ليبيا تواجه مخاطر انفلات أمني شامل دفعت حالة الانفلات الأمني الخطيرة في ليبيا و التي ازدادت حدتها في الأيام الأخيرة حكومة علي زيدان إلى غلق الحدود مع مصر، فيما يجري التحضير لتعديل وزاري وشيك يتم فيه تقليص عدد الوزراء، لضمان أداء أفضل لمواجهة الوضع الراهن العاجل، بحسب رئيس الوزراء الذي بات يواجه وضعا أمنيا متفاقما خرج عن سيطرة القوات النظامية لاسيما بعد أن اقتحم محتجون مكاتب لجماعة الأخوان المسلمين في بنغازي، ومقراً الحزب سياسي ليبرالي، للتنديد باغتيال معارض بارز للإخوان، بالموازاة مع المظاهرات الشعبية الغاضبة بطرابلس و الهروب الجماعي لأكثر من 200 سجين. وقال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان مساء أول أمس، أن حكومته اتخذت قرارا بغلق حدود ليبيا الشرقية مع مصر، وأعلن عن تعديل حكومي وشيك. وأكد في معرض ندوة صحفية بطرابلس أن بلاده لن تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر غير أنها قررت غلق حدودها الشرقية.وأشار زيدان إلى أن السجناء الفارين من سجن الكويفية في بنغازي تم إطلاق سراحهم من قبل أهالي المنطقة باعتبارهم لا يريدون مقرا للسجن بجوار مساكنهم على حد قوله. وكان مصدر أمني ليبي أعلن أول أمس، أن أكثر من 1200 سجين فروا من سجن الكويفية بمدينة بنغازي نتيجة لحالة الفلتان الأمني التي تشهدها المدينة مرجحا أن يكون جميع نزلاء سجن الكويفية البالغ عددهم 4 آلاف سجين قد تمكنوا من الفرار. من جهة أخرى، قال الناطق الرسمى باسم الغرفة الأمنية الليبية المشتركة لحماية مدينة بنغازى محمد الحجازى أمس الأحد، أن 15 نزيلا بمستشفى الأمراض النفسية بمنطقة الهوارى فى مدينة بنغازى الليبية قد فروا منها، بعد وفاة أحد نزلاء المستشفى نتيجة إطلاق الرصاص عليه من قبل أحد أقاربه الذى هاجمه بالمستشفى.وأوضح المتحدث فى تصريح صحفى له، أن الفارين يعدون من نزلاء الحالات الأمنية بالمستشفى، إذ تم تحويلهم من أحد السجون إلى المستشفى منذ فترة للاشتباه فى إصابتهم بحالات نفسية مرضية.وأضاف أن واقعة الفرار تمت نتيجة حالة الانفلات الأمنى فى محيط المستشفى والتى استغلها بعض الأشخاص، حيث دخل أحدهم المستشفى وأطلق الرصاص على أحد النزلاء، والذى تربطه به صلة مصاهرة ما أدى إلى وفاته على الفور. وفي خضم ارتباك سياسي واضح، أعلن رئيس الحكومة الليبية عن تعديل وزاري وشيك يتم بموجبه تقليص عدد الوزارات لمواجهة الوضع الطارئ الذي تعيشه البلاد، ملفتا إلى أنه سيتم التنسيق بين الوزارات للتركيز على تفعيل الجيش والشرطة بكيفية تحقق ضبط الأمن وسلامة المواطن. كما أعلن زيدان أن حكومته قررت الاستعانة بفريق دولي للتحقيق في عمليات الاغتيال التي شهدتها البلاد.وأوضح أن هذا الفريق سيصل اليوم الاثنين للتنسيق مع فريق التحقيق الوطني في الوصول إلى مرتكبي الجرائم والاغتيالات التي شهدتها البلاد بحسب تعبيره. وقال أن الفريق الذي لم يحدده لأي دولة ينتمي سيباشر مع المختصين الليبيين "إجراء التحقيقات حول الحوادث المؤسفة والإسراع بالوصول إلى الجناة وتقديمهم إلى العدالة".وتطرح مجموعة التطورات الأخيرة تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة الليبية على مواصلة الاضطلاع بمسؤولياتها في احتواء حالة الانفلات الأمني، كما تطرح العديد من التساؤلات عن المسؤول عن تنسيق عمليات الاغتيال واقتحام سجن الكويفية. وشهدت مدينة بنغازي خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة اغتيالات راح ضحيتها أربعة من الناشطين والمسؤولين المدنيين والعسكريين هاجم على اثرها محتجون مقار حزب (العدالة والبناء) الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في طرابلس و عدد من المدن الليبية.