أكلات ترتبط بالعادات و التقاليد الربيعية ببلديات شمال ميلة يرتبط حلول الربيع بالعديد من العادات و التقاليد و الأطباق الشعبية التي ورثها الخلف عن السلف لعدة أجيال متتالية و لا تزال صامدة ببلديات ميلة خاصة الشمالية منها و النائية ، لتنشر التفاؤل و الاستبشار بالموسم الجديد و في مقدمتها "الحربيط" و "العيش" الذي يفتل و يحضر خصيصا للاحتفاء بالمناسبة و"القرصة" و "البراج"الذي يفضله سكان المنطقة بزيت الزيتون الذي يضفي عليه نكهة مميزة و يجعله هشا طريا و شهيا و يعتقد الجميع أن أكلاتهم الربيعية جد صحية لأنها طبيعية و مكوناتها طازجة . ويأتي "الحربيط"في مقدمة الأطباق الربيعية التقليدية الأكثر انتشارا بالمنطقة، كما أكدت ل"النصر" الكثير من ربات البيوت، حيث يذهبن مع بداية الفصل الأخضر إلى الحقول و يجمعن كميات من النباتات المرتبطة بالموسم و في مقدمتها ما يعرف بالمنطقة باسم "القبابوش" وهي أزهار شقائق النعمان الحمراء و السبانخ (السلق) و "القرنينة"وهي نبات شوكي بري جد مطلوب و محبوب لتحضير العديد من الأطباق التقليدية الشعبية بمختلف أنحاء بلادنا. و عندما ينتهين من عملية الجني يتوجهن إلى المطبخ لقطع هذه النباتات بشكل دقيق ثم تقوم بعض النساء بسلقها في الماء المغلي في حين تفضل أخريات طهيها بالبخار لتحافظ أكثر على قيمتها الغذائية.و عندما تنضج تقمن بتصفيتها و إضافتها إلى مرق تم تحضيره بالزيت و الطماطم و البصل المقطعين مع إضافة التوابل و الملح حسب الرغبة. هذا المرق الأحمر الممزوج بالنباتات المذكورة، تفضل أغلب سيدات شمال ميلة أن يضفن إليه "العيش" أو "البركوكس" و هو نوع من العجائن التقليدية يقمن ب"فتله" و تحضيره بأنفسهن خصيصا بالمناسبة و عندما تنضج الأكلة الشعبية تقدم ساخنة لأفراد العائلة الذين يبتهجون و يتفاءلون بها كرمز للربيع و الخضرة و الخصوبة،في حين تقوم بعض ربات البيوت من حين لآخر باستخدام مرق "الحربيط" لتحضير "البربوشة"أي الكسكسي فبعد أن يطهى بالبخار على الطريقة التقليدية المتداولة تسكبن فوقه هذا المرق الساخن . كما يمكن تناول مزيج النباتات البرية المذكورة و مرق الطماطم التي تشكل طبق "الحربيط" بقطع "الكسرة" الساخنة. و أجمع سكان المنطقة الذين تحدثنا إليهم بأن "الحربيط" جد مفيد للجهاز الهضمي يسرع الهضم و يعالج المعدة و الأمعاء،كما أنه حسبهم مفيد جدا للسيدات الحوامل. "القرصة"على شكل بنفسج أو عباد الشمس للأطفال فقط قالت أم شابة بأن "القرصة"من بين رموز حلول الربيع بالمنطقة و شرحت بأنها عبارة عن "كسرة"تحضر بدقيق القمح الصلب المطحون (السميد)و الزيت و الملح ثم تدهن بصفار البيض و تستعمل الأكواب و الأنامل لتعطى أشكال زهور ربيعية و في مقدمتها "البليري"أي البنفسج و أحيانا عباد الشمس .ثم تطهى و تقدم لأطفال العائلة الصغار ليتفاخرون و يلعبون بها ثم يستمتعون بأكلها معا خارج البيت خاصة في الحقول و الحدائق إيذانا بقدوم الربيع.و أشارت إلى أنها حضرت هذا الموسم لأول مرة "قرصة"لابنتها الصغيرة بالمناسبة. و يتقاسم سكان ميلة مع بقية الولايات عادة تحضير "البراج"بالسميد و التمر المطحون لكن الكثير منهم خاصة في القرى و بعض بلديات المنطقة الشمالية يفضلون استعمال زيت الزيتون في تحضيره لأنه يجعله حسبهم ألذ و أكثر طراوة من غيره ف"البراج"يبقى أهم رموز الربيع بالنسبة لكل الجزائريين.