة لتمويل المشاريع الخاصة بالاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال رهينة القرارات المعلقة و يبقى العديد من المنتجين مثلي متوقفين عن العمل" قالت محدثتنا بتأثر شديد. و أضافت بأن التليفزيون الجزائري لديه دين لم يسدده لشركتها التي كلفت بالإنتاج التنفيذي لفيلم ومسلسل "عيسات إيدير"لكن لا حياة لمن تنادي ..مؤكدة بأنها دفعت 30 بالمائة من التكاليف من جيبها الخاص و شددت:" اعطونا حقنا و اعطوا للثورة حقها". و تتوجه المنتجة بجملة من التساؤلات إلى المسؤولين في ما يخص ما تم انجازه في إطار الاحتفالات بخمسينية الثورة مقابل الملايير من الدنانير و قالت بهذا الخصوص:"حتى الأعلام المعلقة ذات أحجام صغيرة لا تليق بمناسبة كبيرة كهذه... و كأن الاحتفالات اختزلت في لوحات و لافتات إشهارية بمدخل مطار هواري بومدين بالعاصمة!!" ،و استدركت بأن الحكومة الجزائرية وفرت كل الوسائل و الامكانيات لتخليد الذكرى الغالية لكن المشكل حسبها في من يسيرها و ينفذ المشاريع. و اعترفت المنتجة بأن حالتها النفسية سيئة جدا و تحاصرها باستمرار مجموعة من علامات الاستفهام و التعجب نظرا لحبها الشديد لعملها و بلادها حيث أنهت حديثها بالقول:"ليس مشروع "فرسان الأهقار"وحده معلق لقد قدمت أيضا لوزارة المجاهدين سيناريو فيلم يجسد لأول مرة نضال شهيدة جزائرية هي مريم بوعتورة لكنني لم أتلق لحد اليوم أي رد .هل هذه الحرب مردها اعتمادي على اللغة العربية الفصحى في "عيسات إيدير"بدل اللهجة الدارجة المفضلة لدى الكثيرين؟ لقد اخترتها لكي يفهمها كل العرب".