بداية مرحلة الحل السياسي في مالي تقلصت ساحة المواجهة في مالي بين الجنود الفرنسيين و عناصر الجيش المالي من جهة و بين المقاتلين المسلحين من الإرهابيين من جهة ثانية لتبدأ مرحلة البحث عن حل سياسي للأزمة المالية. باريس حثت باماكو المدينة لها بالحفاظ على سلامة وحدتها الترابية على التحاور مع التوارق و المتمردين بشكل عام لبناء نظام سياسي مستقر، و قال رئيس الديبلوماسية الفرنسية لوران فابيوس أمس أن “على الحكومة المالية التحاور مع السكان في شمال مالي" من التوارق و من غيرهم من العرقيات ومن ضمنهم “الجماعات المسلحة غير الإرهابية التي تعترف بوحدة تراب مالي" في إشارة واضحة الى الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي سيطرت على مدينة كيدال قبل وصول الجنود الفرنسيين إليها أمس و منعت الجنود الماليين من دخولها، كما تريد باريس أن يشمل الحوار الوطني المنتظر في مالي لبناء قاعدة للحكم الجديد جماعة منشقة عن حركة انصار الدين الإرهابية يتزعمها اغ إنتالا من قبيلة إيفوغاس التارقية الكبيرة و القوية. من أديس أبابا رد الرئيس المالي المؤقت ديونكوندا تراوري على طلبات فرنسا و قال ان بلاده تترقب تنظيم انتخابات قبل نهاية شهر جويلية المقبل ستكون ديمقراطية و مفتوحة لجميع القوى السياسية و ستكون انتخابات موثوق بها، و قال الرئيس المالي أن بلاده ممتنة للمجتمع الدولي الذي ساعدها في محنتها و شكر الدول المانحة لمساعدات مالية بلغت قيمتها 455.53 مليون دولار لتمويل مهمة “ميسما" التي أقرها مجلس الأمن الدولي و أضاف تراوري أن البعثة الأفريقية المنتظر نشر قواتها التي سيصل تعدادها سبعة آلاف جندي ستقوم بفضل المبلغ الممنوح لمهمة “ميسما" بمواجهة العصابات الارهابية في شمال مالي و تقديم الدعم الإنساني للاجئين و النازحين و المشردين في البلاد، مؤكدا التزامه بقيادة المرحلة الانتقالية في مالي بهدف إعادة بسط سلطات البلاد عبر كامل اراضيها و استعادة الشرعية الدستورية من خلال تنظيم الانتخابات خلال الأشهر الستة القادمة. من جانبها قالت مفوضة الإتحاد الإفريقي الدكتورة أنكوسانزا دولاميني زوما في اجتماع مع ممثلين كبار من دول غرب إفريقيا “إيكواس" أنه من الضروري العمل على إنجاح المرحلة الانتقالية في مالي و انجاح الانتخابات و تحرير شمال البلاد من قبضة المسلحين المتشددين. فرنسا في هندستها للحوار الوطني في مالي ترى أنه من المنطقي أن يشمل الحوار القبائل المتواجدة في شمال مالي من بينها التوارق و العرب وهم الغالبية إلى جانب مختلف العرقيات و قال خبير فرنسي في شؤون المنطقة لوكالة “فرانس براس" أن المرحلة الأخيرة من العمل العسكري إنتهت لتبدأ المرحلة الأولى من العمل السياسي و من الضروري ان يبدأ الحوار و التفاوض مع قبائل التوارق الذين يقبلون بالتعاون مع فرنسا و مالي لكي يعترف لهم بحقوقهم المشروعة و من خلال ذلك الاعتراف السياسي بالوضع الجديد من طرف دول الجوار. و طلبت فرنسا من باماكو الشروع في حديث مع ممثلي سكان الشمال من منتخبين محليين ومنظمات المجتمع مدني و حتى الجماعات المسلحة غير الإرهابية التي تعترف بوحدة تراب دولة مالي،و كان البرلمان المالي قد صادق أمس الأول على وثيقة خارطة طريق لمرحلة ما بعد الحرب في البلاد من بين نقاطها التحاور مع بعض المجموعات المسلحة في إطار بناء سياسة مصالحة وطنية، و كانت واشنطن قد نبهت باريس أمس إلى أن النزاع المسلح في مالي يجب ان يكون له حل سياسي من خلال تنظيم انتخابات. و كان قائد القيادة العسكرية الأمريكية لمنطقة أفريقيا “أفريكوم" الجنرال كارتر هام قد اعترف بنقص مواد التدريب التي منحتها الولاياتالمتحدةالأمريكية لجنود مالي الذين تدربوا على أراضيها و منهم قائد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة أمادو توماني توري النقيب سانوغو قبل سيطرة الإرهابيين على أجزاء البلاد الشمالية و قال أن واشنطن يجب أن توفر في تدريباتها لجنود الدول الافريقية مستقبلا ما يجعلهم يتخلون عن الذهنية الانقلابية و يخضعون للشرعية الشعبية التي تمنحها لهم السلطة السياسية المنتخبة ديمقراطيا. ع.ش