كشفت مصادر موثوقة ل "الفجر"، أن الأرضية المخصصة لبناء "مسجد الشيخ بن ساعد"، الواقع بطريق "الشبلي" بمدينة بوفاريك، المصنفة ضمن الأملاك الوقفية، سيتم تحويلها مستقبلا "لإنجاز مكاتب إدارية ومكتبة"، بالرغم من أنه مشروع وطني• ولم ينجز منه منذ أكثر من 25 سنة سوى أشغال الأرضية والأساسات التي فاقت تكلفتها 5 ملايير سنتيم• ذكرت مصادر موثوقة ل "الفجر"، أن الأرضية التي كانت مخصصة لإنجاز مشروع مسجد "الشيخ بن ساعد"، الواقع بطريق "الشبلي" بمدينة بوفاريك، والتي هي أرض تابعة للأملاك الوقفية تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، سيتم تحويلها قريبا إلى مشروع آخر يتمثل في بناء مكاتب إدارية ومكتبة• وأوضحت المصادر نفسها أن الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي بالبليدة التي انطلقت الأسبوع المنصرم، برمجت عدة ملفات للدراسة والموافقة منها: المدارس الابتدائية، الصحة الجوارية، الأنشطة الرياضية، منشآت جامعة البليدة وغيرها• وأضافت ذات المصادر، أن الدورة تميزت لأول مرة بالنسبة للمجلس الشعبي الولائي بإعطاء أهمية بالغة للمنشآت الثقافية عن طريق تسجيل وجرد أهم النقائص بهدف إيجاد حلول لها، كما عرف اليوم الأول، تقول المصادر ذاتها من الدورة، بمعالجة الملف الرياضي والثقافي لكل الجوانب لاسيما السلبية منها والمتعلقة بالمنشآت المتقدمة والمنشآت غير الصالحة مثل الملاعب، قاعات الرياضة، المسارح ودور الثقافة• وصنف مشروع إنجاز "مسجد الشيخ بن ساعد"، حسب ذات المصادر ضمن المشاريع غير الصالحة، هذا الأخير يتربع على مساحة إجمالية وصلت إلى 9 آلاف متر مربع، يتضمن قاعة كبيرة للصلاة، مرش، مدرسة قرآنية (أقسام)، مكتبة، قاعة محاضرات، ومرافق ثقافية أخرى، رغم كل ما يتوفر عليه المشروع من مرافق حسب البطاقة التقنية، ويمكن استغلال الطابق الأرضي منه لإنجاز ما تريده السلطات المحلية، تخصيص الطابق العلوي كقاعة للصلاة، لكن هذه الأخيرة (أي السلطات المحلية لولاية البليدة) تصر على تحويل المشروع إلى مكاتب إدارية ومكتبة رغم أن القطعة الأرضية خصصت له من أملاك الدولة في السابق لبنائه، ما يعني أنه صار "وقفا قائما" بذاته لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف في نظر الشرع والقانون منذ منتصف الثمانينيات، وأنفقت عليه أموال طائلة (أشغال تهيئة الأرضية ووضع الأساسات) فاقت 5 ملايير سنتيم وهي أموال تبرعات جمعت كلها في الثمانينيات• في ذات السياق، أضافت ذات المصادر أن القطعة الأرضية المخصصة لبناء "مسجد الشيخ بن ساعد" بقيت مهملة إلى يومنا هذا بالرغم من أنه مصنف ضمن المشاريع الوطنية، شأنه شأن "مسجد الكوثر" بالبليدة، ويمكن إتمامه بمجرد أن تحصل الجمعية الدينية لهذا المشروع على رخصة لجمع التبرعات• وحسب المصادر نفسها، فإن بعض أعضاء المجلس الشعبي البلدي ببوفاريك عبروا عن امتعاضهم من هذه المحاولة وأبدى عدد منهم رفضه القاطع لتحويل مشروع إنجاز "مسجد الشيخ بن ساعد" بطريق "الشبلي" إلى مشروع مكاتب إدارية ومكتبة• وكشف أحد الأعضاء في اتصال مع "الفجر"، رفض ذكر اسمه، بأن المداولات بشأن المشروع لم تتم على مستوى المجلس الشعبي لبلدية بوفاريك وإن حدث وتمت المداولات حوله بالمجلس الشعبي الولائي، فهذا يعتبر في حد ذاته تعد صارخ على القانون• وللاستفسار حول القضية، اتصلت "الفجر" بمدير الشؤون الدينية لولاية البليدة، لكن الرد كان أن المعني يتواجد حاليا بولاية غليزان للمشاركة في أشغال ملتقى إحدى الزوايا كمحاضر• للإشارة، فإن مدينة بوفاريك يقطنها حوالي 60 ألف نسمة وتتوفر على 7 مساجد هي: المسجد العتيق، مسجد البشير الإبراهيمي، مسجد أبي بكر الصديق، مسجد عثمان بن عفان، مسجد الفرقان، مسجد حي بلوش ومسجد التوبة•