على الرغم من فشل "الخضر" في المرور إلى الدور الثاني وإكتفائهم فقط بالدور الأول، إلا أن رئيس الإتحادية الجزائرية روراوة كان عند وعده وحافظ على النّاخب الوطني "وحيد حليلوزيتش" على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني.. إذ سيكمل هذا الأخير - إن أراد - مهمته، خاصة أن "الفاف" فضّلت الإستقرار والبناء، على العودة إلى الصّفر متبنية مشروع حليلوزيتش وإن كان "الخضر" قد خيّبوا الجميع بخروجهم من الدور الأول وبطريقة لم يتوقعها أحد، وسيكون المنتخب الوطني على موعد مع هدف جديد وهو تصفيات كأس العالم، إذ سيتحدّد مصير "الخضر" بعد أشهر قليلة وكذلك مستقبل "حليلوزيتش" معه. روراوة يُفضّل الإستمرارية رغم الإشارات التي أرسلها وحيد وكان رئيس الإتحادية قد صرّح قبل إنطلاق المنافسة أنه سيحافظ على "حليلوزيتش" مدرباً مهما كانت النتيجة التي سيُسجلها "الخضر"، وهو ما حصل، إذ جدّد روراوة تأكيده أن "كوتش وحيد" سيبقى على رأس "الخضر" مُفضّلاً الإستمرارية والسماح للمدرب بتنفيذ بقية مشروعه، خاصة أنه يدرك أن الحظ خان المنتخب في هذه الدّورة رغم أنه كان يمكن الذهاب إلى أبعد من هذا، ولو أن "حليلوزيتش" بعد نهاية المباراة بدأ بالحديث عن مستقبله، مشيرا إلى أنه سيرتاح أسبوعاً وبعدها سيُقرّر، وإن كانت المعطيات، رغم العروض، تشير إلى بقائه في منصبه بناءً على لغة الخطاب التي يعتمدها مع لاعبيه. إجماع في الجزائر أن بقاء حليلوزيتش حتى لا نخسر 18 شهراً ويبقى الإجماع كبيراً في الجزائر على أن بقاء "حليلوزيتش" هو عين الصواب، ما تجلى من خلال عمليات الإستفتاء عبر مختلف المواقع الإلكترونية، إذ يُريد أغلبية الجزائريين أن يواصل "الكوتش وحيد" عمله حتى لا يتحطّم مشوار 18 شهراً من العمل المتواصل، لأن تغيير المدرب بالنسبة للجميع يعني العودة إلى الصّفر والبداية بمشروع قد ينجح أو يفشل، بينما أمام المنتخب أهداف عليه تحقيقها، خاصة في تصفيات كأس العالم والبداية بمباراة البنين بعد 40 يوماً من الآن، وهو ما يفسّر موقف الجزائريين الذين تناسوا الخيبة بسرعة كبيرة وغفروا للفرانكو-بوسني أخطاءه وهفواته التكتيكية فقط لأجل المستقبل. فشل في الهدف الأول والهدف الثاني سيٌعرف في ظرف 8 أشهر وكان "حليلوزيتش" مطالبا بتأهيل المنتخب الوطني على الأقل إلى نصف نهائي كأس إفريقيا، بالإضافة إلى الوصول إلى المونديال، وبالخروج من الدور الأول، فإن "الخضر" و"حليلوزيتش" باتوا أمام هدف واحد وهو كأس العالم، علماً أن هذه المنافسة ستتضح فيها الأمور بعد 8 أشهر من الآن، إذ يتوجب على المنتخب الوطني تحقيق المرتبة الأولى في مجموعته (يلعب إلى جانب مالي، البنين ورواندا) شرطا رئيسيا قبل لعب مباراة فاصلة بعد نهاية التصفيات (أكتوبر ونوفمبر) سيتحدد على ضوئها إن كان "حليلوزيتش" قد نجح في مهمته أو فشل فيها. النجاح في التأهل إلى المونديال يضمن له البقاء حتى جوان 2014 وبالنسبة ل"حليلوزيتش"، فإنه لم يتصور هذه الخيبة ولم يتقبل إلى اليوم الطريقة التي خرج بها المنتخب الوطني رغم المردود الجيّد ورغم الآمال التي علقت على هذا المنتخب، ما جعله يؤكد للاعبيه مباشرة بعد مباراة الطوغو أنه عليهم التأهل إلى كأس العالم حتى ينسى الجمهور الجزائري الإقصاء، وبالنسبة له هو أيضا كمدرب طموح فإن لا شيء يعوضه عدا التأهل إلى المونديال، رغم أنه يعرف أن المهمة ستكون صعبة للغاية، ولكن يبقى هذا الهدف مشروعا بالنسبة ل"حليلوزيتش" الذي تبنى مشروعا بدأ بالفشل (في نهائيات كأس إفريقيا) ويريد أن ينهيه بنجاح من خلال التأهل إلى كأس العالم، خاصة أن ذلك سيكفل له العمل في هدوء عدة أشهر، أي إلى غاية المونديال (جوان 2014). نجمو. س