منحرفون يسيطرون على ضريح ماسينيسا بالخروب عجز الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية عن حماية ضريح ماسينيسا بالخروب، بعد أن أصبح قبلة لمنحرفين أحكموا سيطرتهم عليه، و هو ما جعل الديوان يطلب التدخل العاجل لمصالح الأمن و البلدية، خاصة و أن الولاية تستعد للتتويج عاصمة للثقافة العربية العام 2015. و لا يخفى على الزائر لهذا الضريح الذي يعد من أهم المعالم الأثرية بالوطن، خضوعه لسيطرة شباب يوحي تواجدهم في المكان أنهم من يسيرونه، بحيث يتجمعون في مدخله الرئيسي جنبا إلى جنب مع عون الأمن، قبل أن يفاجأوا الزائرين بطلب ثمن صف السيارة داخل حظيرة الضريح، رغم عدم حصولهم على تصريح بالقيام بذلك، و قد وقفنا عند زيارتنا للمكان على حالة من الفوضى سادت الضريح و محيطه، حيث لم يتردد بعض الرعاة في السماح لأغناهم بدخوله و الرعي بالقرب منه بعد أن اخترقت الحيوانات حاجزا حديديا يتعرض في كل يوم للكسر. و الأغرب أن معلما أثريا بحجم ضريح ماسينيسا ليس به إنارة عمومية، ما يجعل تردد السياح و المواطنين عليه ليلا شبه مستحيل، و ذلك بسبب تعرض التوصيلات و الكابلات التي تبعد عنه بعدة أمتار للتخريب في كل مرة، و هو نفس المصير الذي لاقته الأضواء الكاشفة المحيطة بضريح لم يسلم حتى من الكتابة عليه و هو قبر أول ملك نوميدي شيد قبل الميلاد عندما كانت سيرتا عاصمة نوميديا، و الأخطر من ذلك، بحسب المعلومات التي تحصنا عليها من عين المكان، أن الحراس تعرضوا أكثر من مرة لتهديدات و لعمليات اعتداء بالسلاح الأبيض من طرف منحرفين استغلوا وقوع الضريح في منطقة معزولة. المكلف بالاتصال في الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية، ذكر أن مصالحه تراسل منذ قرابة سنة مصالح البلدية و الدرك و الأمن من أجل طلب التدخل و المساعدة على وضع حد لحالة اللاأمن السائدة داخل الضريح و في محيطه، لكن دون جدوى، مضيفا أن المنحرفين يفرون في كل مرة بعد مشاهدة عناصر الأمن من بعيد، حيث تم على إثر ذلك توظيف مزيد من الحراس و ضمان المناوبة ليلا و الاستعانة بالكلاب، لكن ذلك يبقى غير كاف، حسب محدثنا الذي ذكر أنه قد طلب عقد اجتماع تنسيقي منذ أسبوعين بين المسؤولين البلديين بماسينيسا و سونلغاز و مصالح الدرك، لكن دعوته لم تلق استجابة بعد، ما جعل الديوان عاجزا عن القيام بأية تحضيرات لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. رئيس بلدية الخروب قال بأنه قد سبق و أن طالب بإحياء مشروع المدينة النوميدية بالنظر للنقائص المسجلة، حيث تجري مصالحه حاليا تقييما للوضعية قبل إعداد بطاقة تقنية يحدد من خلالها المبلغ المالي المطلوب لإعادة الاعتبار لضريح ماسينيسا.