الشابة يمينة وحكيم صالحي وراء عودة الجمهور إلى مسرح الهواء الطلق استعاد مسرح الهواء الطلق محمد وشن حيويته، باستعادته لجمهوره المتتبع لفعاليات مهرجان ليالي سيرتا، والذي كان في الموعد وبقوة سهرتي أمس وأول أمس، حيث تمكنت ابنة قسنطينة الشابة يمينة خلال السهرة الأولى (الأربعاء)، من استقطاب عدد قياسي من الجمهور، ناهز العدد الذي استقطبه الفنان اللبناني عاصي الحلاني خلال الجزء الأول للطبعة الجارية. يمينة التي أبدعت كعادتها في أداء الأغنية التراثية (السراوية والشاوية والصحراوية)، والمتبوعة طبعا بالرقصات التي تبقى ميزتها الخاصة فوق الركح، ما جعلها تلهب مدرجات المسرح، من خلال تفاعل جمهور الشباب وحتى العائلات معها، بالرقص وترديد الأغاني التي يحفظونها عن ظهر قلب. هذا وقد أبدى الجمهور إعجابه بالمظهر الجديد للشابة يمينة "نيو لوك"، سواء بخصوص اللباس أو تسريحة الشعر. للإشارة فقد غنت الشابة يمينة إلى غاية ما بعد الساعة الواحدة صباحا، وقبلها كان تدشين السهرة من قبل المطرب القسنطيني جمال عراس، والذي أمتع الحضور ببعض الأغاني المعروفة لدى عشاق أغنية المالوف، التونسي جلمان شاذولي أسره حب قسنطينة التي أعجب بها المطرب التونسي أحمد جلمان، إلى درجة أنه وبقية أعضاء فرقته العيساوية التابعة للطريقة الشاذلية (الشاذلي بلحسن)، لم يركزوا كما جرت العادة قبل الصعود على الركح، بعدما ظلوا يتابعون كل الأغاني التي أداها المطرب القسنطيني جمال عراس، والتي قال بأنها قريبة جدا من أغنية المالوف التونسية. التونسي أحمد جلمان الذي نجح في تحقيق أجواء تفاعلية بينه وبين الجمهور، بفضل أغاني العيساوة على الطريقة التونسية، والتي يحبذها الجمهور القسنطيني خاصة أغنية "يا الشاذلي يا بلحسن"، كشف في تصريح خص به النصر بعد نهاية عرضه، بأنه أعجب كثيرا بمدينة قسنطينة، إلى درجة إلى أنه- كما قال- أسره حبها: "تجولت في مدينة قسنطينة رفقة بقية أعضاء فرقتي، وبدون مجاملة أقول بأنها من بين أجمل المدن في العالم، فقد حباها الله بطبيعة مميزة، ناهيك عن جسورها المعلقة...". واستطرد محدثنا يقول: "سأزور هذه المدينة الفاتنة ولو لم توجهوا لي الدعوة، سأعود إليها ولو في زيارة خاصة بمفردي "سياحية". "جزائرنا" جديد حكيم صالحي السهرة الثانية (الخميس) جلبت جمهورا معتبرا كذلك، وكان نجمها بلا منازع فنان الشباب المميز حكيم صالحي، والذي أمتع الحضور بأغانيه الإيقاعية ورقصاته الجميلة، والذي أصر على تعويض تأخره في الوصول، حيث غنى إلى غاية الساعة (01:30) صباحا. وبعد أن كانت البداية بالأغاني العاطفية، على غرار الأغنية المشهورة "ياك أنا نبغيها"، أصر حكيم في منتصف العرض على تقديم جديده، المتمثل في أغنية بعنوان "جزائرنا"، تكريما وتخليدا لكل من ضحى في سبيل أن ننعم نحن اليوم- كما قال- بالحرية والأمن والأمان، رغم إصرار الجمهور على أغنية "صحراوي"، والتي فضل أن يختتم بها عرضه. للتذكير كان الجمهور قبل ذلك على موعد مع فرقة تهليله السورية، والتي اكتشفها لأول مرة واكتشف معها نوع المدائح الدينية (الإنشاد)، وهي الفرقة التابعة لمسجد بني أمية الكبير بدمشق، والتي تتبع الطريقة الصوفية، والتي أهم ما يميزها كفرقة إنشادية، تواجد العنصر النسوي، بالإضافة إلى جوق يستعمل بعض الآلات الموسيقية العصرية. هذا وتمتع الحضور كذلك ببعض اللوحات الفنية (المولوية) للدراويش.