تواجه الجزائر اليوم بعد تجربة مريرة مع الإرهاب تحدي بناء دولة عصرية آمنة و مستقرة حسب ما جاء في افتتاحية مجلة الجيش في عددها 598 لشهر ماي 2013 الصادر أمس. فالجزائر "عانت طيلة عشرية كاملة من ظاهرة الإرهاب الذي ضرب المجتمع و الدولة في العمق و خلف آثارا خطيرة لا سيما على تركيبة المجتمع و سلوكاته و علاقاته و روابطه التي تزعزعت بفعل الأعمال المدمرة للارهاب" حسب ما جاء في الافتتاحية. و قالت المجلة أنه "في ظل المناخ المتسم بالحذر و الخطر في آن واحد عمل المجتمع الجزائري بكل فئاته و مختلف مؤسساته و على رأسها الجيش الوطني الشعبي من اجل استرجاع هيبة الدولة و استتباب الأمن و الاستقرار، و لم شمل الشعب الجزائري الذي فرقته أفكار تضليلية و طموحات زائفة"، و منه "يكتسي الجانب التربوي و التعليمي و الفكري أهمية كبيرة في مجهود محاربة التطرف الذي يؤدي إلى العنف و ذلك بإشراك مختلف مكونات المجتمع الذي يعتبر فاعلا أساسيا في مجال التحصين من التطرف". و الجزائر اليوم تحتاج الى "تحصين من التطرف و من حدوث شروخ عميقة في المجتمع تحول دون تحقيق الوحدة الوطنية و الانسجام داخل الدولة و يؤدي إلى تفكك العلاقات المجتمعية" و هو التحصين الذي يتطلب بناؤه تقول الجيش "مقاربات مدروسة ترمي بالأساس إلى بناء دولة القانون كونها القاعدة الأساسية لإحلال العدالة الاجتماعية و إرساء الديمقراطية". فدولة القانون تواصل افتتاحية مجلة الجيش هي "حجر الزاوية في بناء دولة عصرية و مجتمع متطور يخدم وطنه باخلاص، من حيث كونها تجعل المواطنين يلمسون العدل و المساواة و يحظون بالاهتمام اللازم كمواطنين متساوين في الحقوق و الواجبات". و أوضحت الافتتاحية أن "الجزائر أدركت من خلال تجربتها أن المسائل الأمنية ترتبط ارتباطا وثيقا بالمشاكل التنموية التي تمس بشكل مباشر الحياة اليومية للمواطن و تجعل منه طرفا فاعلا في إحلال الأمن و الاستقرار و لا سيما عندما عندما يولى له الاهتمام من خلال تجسيد البرامج الاقتصادية و الاجتماعية المختلفة التي تسعى إلى تحسين حياته اليومية و رفع مستواه المعيشي". وانتهت افتتاحية مجلة الجيش تقول أن "الجزائر تعمل على مختلف المستويات اليوم بالاعتماد على برامج تنموية طموحة، شاملة موزعة عبر مختلف ربوع الوطن و تمس مختلف شرائح المجتمع لا سيمال الشباب الذي حظي بالاهتمام و أصبح يساهم في دفع عجلة التنمية و يشارك في بناء الاقتصاد الوطني بعيدا عن الأفكار المتطرفة رافعا تحدي بناء دولة عصرية آمنة و مستقرة.