ورم شرياني خطير يحرم أمينة من النوم لأكثر من 7 أشهر لم تتذوق المريضة جلالبية أمينة 28سنة طعم النوم أكثر من سبعة أشهر، بعد المضاعفات الناجمة عن ورم شرياني على مستوى العنق أدى إلى شلل نصف وجهها و الذي بسببه لم يعد بإمكانها غلق جفن عينها اليمنى، مما فاقم حالة الأرق لديها لفشلها في الهروب و لو للحظات من التفكير في مرضها الذي نصحها كل الأطباء الذين زارتهم بمختلف مناطق الوطن بالسفر إلى الخارج لإنقاذ حياتها و تجنب مضاعفات خطيرة أخرى أهمها النزيف الذي قد يودي بحياتها إن هي لم تخضع لعملية جراحية وصفت بالدقيقة جدا. معاناة أمينة و هي أم لطفلتين لا يزيد عمر أكبرهما عن الخمس سنوات، مع المرض بدأت عام 2010عندما شعرت بألم على مستوى الأذن ظنت في البداية أنه مجرّد التهاب و سيزول بمجرّد أخذ الدواء،لكن عند عيادتها للطبيب أخبرها بوجود ورم على مستوى أذنها اليمنى و طلب منها التوّجه على الفور إلى قسم أمراض الحنجرة و الأنف بالمستشفى الجامعي ابن باديس أين أخضعت لفحوصات ، و طلب منها إجراء تحاليل و أشعة سكانير و "إي أر أم"، ليتأكد على ضوئها إصابتها بأورام كيسية على مستوى الرقبة ممتدة داخل الجمجمة، و هي حالة وصفها طبيبها المعالج بالمعقدّة و نصحها بالسفر إلى الخارج كما قالت. و لم تفقد المريضة الأمل في إيجاد علاج لمرضها بالوطن فراحت تتنقل بين عيادات الأطباء المختصين الخواص و العامين، بكل من العاصمة و البليدة و أي مكان تسمع فيه عن وجود طبيب ماهر في أمراض الحنجرة والأنف، غير أن تقارير التشخيص كانت متشابهة و تؤكد على ضرورة الإسراع في نقلها إلى الخارج لإنقاذ حياتها. و تفاقمت حالة أمينة في رمضان المنصرم عندما تعرّضت لنزيف مفاجئ تسبب لها في شلل وجهي زادت معه معاناتها و اشتد يأسها مع فقدانها حاسة السمع في الأذن المتضررة و حرمانها من النوم لعدم قدرتها على غلق جفنها مما أدى إلى إصابتها بحالة أرق دائم، و توتر مستمر حرمها من الاعتناء بصغيرتيها و هما في أمس الحاجة إليها. و أمام تدهور حالة أمينة الصحية و النفسية قام زوجها ببيع سيارته التي كان يسترزق منها كسائق طاكسي متكبدا أعباء تكاليف السفر إلى فرنسا بحثا عن بصيص أمل قد يعيد البسمة و الفرح إلى أسرته الصغيرة، ليجده في المستشفى الجامعي ببوردو أين أعادت كلمات الطبيب المعاين الأمل لأمينة و زوجها و هو يطمئنهما بإمكانية إجراء العملية لها بعد فحصها السريري واطلاعه على ملفها وتحاليلها و أشعتها، فلم تكد تصدق وهي تسمع ذلك النبأ بل كاد يغمى عليها من شدة الفرحة، لكن سرعان ما امتزجت البهجة باليأس من جديد بمجرّد إطلاع البروفيسور "داروزات" لهما على تكاليف العملية الباهظة جدا و التي قدرها ب23ألف أورو، و هو المبلغ الذي قال عنه الزوج أنه لا يمكنه جمعه حتى لو عمل ليل نهار و باع كل ما يملك. أمينة التي ترجتنا عدم التقاط صورة لوجهها المشوّه، قالت أنها اتصلت بنا بعد يأسها من الحصول على حق الاستفادة من حق التكفل الطبي بصندوق الضمان الاجتماعي رغم تأكيد التقارير الطبية بأكثر من مستشفى و عيادة خاصة بضرورة إخضاعها لعملية جراحية بالخارج لإنقاذ حياتها و تساءلت و الدموع تحرق وجنتيها" ألست مواطنة جزائرية و يحق لي الاستفادة من العلاج و استعادة الأمل في الحياة؟"إشارة إلى رفض صندوق الضمان الاجتماعي لطلبين متتالين للاستفادة من التكفل الطبي بالخارج دون توضيح مقنع على حد قولها. و هو ما دفعها للاستنجاد بالمحسنين و كلها أمل في أن يجد نداؤها اليوم بالنصر آذانا تسمع آهاتها و تشعر بمعاناتها و تعيد رسم البسمة إلى وجهها الجميل الذي شوهته مضاعفات الشلل، و اختفت تعابيره بعد أن ضمتها الكآبة ولفها الحزن وغمرها الشعور بالألم وفقدان الأمل أمام استمرار تدهور صحتها لأنها لا تملك المال لعلاج مرضها الخطير.