هل ألغي مهرجان وهران بعد 3 طبعات فقط ؟ لا زال الغموض يخيم على تنظيم الطبعة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي بوهران ، حيث لم يتم قبل أيام من شهر أكتوبر الذي سبق الإعلان عنه كموعد للمهرجان التعيين الرسمي للمحافظ رغم تداول اسم أوريف في وقت سابق. و لحد الآن لا أحد يعلم هل سيكون المهرجان عربيا أم مغاربيا أم أنه سيتم إلغاؤه نهائيا ،علما أن محافظ المهرجان السابق حمراوي حبيب شوقي كان قد وعد في آخر ندوة صحفية عقدها في ختام الطبعة الثالثة بتقديم الجديد في الطبعة الرابعة ، و وعد بالمفاجأة في الطبعة الخامسة.و في الوقت الذي يترقب فيه المهتمون على الساحة الفنية تنظيم مهرجان الباهية ، انطلقت مهرجانات عربية منها "أيام بيروت السينمائية" التي يشارك فيها فيلم " نهلة " و هو من إنتاج جزائري لبناني في سنوات ال60 ، و أعلنت مهرجانات عربية أخرى عن آخر الترتيبات و منها مهرجان أبو ظبي الذي بدأ منذ 2007 ، في نفس السنة التي إنطلق فيها مهرجان وهران ،و لكنه سجل تطورا كبيرا حيث تشارك فيه معظم الدول العربية ، و يشهد مشاركة كبار الفنانين العرب و سيتم خلاله تكريم مخرجين جزائريين ،و بالمقابل ستمنح "أيام قرطاج السينمائية" مبالغ مالية تشجيعية لفنانين هواة منهم جزائريين .للتذكير فإن مهرجان الفيلم العربي الذي يقام بوهران منذ 3 سنوات ،حضره فنانون كبار في السينما العربية ، حيث تم في الطبعة الأولى تكريم يوسف شاهين و مصطفى العقاد و حضر الفنان كاظم الساهر و الشاب خالد و غيرهم من الوجوه التي تصنع المشهد العربي في السينما و الفن ، و التقوا برئيس الجمهورية الذي خصهم بجلسة على هامش زيارته للولاية ، مما أعطى نفسا قويا لتشجيع المهرجان و دعمه . فجاءت الطبعة الثانية ثرية و مميزة بحضور الفنان دريد لحام ومنى واصف و باقة من السينمائيين العرب و عرض فيه آخر الإنتاجات في مجال الفن السابع ، و كان النجاح لوهران أيضا حيث تعود السكان على استقبال الفنانين و التجاوب مع التظاهرة ، و استفادت الولاية من عدة مشاريع تسعى لتوفير كل أسباب الراحة لضيوف الجزائر الذين استقبلهم أيضا الوزير عبد الرشيد بوكرزازة في مأدبة غداء نظمت على شرفهم .و في الطبعة الثالثة أدخلت عدة إضافات جعلت مهرجان وهران يؤسس لتظاهرة فنية من المستوى الراقي بالبلاد .حيث عرضت أفلام حديثة الإنتاج. كما شهدت الطبعة عرض رائعة أحمد راشدي " مصطفى بن بولعيد " و كان التنوع واضحا من أفلام خليجية إلى مصرية و لبنانية و خاصة الأفلام الفلسطينية التي كانت الضيف الدائم في المهرجان ، وصولا للأفلام التونسية منها " سيني سيتا" الذي تحصل على جائزة في المهرجان و الأفلام المغربية و على رأسها " كازا نيقرا" الذي لا زال يصنع الحدث بالمهرجانات المغربية للسينما .و كانت المأدبة في هذه الطبعة بدعوة من كاتب الدولة السابق للإتصال عز الدين ميهوبي .مهرجان وهران أسس كذلك لعدة قوانين تضبط تنظيم المهرجانات العربية ، و هذا خلال لقاء جمع محافظه حمراوي بمحافظي المهرجانات العربية و الوجوه الفاعلة في مجال السينما ، حيث كانت النقطة الأساسية هي التنسيق بين المهرجانات حتى لا يكون التداخل و التشويش على الجمهور العربي. كما أدرجت نقطة مهمة بسبب فيلم " ميكانو" الذي كانت نسخته في مهرجان بالمغرب وهوما صعب على مخرجه جلبه لمهرجان وهران إلا بعد تدخل عدة أطراف ،فجاء بند يلزم كل مهرجان عربي بالتعاون مع المهرجانات الأخرى ، و تسهيل عملية نقل الأفلام المشاركة و الحفاظ عليها ، و غيرها من البنود التي لم تكن موجودة في أكبر المهرجانات العربية .و إذا ألغي مهرجان السينما العربية ، فستحرم وهران من آخر تظاهرة فنية ترقي بها كمدينة الفن و الفنانين بعد أن حرم جمهورها من مهرجان الراي و لم يبق سوى مهرجان الأغنية الوهرانية الذي لم يجدد نفسه رغم الإمكانيات المرصودة له .