الإعدام لزوج قتل زوجته وسلّم نفسه للدرك في شتمة ببسكرة أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء بسكرة مساء أمس الأول حكم الإعدام في حق زوج قتل زوجته عمدا ببلدية شتمة في بسكرة نهاية شهر أكتوبر الفارط . تفاصيل القضية وبحسب ما دار في جلسة المحاكمة تعود إلى ليلة 31 أكتوبر 2012 . ففي تلك الليلة وبحسب ما جاء في تصريحات المتهم (38 سنة) خلال كافة مراحل التحقيق وما أكده خلال المحاكمة كان هذا الأخير يجلس رفقة زوجته ، 32 سنة ، في صالون البيت وبعد أن خلد ولديه للنوم (طفل لديه سنتين وطفلة عمرها 6 أشهر) دار بينهما حوار حول قضايا عائلية ما لبث أن تطور إلى شجار شفهي وسب وشتم بين الطرفين . ليقوم بعدها الزوج حسب تصريحه بأخذ سكين كان موضوعا بجانب التلفاز وأخفاه عن أنظار زوجته بعدما قرر وضع حد لحياتها ، حيث اقترب منها وأغلق فمها بيده اليسرى حتى لا تصرخ وقام بتوجيه عدة طعنات نحو جسدها مستهدفا على وجه التحديد رقبتها التي كشف تقرير الطبيب الشرعي تعرضها ل 8 طعنات عمقها 2 سم إضافة إلى 21 جرحا على مستوى الوجه وكدمات عديدة في مناطق مختلفة من جسدها. بعد ذلك غادر الزوج باتجاه غرفة النوم ليعود بعد 15 دقيقة ويجد زوجته جثة هامدة. بعدها قام بغسل ثيابه من الدم كما قام بجر جثة الزوجة ونقلها للحمام أين قام بتغيير ملابسها الملطخة بالدماء بأخرى نظيفة وقام بتغطيتها ببطانية بعد أن جر الجثة مرة أخرى باتجاه الصالون. و أضاف المتهم أنه اتجه بعد ذلك إلي غرفة نوم طفليه وهناك بقي مستيقظا إلي غاية الصباح. جار المتهم باعتباره شاهدا صرح أمام المحكمة أنه في حدود الثامنة من صباح 31 أكتوبر قدم جاره (المتهم) وأخبره بأن زوجته ماتت ولم يخبره أنّه قتلها ، فطلب منه إخبار والده بالأمر ، وعند قدوم هذا الأخير صارحه المتهم بأنه قتل زوجته ، فطلب منه التنقل للتبليغ عن الجريمة فلم يعارض وانتقل الثلاثة إلى مقر فرقة الدرك للتبليغ . وأمام اعتراف المتهم بجريمته سأله القاضي عن سبب إقدامه على فعلته ، فأشار إلى خلافات عائلية وقال أن علاقته بزوجته التي طلقها مرتين بعد زواجهما سنة 2002 بدأت تسوء في السنوات الأخيرة بعدما طالبت بسكن خاص كونهما يقيمان في مسكن ملك لوالده ، وقال بأنها طالبت بأمور لا يطيقها كالسكن والسيارة ، وأشار إلى أنها أصبحت تتهكم عليه بسبب ذلك كلما نشب بينهما شجار . وربط إقدامه على جريمته بتدخل زوجته في أمور تخصه وحده كما قال. والمثير في تصريحاته أنه طلب من القاضي مساعدته من أجل الحصول على عقد ملكية السكن الذي يقيم به حتى يتمكن من ربطه بشبكة الماء بطريقة قانونية. ليبقى بذلك السبب الحقيقي للجريمة مبهما وغامضا أمام هيئة المحكمة ، مما جعل القاضي يطلب من المتهم مصارحته بالسبب بعدما شك في تدهور العلاقة الجنسية بين الزوجين ، غير أن المتهم نفى ذلك. والغريب في تصريحات المتهم هو توقعه لحكم الإعدام عندما أعلمه رئيس الجلسة بأن القاتل يقتل فرد عليه بالقول أن : النفس بالنفس. وهو ما أثار دهشة الحضور ، والأكثر غرابة أنه قال للقاضي بعد أن طلب منه المزيد من التفاصيل : ليس لديّ ما أقول فكل شيء مُبيّن لديك في أوراق الملف. دفاع المتهم دخل مباشرة في سرد محاضرة في علم النفس حول مرض موكله الذي يطلق عليه حسبه داء الانفصام العقلي الزوجي ، وهو مرض تبدو كافة أعراضه على المتهم ، ومنها أن المريض به يقوم دوريا بكمائن لزوجته في البيت ويفتش ملابسها ، يراقب مكالماتها ، يشك في كافة تصرفاتها وكلامها ، ويصاب باكتئاب نفسي مصحوب بضعف القدرات الجنسية وقد يؤدي حسبه إلى درجة قتل الزوجة ، وهو ما قام به موكله كما قال . ورغم كل ذلك يبدو في نظر الآخرين أنه شخص عادي. وطالب من المحكمة نظرا لذلك بإجراء خبرة طبية نفسية لموكله في مستشفى الأمراض العقلية المتخصص ملتمسا ظروف التخفيف كون موكله المريض يمكن أن يشفى من مرضه ويعود للحياة بشكل طبيعي ويتمكن من رعاية ولديه . غير أن هذا التفسير دحضه ممثل الحق العام الذي أشار إلى أن المريض نفسيا لا يعفى من تحمل تصرفاته الجنائية بنص القانون الذي يعفي فقط المصابين بأمراض عقلية ، وطالب بتسليط عقوبة الإعدام. ذباح . ت