العازف نصير شمة يناجي حبيبته بغداد في ليلة أندلسية ليلة حالمة عاشها جمهور المسرح الجهوي بقسنطينة رفقة العازف العراقي نصير شمة الذي حرك الأشجان بأوتار العود في وصلات استعادت أمجاد الموسيقى الشرقية من زمن زرياب والعهد الأندلسي. الطبعة الأولى من فعاليات ليالي العزف العالمي التي ينظمها الديوان البلدي لترقية النشاطات الثقافية والفنية بقسنطينة، كانت من توقيع الفنان نصير شمة، الذي قدم في سهرة أول أمس أطباقا موسيقية بإيقاعات شرقية ساحرة على آلة العود تجاوب معها الجمهور الى آخر السهرة، لما احتوته تلك المعزوفات من مقاطع تنم عن رهافة حس صاحب الرباعيات الأشورية. الحفلة كانت عبارة عن لوحات موسيقية تؤرخ ل "زمن الوصل في الأندلس" لأنها ببساطة كما عبر الفنان عنها هي لحظات التوحد بين الصفاء والجمال بعناوين وألوان موسيقية مستخلصة من التاريخ العربي. استهل الفنان نصير شمة حفلته بمقطوعة "صفاء" تبعها ب "ليالي الحلم" ف "لحظة صفاء" الى أن يناجي حبيبته "بغداد" التي يرى أن العودة اليها عسير بعد كل الذي جرى ويجري لها، ثم يغامر بالعود عبر رحلة من أشور الى اشبيلية ويحط الرحال بأم المدائن قسنطينة، التي قال أن الرجوع اليها ليس عصي، مبهرا جمهوره بايقاعات جمالية تجسد عشقه لهذه المدينة التي تحمل مواصفات "أشور" بالعراق، فعزف على صدى النهر والصخر والجسور أجمل اللوحات التي استلهم منها الطبيعة والتراث والحضارة. ولم يخف الفنان نصير شمة عشقه لهذه المدينة، حيث قال أنه سيعود في شهر نوفمبر القادم بفريق لتصوير فيديو كليب يخص أعماله الفنية التي يحمل جزء منها مكانة مدينة قسنطينة وقيمتها كمحاضرة ومدينة لها مميزات خاصة. السهرة كانت من البداية الى النهاية عبارة عن معزوفات موسيقية حال فيها العود بأوتار نغمية حركت مشاعر الجمهور الساهر الذي كان يقاطع تلك الايقاعات بتصفيقات حارة تعبيرا وعرفانا بقدرة هذا الفنان الوفي للعود العربي الأصيل. ويلاحظ أن كل المقطوعات التي قدمها كانت بذاكرة موصولة بالتاريخ فكما "عزف مقطوعة" بغداد كما أحب" هتف للحرية بسيل جارف يدفعه الحنين الى تلك الليالي الحالمة في "ليالي الحلم" كتابة وتصويرا. وقد وفق في خلق حالة انسجام بين القاعة والمقطوعات الموسيقية التي ظل يعزفها بعوده حتى اكتملت السهرة التي كانت عربية مشرقية بامتياز. للاشارة فإن أغلب الأعمال التي قدمها الفنان نصير شمة تعرض لأول مرة بمدينة قسنطينة، كما أكد الفنان بنفسه وهو يقوم بدراسات وبحوث حول جوانب الموسيقى العربية.