محمد عادل مغناجي عطرها... كان ينسم في القاعة وأنفاسها أشرقت كوردة في رحم الربيع تهرَب أسرار القلب إلى الأفواه المفغورة إلى الشفاه العاشقة الموشَحة بلون اللوز كانت هي بعينها لغتها تسيل كعسل على وجوه الحاضرين والأعين تفيض بخجل أنثويَ كأنه نهر عار يمارس الحوار والأزهار والبسمات مع حبيبته الأرض كانت ترشَ كل رواياتها بلغتها الخضراء والأقحوانية في جسد القاعة الغض وهي كدلك أحلام أحلام سمكة نزار تخرج من بحر غيبها كأرجوانة طلعت من حقول اللغة الهائمة وعطرها ما يزال يرقص للحاضرين قالت: كل ما في الحياة قبل كهدا قال مالك حداد: الدقائق خدود برتقالية متحاببة والزمن شعر غجري يلفنا بورده ودفئه الأبدي لو كانت الأمكنة قبلا وردية أو بحيرات من العشق المتدفق وهي رقصت فوق رموشهم، وعلى جبائنهم المفتوحة كأول رواية كتبها قلمها الفيلسوف على خد صفحتها وعطرها كان يملأ الأمكنة وكلَهنَ يحمن حولها ككوكب مزرقَ في قلب عاشق ولهان وردة هنا، وبنفسجة تضحك في سرَها وأخرى تحبك القصص فوق ضفائرها وتجلد جسدها الكحليَ على وجه حبيبها وتعلَقه وساما على فمه كغزلة يدرن يحملن أرواحهن البنفسجية على يد المحبات والكون تسمر فوق شعرها المسود كعين غزالة براقة وهن كلمات هربت من ألفاظها وهاجرت إلى المعاني لتقبل أحلام البحار كلها تجتمع في وجهها ويتسلقها الحنين خبأت قسنطينة في فستانها البيروتي ونقلت وقت الحمراء والدروز وعطر غادة ووسادة المشرق إلى سرير قلبها ولكنَ قسنطينة ظلت لؤلؤة وياقوتة بين كلماتها تهرب كلما خنق الحب رئة الكلام هده أحلام رأيتها قالت: حبيبي خد وردتي صافحتني عانقت نظرتي منحت وجهها للثم والأقمار توقفت بيننا اندثرت في يديها سمكة تبحث عن بحرها أو عن ماسة في العمق ففاض العمق هكدا كنا نمارس معا الحياة في مفحصها عشها العسلي يا أحلام فادخلي جنتي ونار البساتين المشتعلة كوني أنثى الأفق التي عانقها قلبي في شمعة ربيع كوني بسمة لبنان التي تنفست قسنطينة اليوم أحلام بكامل سوادها الدي يليق بالظباء اللواتي دربن الصحراء على ممارسة الأدب وعودنها على المجيء ليلا لحبيبها في خيمة اللامعقول. أحلام بوجهها المتفجَر بالحنان ومحيطات العطف ا المنثور كشجرة شوق تعانق حبيبها التوتيَ في غابة الجنس اللطيف وتنفخ –في جسد الهباء-روحها النعسانة والسكرانة بلون المسك أحلام أحلام الكل يلفظها والعصافير أيضا حفرت جبينها الدهبي ونامت دون زقزقة والسماء رأيتها تدخل من الباب المقابل بكل أنوثتها كنيل، تخاصر عواطفهم وهن الجميلات الطويلات الهيفاوات يحمن يحمن يلجنها يتوحدَن في ضحكتها ليصرن أحلام واحدة ملونة بكل النساء ونبضها اختطفته من أسرارهن النائمة فيهن والحمامات مارست الحب فوق أغصان الهدأة ووضعت ثغرها في ثغر المتعة الأزلية دعي عابرة السبيل تعبر جسر الخفايا، وتزرع وردة البسمة في نهرها الجاري دعي الحقيقة تفاحة نأكلها بشفاه اليقين هكدا هي الحقيقة كما قال إيميل زولا: تعبرنا ولا أحد يحضنها أو يعرَي ساقها البلَوري أو يرغمها على قبلته أو يزرع شعرها سوسنا في قسماته من هده؟ سألني أحد جاء من غيابات نفسي يشبهني من هده قلت أحلام جاءت من حديقة تسكن الإنسان إنها لبنان ثم أجبته إنها أحلام مستغانمي وعطرها هو الدي يخنقنا بجماله.