بلعياط يلح على التريث في عقد دورة اللجنة المركزية حتى تحقيق توافق يصرّ عبد الرحمان بلعياط أكبر أعضاء المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني سنا ومنسق المكتب في المرحلة الحالية على عدم التسرع في عقد دورة اللجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد خلفا لبلخادم حتى يحصل توافقا بين الأعضاء على من سيتولى المنصب، بينما يرى بعض أعضاء اللجنة أن بلعياط والمكتب السياسي ليست لهم أي أسباب مقنعة لإطالة حالة شغور منصب الأمين العام تحت ذريعة التوافق، محذرين من أن يغذي ذلك فكرة الذهاب نحو مؤتمر استثنائي تنظيمي ما قد يشكل خطرا إضافيا على وحدة الحزب. أكّد عضو المكتب السياسي للآفلان الأكبر سنا عبد الرحمان بلعياط أن هناك قناعة تامة لدى أعضاء المكتب بضرورة التريث وعدم الإسراع في عقد الدورة الطارئة للجنة المركزية إلا بعد الوصول إلى توافق بشأن الشخص الذي سيضطلع بمنصب الأمين العام للحزب. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية أمس عن بلعياط الذي ينسق تسيير شؤون الحزب قوله أن مشاورات جارية للوصول إلى هذا التوافق بشأن هذا الشخص، مؤكدا في نفس الوقت أن الدورة الطارئة للجنة المركزية لن «تعقد حتى يتم الوصول إلى هذا التوافق تفاديا لأي انقسام في صفوف الحزب». وأضاف انه على الرغم من شغور منصب الأمين العام إلا أن شؤون الحزب تسير بطريقة عادية سواء على مستوى الخلية أو المحافظة أو الجهاز المركزي. في المقابل يؤكد الناطق الرسمي ل»حركة تأصيل وتقويم الحزب» محمد الصغير قارة أن هناك إلحاحا من المناضلين على ضرورة أن تتوفر في الأمين العام القادم للحزب «نظافة اليد والتاريخ، وان يكون قادرا على إعادة لم شمل المناضلين وتوحيد الصفوف لمواجهة تحديات المستقبل وتطهير الحزب من الدخلاء وكل أشكال الفساد والرشوة»، متحدثا عن اتصالات واسعة تجري مع أعضاء اللجنة المركزية للوصول إلى توافق بشأن تعيين شخصية تضطلع برئاسة الأمانة العامة للحزب. لكن الكثير من أعضاء اللجنة المركزية لا ينظرون بارتياح لما يقوله بلعياط على غرار النائب السابق وعضو اللجنة المركزية سيد أحمد تمامري الذي قال في تصريح "للنصر" أمس أن المكتب السياسي ليست له أسبابا مقنعة لإطالة حالة شغور منصب الأمين العام تحت ذريعة التوافق، وهو يرى أن ليس بإمكان المكتب السياسي تسيير الحزب بهذه الطريقة لوقت أطول. وأضاف في هذا الصدد أن الحزب لما كان بأمين عام مزكىّ من طرف أعضاء اللجنة المركزية لم تسر شؤونه كما يجب وظهرت مشاكل عديدة، فما بالك اليوم والحزب يعيش حالة شغور، محذرا من أن يغذي هذا الفراغ فكرة الذهاب نحو مؤتمر استثنائي تنظيمي، الشيء الذي يشكل خطرا كبيرا على وحدة الحزب خاصة في الوقت الحالي، وبرأيه فإن الحل الوحيد هو الذهاب نحو عقد دورة اللجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد من بين الراغبين في الترشح. وفي الوقت الذي لم يتمكن فيه أعضاء اللجنة المركزية ولا المكتب السياسي من تحقيق أي شيء ملموس لاستخلاف عبد العزيز بلخادم على رأس الحزب، راحوا يكثفون من التصريحات والتصريحات المضادة التي تزيد فقط من تعقيد الأمور.