الشواء وجبة السحور المفضلة للشباب على قارعة الطريق تشهد مدينة العلمة منذ الأيام الأولى لشهر رمضان انتشارا كبيرا لباعة اللحوم المشوية "الشواء" عبر كافة أحيائها و شوارعها ... و جميعهم ينشطون خارج كل الأطر القانونية و لا يملكون رخصا من أية جهة و لو لشهر رمضان فقط، كما أن قواعد النظافة و المبادئ الصحية تأتي أسفل قائمة اهتماماتهم التي يتصدرها السعي للربح السريع. الكثير من الشباب جذبتهم هذه الحرفة الفوضوية و أصبحوا يتنافسون في استقطاب المستهلكين بعرض الشواء بطرق تسيل اللعاب كما يتم تزيين الطاولات بمختلف النباتات العطرية مثل القصبر (الدبشة) و البقدونس و أنواع المشروبات الغازية الباردة مما لا يترك في أغلب الحالات للمارة و أبناء الحومة الفرصة للتفكير في تجنبها . و أصبح الشواء الطبق المفضل الذي يحضر خارج المنزل و يعتمد عليه الأغلبية في العلمة لسد جوع النهار و الليل أيضا. قال اسماعيل أحد أقدم باعة اللحوم المشوية على الطاولات بأنه بدأ هذا النشاط كتجربة لإضفاء شيء من الحيوية على الأحياء في سهرات رمضان، لكن الاقبال الكبير على الشواء خاصة بعد صلاة التراويح دفع الكثير من الشبان الآخرين لجعل بيع الشواء تجارة يومية ليلية. وعن سؤالنا حول احترام النظافة و غيرها من شروط البيع،رد بأن الأغلبية يحاولون عرض بضاعة نظيفة ،لكن وضعية الطرقات الكارثية و الغبار المنتشر و التلوث لا يمكن أن تسمح بتوفير الشرط الصحي و استدرك قائلا:" رغم هذا نحاول الاستمرار في هذا العمل مع توفير أدنى شروط النظافة على الأقل بالتغليف الجيد وعدم عرض الشواء دون أغلفة بلاستيكية . بلال الذي كان يهم بتناول سندويتش اشتراه للتو من عند اسماعيل ، قاطعنا قائلا بأنه يجد لذة كبيرة في تناول الشواء بعد الفطور سواء في حيهم أو بعيدا عنه رغم عدم توفر شرط النظافة الكاملة . و أضاف بأن هؤلاء الباعة أكثر نظافة من أصحاب المطاعم و أقل جشعا منهم .كما أنهم حسبه يلبون رغبة داخلية في خلق فضاء تجاري متنوع وخاص بالمناسبة، مما أعطى لسهرات رمضان نكهة أخرى. و بين مؤيد للظاهرة و متأسف لوجودها لسبب أو لآخر يستمر هؤلاء الشباب في احتلال الأرصفة أكثر من أي وقت مضى و إلى ساعات متأخرة من الليل مما يسهل بالضرورة على كل الذين يسهرون خارج البيت بالفوز بوجبة سحور سريعة و جاهزة.