أسماء مطر بن مشيرح - 1 - قديمًا كانت الظلالُ تنزلقُ في عينيّ كسرب غربانٍ و تمرّ على وجهي صور كثيرة لمدنٍ لا تنام و لأطفالٍ شرّدتهم غيمةٌ عرجاء فصاروا بلا صوتٍ و تشتّتوا في البكاء - 2 - يحدث أن أسأل الحقل عن كفّه و عن أشياء لم يصل إليها خياله و قبل كل نهاية أقوده إلى الضوء فيعرفني و يعرف كم كان متعبًا الوصول إليه - 3 - ظلالكَ الكثيرة صحراء تعيدُ تسمية نخلاتها سراب يغسل في السرابِ عينيه و أنت الخافق بثلج انتظارك القزحي كان يكفي أن ترسل شمعة إلى عينيّ لتشعلَ المدينة كان يكفي أن تجرح المعنى ليولد قلب مبحوح و تغادرَ التضاريسُ من وجهي الذي لا أعرفه - 4 - كالنهار قلبكَ تلك المناسكُ التي تؤثّث بها صباح اللّوز مشاهد مفرطةٌ في الصهيل مقاطع من سُعال "الهايكو" و ثقوب موبوءة بالجفاف - 5 - عامُكَ الآخر و الحديقةُ بمفاتيح عديدة أدخل إلى النصّ من حفرةٍ في المجاز و الأرض كلّها تلالٌ حزينة و هامتك التي تصحّرتْ في الفقد تصطدم بزحف الصدأ(كلّ المفاتيح صدئة) - 6 - أطرق الباب بشدةٍ كي لا يفتح أحد حتى تورقَ في حلقِ الخشب أغصانٌ و مفاتيح أخرى و تهنئ العصفور بعمره الطاعن في العلوّ كي أرى كيف تخرجُ الأغنيات من شقوقِ القلب المتوحّش - 7 - أريد لنا لقاءً يأخذ شكل النافذةِ كل مرّة و يتعايش مع العشبةِ الأخيرة في خيال الحقل - 8 - أواصلُ التشبّت بالريح،و أقتلع في طريقي ذاكرة من ورقٍ و مراحل من عمر الشوك قضاها في يدي،أطلّ على الوقت من معصمي كغابة مهجورة لا طعم للماء فيها،و أكتب ما يمرّ على ظلّي من نصوصٍ و زخارف و مخاوفَ لا تليقُ بغير هذا الرملِ/أخي... - 9 - الحديقةُ بلا صوتٍ عامكَ الآخر يحصدُ ميلاده البحريّ هوامش ذاكرتكَ تعجُّ بالفواكه المنتقاة لوليمةٍ بيضاء أشياءكَ الصامتةُ تثرثر بعيدًا في الشمسِ أمسكُ الفكرة من صوتها كي لا تحتشدَ الوشوشات في فم المعنى،أنزاح عن فمي و أمضي كغيمة هشّة إلى أقرب كرسي،أجالس الطقس الغائب و المرايا التي لم تر شكلها بعد،و أخرج من جدارٍ يكبرني بعشرين وردة و سياج... -10- مجازًا ينهضُ منكَ وطنٌ من غبار قديمًا ظلالٌ تحتوي قلقي و أنت تعبر كالريح إلى خيال الحقل