أكدت قيادة الجيش الوطني الشعبي، بشأن تدخلها في الاعتداء الإرهابي على مركب الغاز بتيفنتورين، أن الجزائر ''تصرفت وفق مبدأ السيادة واستقلالية القرار، ومن منطق لا تفاوض مع الإرهابيين، حتى لا يتحول المجرمون والقتلة إلى مفاوضين''. كما ذكرت أن العملية جرت ''دون استشارة أو تشاور مع أحد حتى لا يتدخل أي كان في الشؤون الداخلية للوطن''. قالت قيادة المؤسسة العسكرية إن تدخل الجيش بكل صرامة وفعالية في حادثة تيفنتورين ''جنب الجزائر كارثة وأزمة، لاسيما أن هؤلاء المجرمين كانوا مصرين على تفجير مركب الغاز الذي يوظف جزائريين وعمالا أجانب من عدة جنسيات''. وأشارت مجلة الجيش، في افتتاحيتها لعدد شهر فيفري، إلى أن الجيش كان مرة أخرى في الموعد وأعطى درسا لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الجزائر واستقرارها، قائلا لهؤلاء المجرمين إن للجزائر جيشا يحميها وشعبا مستعدا للتضحية من أجلها''. وفي إشارة إلى مواقف بعض الدول التي أبدت نوعا من الامتعاض خلال واقعة تيفنتورين، قالت مجلة الجيش، لسان حال المؤسسة العسكرية، إن ''الجزائر عانت كثيرا من الناحية الأمنية بسبب التطرف والإرهاب الذي كاد يعصف بأركان الدولة، في وقت كان العالم يتفرج وغير مبال''، في إشارة إلى فترة التسعينات. وأشارت المجلة إلى أن تلك اللامبالاة كانت ''رغم نداءات الجزائر المتكررة والتأكيد على أن الإرهاب ظاهرة عابرة للأوطان ولا تعترف بالحدود، وليس مشكلا داخليا يخص دولة بعينها''. أبعد من ذلك، ذكرت قيادة الجيش أنه ''في هذه الظروف الصعبة كانت الجزائر تكافح وحدها، ودفعت من أجل ذلك ثمنا باهظا من أرواح ودماء أبنائها البررة، الذين بفضلهم تم إنقاذ الوطن من كارثة حقيقية لا ندري مآلها، وكذا بفضل إصرار الدولة على الضرب بيد من حديد كل من يحاول مس أمنها واستقرارها''. وترى مجلة الجيش أنه ''رغم ما حققته الجزائر من إنجازات في مجال مكافحة الإرهاب، بقيت يقظة لإدراكها تماما أنها مستهدفة في كل زمان ومكان''. وأشارت إلى أن اعتداء تيفنتورين ''لا يدع مجالا للشك أن الإرهاب تحول إلى متعدد الجنسيات ومرتبط بالجريمة المنظمة وتجارة الأسلحة والمخدرات وتبييض الأموال''. وشددت قيادة الجيش على أنه ''رغم كل ذلك تبقى الصرامة والتصميم هما السلاح الفعال للقضاء على الإرهاب، وهو ما قامت به الجزائر في عملية تيفنتورين، حيث لم تمهل المجرمين أو تمنحهم فرصة الابتزاز والتهديد، ونفذت ما آمنت وقدّرت بأنه الحل المناسب والناجع، وتمكنت من القضاء على كامل المجموعة الإرهابية.