فيلم "أرخبيل الرمال" لا يزال في الأدراج منذ ثلاث سنوات و المعركة الراهنة في عالم الصورة يطالب المخرج غوتي بن ددوش القائمين على التلفزيون بعرض فيلمه "أرخبيل الرمال"الذي لا يزال في الأدراج منذ ثلاث سنوات ،متسائلا عن الأسباب الكامنة وراء تجميده طيلة هذه المدة ،رغم أنه يروي صفحة من صفحات القهر الاستعماري بالجزائر على مدار ساعة ونصف تمتزج فيه الآلام بآمال التحرر و الاستقلال . صاحب فيلم "حسن النية" المخرج غوتي بن ددوش قال للنصر، بأنه كان يتمنى أن يعرض فيلمه "أرخبيل الرمال" خلال خمسينية الاستقلال، لكن بعد مرور ثلاث سنوات على إنتاجه كما أكد لا يفهم الأسباب الحقيقية وراء عدم عرضه فهو يعرض جوانب من الممارسات الاستعمارية الشنيعة بقرية أولاد ناصر ببسكرة التي جعلت شابا فرنسيا هاويا للفن التشكيلي يدعى ''جون برتييه"يتعاطف مع سكان القرية خاصة عندما حاول المستعمر تهجير هؤلاء السكان ووضع قاعدة عسكرية في مكان القرية . وقد تمكن السيناريست و الكاتب المعروف مراد بربون من نسج تفاصيل جد مؤثرة في بيئة صحراوية مسالمة عاث فيها المستعمر الفرنسي فسادا.الفيلم يمتد عرضه على مدار ساعة ونصف من الزمن و يسلط الضوء كما أوضح على هامش الفيلم الثوري بعين الدفلى على العلاقة الانسانية ورابطة المودة التي جمعت الشاب الفرنسي و سكان القرية وفي مقدمتهم الشيخ قاسم. حيث جسد الفنان في لوحاته معاناة و وحشية الاستعمار الفرنسي رغم أن فرنسا هي وطنه الأصلي. وقد شارك في تقمص شخصيات الفيلم عدة فنانين من بينهم ياسين بن جمليين و عبد العزيز قردة وحميد رماص الى جانب أجانب مثل كايمانويال تكسيرو الذي تقمص دور الفنان التشكيلي جون برتييه . و شدد المخرج من جهة أخرى على ضرورة الاهتمام بلغة الصورة لمواجهة "القصف" اليومي للأفلام الأجنبية و ما تتضمنه من رسائل جد مؤثرة وأكثر تدميرا من الدبابة و الدليل على أهمية الإنتاج الثقافي في عملية المواجهة ما أحدثه فيلم "انديجان" لرشيد بوشارب فقد أصبح فيلمه بمثابة قضية رأي عام هز الكيان الفرنسي.ومن هذا المنطلق يضيف محدثنا من واجبنا الاهتمام بالأفلام الجزائرية بدعم من الدولة و خاصة الثورية منها، مشيرا إلى أن مساره الفني يمتد الى سنوات الخمسينيات و لم ينتج طيلة هذه المدة سوى 7أو 8 أفلام من بينها "الشبكة" ،"ارخبيل الرمال" ،"الدوشكة" ،"حسن النية" ،"موسون داسي"، "أخر هدية" ..."والسبب هو قلة الدعم المادي وحل مؤسسات ودواوين الإنتاج السيمناطوغرافي بالجزائر بداية من الثلث الأخير من حقبة التسعينيات ،فالنجاح الحقيقي للسينما الجزائرية كان حسب بن ددوش في سنوات السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي عندما كانت هذه السينما شامخة في المحافل الدولية و العربية ،مطالبا بتوفير الوسائل الضرورية للجيل الجديد ليحمل المشعل و يعرف بثقافة شعب بأكمله لمواجهة التحديات القادمة لأن الصوت و الصورة من بين الوسائل الأكثر إقناعا.وبخصوص مشاريعه القادمة قال بأنه انتهى من إعداد سلسلة بوليسية و فيلم من50 حلقة يتناول "انتفاضة أولاد سيدي الشيخ "في انتظار كما قال تمويله ودعمه من طرف التلفزيون الجزائري .