بلخادم ينزل إلى القاعدة لاسترجاع المبادرة من خصومه غاب أمس وزراء جبهة التحرير الوطني عن اجتماع هام للمكتب السياسي للجبهة، خصص للإعداد لدورة اللجنة المركزية المقررة أواخر شهر جانفي و مطلع شهر فيفري القادم ، ما يترجم حسب مصادر من الحزب الخلاف القائم بين أمين العام الوزراء الأعضاء في المكتب. و فضل الوزراء عدم المشاركة في الاجتماع، في ظل الحديث عن اعتزام أمين عام الجبهة تنحيتهم من مناصبهم في إطار تغيير جزئي للمكتب السياسي يطال ما بين خمسة إلى سبعة أعضاء. و تفيد مصادر مقربة من الأمين العام للجبهة، أن التيار أصبح لا يمر فعلا بين بلخادم و الوزراء الأربعة وهم عمار تو (أقدم عضو في المكتب السياسي رفقة بلخادم) و رشيد حراوبية و الطيب لوح و عبد العزيز زياري, في ظل الحديث عن مطالبتهم لهم بالتنحي من منصبه و تعيين أمين عام مؤقت إلى غاية المؤتمر الاستثنائي. و يكون تسريب اعتزام بلخادم تغيير تركيبة المكتب السياسي وضم عناصر من المعارضة، وراء تحالف الوزراء ضده ، والذين استبقوا خطوة التغيير بالترويج لمطالبتهم له بالرحيل من منصبه. و يوحي التحاق الوزراء بقائمة المطالبين برحيل الأمين العام بتوسع دائرة المعارضة، في الحزب، لبقاء بلخادم في منصبه الذي يشغله بصفة رسمية منذ 2005. و تجاهل بيان المكتب السياسي الإشارة إلى الوضع الداخلي للحزب مكتفيا بالإشارة إلى تحديد تاريخ دورة اللجنة المركزية وجدول أعمالها الذي يضم "الوضع النظامي ونتائج الانتخابات ومشروع اقتراحات تعديل الدستور ومشروع ميزانية الحزب بناءاً على برنامج نشاط الحزب في سنة 2013". و تحسبا لاجتماع اللجنة المركزية المقرر في أواخر شهر جانفي ومطلع فيفري المقبل برمج المكتب السياسي ندوات جهوية للمنتخبين المحليين بداية من نهاية الأسبوع المقبل تحتضن المدية أولها، بمشاركة البرلمانيين المنتخبين المحليين وأعضاء اللجنة المركزية و تتوج هذه الندوات بندوة وطنية للمنتخبين يحدد تاريخها لاحقا. و يشرف الأمين العام للحزب وأعضاء المكتب السياسي على هذه الندوات. و وقع الاختيار على المدية ،سطيف ،العاصمة، قسنطنية، برج بوعريريج وسيدي بلعباس لاحتضان هذه اللقاءات الجهوية و سيتم لاحقا تحديد موعد الندوة الوطنية حسب التعليمة الموجهة إلى أمناء محافظات الحزب وجاء في التعليمة التي تحوز النصر على نسخة منها أن هذه الندوات تنخرط في إطار برنامج الحزب و تفعيل الساحة السياسية والتحسيس بالمستجدات، في مقدمتها ما أفرزته نتائج الانتخابات الأخيرة. وتهدف الندوات أيضا حسب التعليمة إلى توجيه المنتخبين في "مجال تجسيد الإصلاحات السياسية التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية ربيع 2011 في أرض الواقع، وما ينتظرهم من مهام جسام في استكمال تنفيذ برامج المخطط الخماسي الحالي 2010/2014". و يراهن بلخادم على ولاء المنتخبين الوطنيين المحليين في مواجهته مع خصومه في اللجنة المركزية، ويحمل كثير من المنتخبين مظلة مزدوجة، أي عضوية اللجنة و عهدة انتخابية. و يشتبه خصوم بلخادم في وجود أجندة خفية له من خلال دعوة المنتخبين للاجتماع، ويري متتبعون انها خطوة الهدف منها إعادة بناء الحزب على قاعدة تتشكل من المنتخبين، بدلا من التركيبة الحالية التي تتشكل من أنصار الشرعية التاريخية و بعض بقايا الحزب الواحد، و المناضلين القدامى، الرافضين، لتسليم المشعل، حيث آن معدل العمر الحالي لمسؤولي الجبهة هو الأعلى مقارنة بالأحزاب المنافسة، بما فيها الأحزاب العريقة أو تلك إلى غرفت من وعاء الأفلان.