الأحزاب الحالية عاجزة عن صناعة التغيير اعتبر رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور أن الانتخابات الرئاسية المقبلة سنة 2014 ستكون فرصة للتغيير في الجزائر بطرق مبتكرة في العمل السياسي تأخذ في الاعتبار التطورات الحاصلة في المجتمع و ما تفرزه الثورة التكنولوجية من تغيير في سلوكات الأفراد حاكمين و محكومين. السيد بن بيتور قدم محاضرة في قصر الثقافة مالك حداد بدعوة من جمعية التربية على المواطنة حول تحديات العولمة و قال أن الجزائر تقع في منطقة تتميز بعدم الاستقرار السياسي و تتأثر في عالم شمولي و أنه يقدم برنامجا للتغيير من خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية العام القادم. أحمد بن بيتور الوزير في عدة حكومات سابقة و الذي استقال من رئاسة الحكومة قال أنه يعارض أية محاولة لتعديل الدستور او تغيير مدة العهدة الرئاسية و أنه لا يعتقد أن الأحزاب بشكلها الحالي قادرة على صنع التغيير الذي يريده الشعب و تحتاجه الجزائر للحفاظ على وجودها. المحاضر فسر التحولات الجارية بأنها نتاج لما أفرزته الثورة التكنولوجية في العالم الذي صار يتمتع عبر مختلف القارات بصحوة سياسية ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي التكنولوجي على نموها و تطورها و هو امر لم يحدث منذ نشوء الدولة الوطنية بشكلها الحالي في أعقاب الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر. بن بيتور قال أن الجزائر تحتاج إلى تغيير في عدد من الهياكل و القطاعات و في السياسة و الاقتصاد و سيتطلب ذلك مرحلة انتقالية يتم فيها احتواء الأزمة قبل التطرق لمناقشة مشروع المجتمع. و تقوم العملية السياسية في الجزائر مستقبلا للحفاظ على استقرارها على المساءلة لمنع الفساد و الرشوة و على مبدأ الاستحقاق في إسناد المسؤوليات للكفاءات و ليس حسب الولاءات. بن بيتور قال أن برنامجه المعروض امام الشعب يهدف إلى بناء دولة السلم و العدالة و الرفاهية لأن الشعور بالأمن و متطلبات توفيره مطلب لمختلف الجزائريين و ان احساسهم بالعدل و المساواة أمام القانون يجعلهم مواطنين قادرين على التكفل بمشاكلهم و المساهمة في إيجاد الحلول لها و أن مطلب الرفاهية فرضته حالات الفقر الكبيرة التي تعاني منها فئة معتبرة من الجزائريين. حسب المحاضر و هو خبير اقتصادي لدى صندوق النقد الدولي و البنك العالمي «فالجزائر منذ 1988 لم تخرج من مرحلة التحول و لا تزال سياسات الإصلاح فيها تتميز بنفس الأساليب القديمة الموروثة عن الاحادية و قد زادت فيها التبعية للبترول و نمو الاقتصاد الريعي مما فتح الشهية للفساد و الرشوة و التلاعب بمقدرات الأمة من طرف مسؤولين لا يجدون من يحاسبهم» ، و يقترح بن بيتور طريقة جديدة في تسيير الشؤون العامة و إدارة البلاد من خلال مواطنين واعين و مشاركين في اتخاذ القرارات. ع.شابي /تصوير ع.عمور