ضرير وزوجته منسيان داخل كوخ مهجور من طين في كوخ من الطين مهجور بقرية أمزاتة ببلدية أولاد أعطية، على بعد 60 كلم من القل بأقصى غرب ولاية سكيكدة ، يعيش عمى صالح، رجل طاعن في السن، فاقد للبصر،يقضي معظم أوقاته مستلقيا فوق سريره ، يصلي ويناجي ربه، و ينتظر الأجل المحتوم، بعد أن غاب عنه كل مؤنس و معيل و لم تبق معه سوى زوجته العجوز لتقاسمه هموم الحياة اليومية و الاعاقة و الشيخوخة و الفقر. جسد عمي صالح بونور النحيف تغطيه ملابس رثة بالية ، لا يستطيع الوقوف إلا بصعوبة بالغة بالاتكاء على عصاه و بمساعدة زوجته زينب. إنه قليل الحديث و زاهد في أمور الدنيا. عمي صالح و زوجته يشتركان في معاناة الحياة كما يشتركان في سنهما إذ يتجاوز كل واحد منهما ال 85 عاما من العمر. يعانيان من أمراض مختلفة و الفقر المدقع ،و يعيشان بمفردهما بعيدا عن الأبناء والأهل والأقارب و مصدر رزقهما الوحيد منحة الشيخوخة المقدرة ب 3000 دج وبعض تبرعات المحسنين وأهل الخير. الجدة زينب تحدثت معنا بمرارة كبيرة عن حالتها الصحية والنفسية الصعبة جراء معاناتها مع زوجها الضرير الذي يعاني من أمرض عديدة .كما أن العيش في ذلك الكوخ ينذر بانتشار أمراض خطيرة نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة من داخله جراء تراكم الأوساخ والفضلات، مما جعل الوضع لا يطاق.إنهما يعيشان معاناة الصيف والشتاء معا .لدى زيارة "النصر"للأسرة المعوزة فوجدت في أحد أركان الكوخ الطيني عمي صالح فتحدث إلينا بصعوبة عن حياته فقال أنه يصوم شهر رمضان ، و يؤدي الصلوات الخمس هو و زوجته . و أضاف مختصرا حديثه بأنه كان مسؤولا عن التموين خلال الثورة التحريرية بالمنطقة ، و عانى التعذيب من طرف الاستعمار أثناء محاولة الإبادة الجماعية لسكان قرية امزاتة المجاهدة . و استطرد قائلا بأنه سجن عدة مرات ، وآثار التعذيب مازالت بادية على جبهته. وخلال العاصفة الثلجية الشديدة التي شهدتها المنطقة في فصل الشتاء كاد يهلك هو زوجته، لولا تدخل المواطنين لإنقاذ حياتهما.و يبقى حلمهما أن يموتا بكرامة ويناشدان السلطات المحلية التدخل لمساعدتهما فيما تبقى من مشوار العمر، فيما أكد مصدر مسؤول ببلدية أولاد عطية أن مصالح البلدية تخصص إعانات للعائلة لاسيما في شهر رمضان.