الإعلام العربي لا يخدم المنشدين الجزائريين يعتبر المنشد الأردني ذي الأصول الفلسطينية غسان أبو خضرة من أبرز الفنانين في مجاله، حيث رفع راية المسلمين ولواء الأنشودة الدينية في مختلف المحافل الدولية والمهرجانات التي شارك فيها. تقربنا منه على هامش المهرجان الدولي للسماع الصوفي الذي احتضنته مدينة سطيف و فاجأنا بالقول أنه يزور الجزائر للمرة الرابعة وكذا فخره بالجزائريين الذين يساندون القضية الفلسطينية قلبا وقالبا حكومة وشعبا، كان الحديث معه شيقا. إذا طلبنا منك تقديم نفسك لقراء النصر فماذا ستقول ؟ شكرا جزيلا على هذه الالتفاتة الكريمة،غسان أبو خضرة من مواليد سنة 76 في مدينة عمان بالأردن، فلسطيني الأصل و أعيش حاليا بالأردن بلدي الثاني، أعمل في مجال تنظيم الحفلات و الإنتاج الفني و قارئ للقرآن الكريم، وفي بعض الأحيان أعمل كإمام و مقرئ في صلاة التراويح في بعض الدول الغربية و العربية إلى جانب كل من أمريكا و كندا، أما عملي الأساسي فهو الإنشاد الديني. ما مفهومك للسماع الصوفي والأنشودة الدينية؟ -السماع الصوفي مقتبس من الإنشاد أو من الغناء و هو في حد ذاته غناء لكنه متخصص في المدح النبوي، حيث يتميز بالالتزام التام بمدح الرسول (ص) و الحب النبوي و الرباني و الذات الإلهية عن سائر التنوعات الإنشادية و الغنائية الأخرى، و ذلك بكلامه الراقي و معانيه الفكرية السامية كحقيقة تبعث في النفس الأمل. شاركت في الطبعة الأولى التي احتضنتها تلمسان حدثنا عن ذلك ؟ - نعم شاركت في الطبعة الأولى « لتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية «، وكانت بالنسبة لي تجربة رائعة مكنتني من الاحتكاك بمنشدين وفرق عالمية مهمة، حيث اكتشفت من خلال هذه التظاهرة التي تميزت بمستوى رفيع أن الجزائر أصبحت قبلة لأكبر المنشدين في العالم ومزار العديد من الفرق. هي ثاني زيارة لك للجزائر ؟ - ربما سأفاجئك لو قلت لك بأنها المرة الرابعة التي أزور فيها الجزائر بلدي الثالث بعد فلسطين والأردن، حيث زرت من قبل العديد من المدن الجزائرية للمشاركة في الكثير من المهرجانات والإحتفالات خصوصا ذات الطابع الديني، فلم يحدث يوما أن رفضت دعوة من الجزائر التي أفتخر بها كثيرا، ويزيد شوقي للعودة إليها في كل مرة خصوصا في ظل دعمها شعبا وحكومة للقضية الفلسطينية، قضية كل العرب والمسلمين. وكيف وجدت مدينة سطيف وجمهورها ؟ - جمهور مدينة سطيف، مدينة الهضاب العليا مميز جدا، فقد وصلتني عنه من قبل أصداء جميلة جعلتني أتمنى بشدة الوقوف أمامه، والحمد لله إستجاب الله لدعائي، لأفاجئ في أول لقاء جمعنا بتفاعله الكبير معي و أرجو أن أكون وفقت بفضل الله في إيصال كلمة راقية و سامية تحمل كل معاني الإخاء و المحبة لهذه الآذان الطيبة. منذ متى دخلت عالم الإنشاد؟ - لدي اثنان و عشرون سنة في مجال الإنشاد و لكني لم أتذوق طعم الفن إلا على مسارح الجزائر، و هذه ليست مبالغة إنما حقيقة أحس بها فعلا ، حيث شعرت أنني أمام الجمهور الجزائري أستطيع كما أطمح تقديم الشيء المتميز البناء و الصالح الذي يفيد الآخرين كما فعلت في سطيف. حدثنا عن حفلاتك التي قدمتها في العديد من البلدان الأخرى -أحييت خلال مسيرتي الفنية العديد من الحفلات في مختلف المناسبات خصوصا الدينية، حيث وصلني عدد معتبر من الدعوات للمشاركة في تظاهرات إنشادية أو المهرجانات أو لحضور بعض المؤتمرات، مما سمح لي بزيارة العديد من الدول العربية و الأجنبية كماليزيا، أستراليا، أمريكا، كندا و غيرها. هل تستطيع برأيك المهرجانات الدولية الخاصة بالأناشيد الدينية منافسة المهرجانات الغنائية؟ - أن تقام مهرجانات خاصة بالمديح النبوي أو الإنشاد الصوفي في كافة الدول العربية و المسلمة فهذا شيء جميل جدا، و لكن المهرجانات الغنائية الأخرى تجد هي أيضا من يدعمها و يشجعها، و لا يسعنا إلا أن نطمح في أن منافسة الإنشاد للغناء لكي يطغى عليه، و لذلك أتمنى أن تقام مهرجانات الإنشاد و السماع الصوفي في نفس أماكن المهرجانات الغنائية الأخرى مثل تيمقاد و جرش، و أن تحضى هي أيضا بالدعم المادي و الإعلامي نفسه، من قبل أصحاب رؤوس الأموال مثلا أو من قبل مؤسسات ترعى هذا الفن ليرتقي و يسمو ليصل إلى كل ربوع العالم و كل أطياف المجتمع. ما هي الرسالة التي تقدمونها عبر الإنشاد الديني؟ - رسالة الإنشاد واضحة و مختلفة عن الفنون الأخرى التي لا تنفع من وجهة نظري الأمة بكلامها، فنحن بحاجة إلى فن هادف يدعو إلى الله سبحانه و تعالى و أملنا جذب كل إنسان غير ملتزم إلى الإستقامة، لما يحتويه هذا الفن من معاني فاضلة. ما تعليقك على فوز المنشدين الجزائريين بمنافسات دولية؟ - الجزائر لديها طاقات ضخمة جدا و تزخر بخيرة الفرق و هناك فرق جزائرية مميزة جدا و هذا ما لاحظته من خلال تجوالي في هذا البلد الجميل، فهناك تميز جزائري في الأداء الفني، لكن للأسف الإعلام العربي لم يخدم الجزائر في هذا المجال كما خدم الخليج، سورية و الأردن مثلا، وذلك لأن بعض القنوات نشأت من الخليج و دول عربية أخرى . هل من كلمة أخيرة نختم بها الحوار؟ - أريد أن أوصل عبر جريدتكم كل التقدير و الإحترام لإخواني الجزائريين و أتمنى لهم التوفيق في إقامة و إحياء مهرجانات مماثلة، من أجل تبادل ثقافي مفيد بين الشعوب المسلمة، كما أشكر جزيل الشكر القائمين و المشرفين على هذا المهرجان على حفاوة الضيافة و حسن التنظيم .