الجمهور القسنطيني يكتشف مهارة العازف السوري فرحان جوان السهرة الثانية من ليالي العزف العالمي التي تجري فعالياتها بالمسرح الجهوي بقسنطينة كشفت عن نجوم من طراز فريد في العزف على الآلات الموسيقية بمختلف ايقاعاتها، مثل آلة الساز والباتري والبيانو، والباص وغيرها من الآلات التي اخترقت الصمت وجذبت اهتمام الساهرين الذين توافدوا على المسرح الجهوي بأعداد كبيرة. افتتح السهرة النجم السوري فرحان جوان بمعزوفات على آلة "الساز" وظهر هذا الفنان منبهرا بالموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، حيث قدم مقطع "ماء الورد" من رمل الماية التي قال أنه اكتشف ايقاعها سنة 2008، وقوبل عزفه بتصفيقات حارة من القاعة. ولم يخف فرحان جوان اعجابه بالموسيقى والتراث الغني الجزائري، معتبرا رصيد الخزانة الفنية الجزائرية كنز وذخيرة للذاكرة الفنية، وعند عزفه لإحدى المقطوعات الموسيقية كشف للجمهور إلمامه ومعرفته بخصوصية الايقاع الفني الجزائري الذي تتناوله أعمال الفنانين الجزائريين أمثال الفنان كمال مسعودي الذي حياه بلوحة فنية تخليذا لروحه وقبل أن يختم عرضه قدم مقطوعة بعنوان "بين النخيل" شاركه فيها ثلاثي من تلامذة "بيت العود" القسنطيني. للاشارة فإن فرحان جوان الذي سيكون أحد المدرسين في بيت العود القسنطيني، هو من خريجي بيت العود العربي بالقاهرة، سبق وأن أطر تلاميذ بيت العود فرع قسنطينة في تربصين سنة 2007 و 2008 وهو أيضا من تلاميذ الأستاذ نصير شمة. الجزء الثاني من السهرة تضمن عرضا موسيقيا لفرقة "فيوسناتريد" من مدينة تولوز بفرنسا، حيث قدم أفرادها عرضا موسيقيا على آلة الباص والبيانو، والباطري. وتتشكل هذه الفرقة التي تزور مدينة قسنطينة لأول مرة من العازفين باترين كولوتزيش، ولورون جيليا، وريك لودزانو. وقبل تقديمها للعرض وجدنا عناصرها يتدربون مع عازفين جزائريين عبر حوار موسيقي منفتح على مختلف الطبوع العالمية، وقد أبدى العازفون الجزائريون تجاوبهم مع نظرائهم الفرنسيين الذين قدموا تجاربهم في شكل أداء جماعي يمزج بين الآلات الموسيقية المتداولة في مختلف الطبوع، وهو ما أعطى نكهة في هذا اللقاء الذي قال عنه العازف جبران بلحمر أنه لم يكن مبرمجا، وإنما جاء بطريقة عفوية أمام إلحاح ورغبة الفنانين الجزائريين في الاحتكاك والتواصل مع الفنانين الأجانب من أجل الاستفادة والافادة أيضا في المجال الفني ان فعالية ليالي العزف العالمي قد خلقت أجواء فنية ضمخت ليالي رمضان بعطر الموسيقى العالمية على مدار ثلاثة أيام، حيث أسدل الستار على نشاطاتها أمس بحضور لافت للجمهور القسنطيني.