- فيلم “دنان الموت” يكشف كيف عذب الاستعمار الجزائريين بالخمور حسناء شعير لا تزال السينما ومختلف الأعمال الموجهة للمحافظة على الذاكرة الجزائرية و”تعريف تاريخ ثورة التحرير للأجيال”، تثير كثيرا من النقاش في مختلف التظاهرات الفنية والأدبية التي تنظم في هذه الولاية أو تلك. ودعا عدد من الممثلين والمخرجين السينمائيين الجزائريين المشاركين في الدورة الأولى لأيام الفيلم القصير والوثائقي الذي تتواصل فعالياته بمستغانم، إلى تكثيف وتنويع إنتاج الأفلام السينمائية والقصيرة والوثائقية ل”إثراء مخزون الفن السابع وجلب الجمهور”. وقال المخرج غوتي بن ددوش إنه يجب “تشجيع مثل هذه التظاهرات عبر جميع الولايات، مع الإكثار من ورشات تكوين الشباب المبدع في المجال السمعي البصري لإنتاج أفلام طويلة وقصيرة ووثائقية في شتى المواضيع الثورية والاجتماعية وغيرها”. واعتبر أن “الذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال والذكرى ال 58 لاندلاع الثورة التحريرية، فرصة لهؤلاء الشباب والمخرجين لنفض الغبار على بعض الحقائق التاريخية التي لم يتم التطرق إليها من معارك وثورات وشهادات حية لبعض المجاهدين وإنتاجها سينمائيا أو وثائقيا لإثراء الذاكرة التاريخية حتى تبقى راسخة للأجيال القادمة”. ومن جهتها، أكدت الممثلة عايدة كشود أنه “حان الوقت بعد 50 سنة من استرجاع الاستقلال لتثمين النضال والكفاح ضد المستعمر الفرنسي بأعمال سينمائية وأشرطة وثائقية لتمجيد رموز الجزائر حتى لا تنسى، وتكون أرشيفا يجسد الوجود الدائم للشهداء والمجاهدين”، مضيفة أنه “لابد على المشرفين على قطاع الثقافة دعم وفتح الأبواب للشباب المبدع والمحب للسمعي البصري من خلال تكثيف الدورات التكوينية والدعم المادي لإنتاجات تتناول مختلف المواضيع خصوصا الاجتماعية منها، وذلك بهدف إعادة بعث الإنتاج السينمائي”. أما الفنان صالح أوقروت، فدعا إلى “إعادة فتح قاعات السينما لاستقطاب الجمهور، مع تشجيع إنتاج الأعمال السينمائيةسواء الطويلة منها أو القصيرة والوثائقية لتكون شاهدا وموروثا ثقافيا للأجيال القادمة”. من ناحية أخرى، لقي الفيلم الوثائقي “دنان الموت” لمخرجه مصيطفى عبد الرحمن الذي عرض مساء أول أمس، اهتماما كبيرا من طرف الجمهور لما يتضمنه من شهادات حية ومشاهد حول أشكال التعذيب والقمع التي مارسها المستعمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري. وتأثر الحضور بمشاهد هذا العمل الذي قدم في إطار الدورة الأولى لأيام الفيلم القصير والوثائقي، حيث يسلط الضوء طيلة 36 دقيقة، على دنان الخمور الفارغة التي كان المستعمر الفرنسي يلقي بها الجزائريين خلال الثورة التحريرية ليتم قتلهم اختناقا جراء الغاز الضار الناجم عن تخزين الخمور. ويظهر هذا الفيلم الوثائقي همجية المستعمر من خلال شهادات حية لبعض المجاهدين وسكان المنطقة خصوصا ببلدية “حجاج” بشرق ولاية مستغانم، حيث تتواجد مزرعة “جونسون” التي تحولت إلى مكان لتعذيب الجزائريين باستعمال دنان الخمور. كما تابع الجمهور بدار الثقافة “ولد عبد الرحمان كاكي”، الفيلم القصير “أزهار تويليت” لوسيم القربي الذي يتناول على مدار 13 دقيقة قصة زوجين خارج الزمن، إذ يقرر الزوج الهروب بزوجته من القرية إلى وجهة غير معلومة، لتقودهما الأقدار في رحلة نحو المجهول ويستقر بهما المقام في كوخ لا يحمل أثر الإنسان.